الداخلية تواصل فعاليات مبادرة «كلنا واحد – معك في كل مكان» وتوجه قافلة إنسانية وطبية بنطاق محافظة البحيرة    بروتوكول بين القوات المسلحة وأكاديمية تكنولوجيا المعلومات ل«ذوي الإعاقة»    وزارة العمل: توفير 7 ملايين و240 ألفا فرصة عمل فى الداخل والخارج منذ 2014    خريطة الأسعار اليوم: انخفاض أسعار الحديد وارتفاع اللحوم والذهب يعود للارتفاع    محافظ المنوفية: ذبح 35 عجلًا بلديًا وتوزيعها على الأسر الأولى بالرعاية خلال أيام عيد الأضحى    ارتفاع أسعار المكرونة واللحوم وانخفاض الجبن اليوم الجمعة بالأسواق (موقع رسمي)    اليوم تسيير 27 رحلة جوية إلى الأراضي المقدسة    وزيرة التخطيط: مصر شريك مهم ل "بريكس" لكونها بوابة أفريقيا    مجلس الأمن الدولي يناقش الوضع الإنساني في أوكرانيا خلال ساعات    الزمالك يقرر عدم التجديد للاعب وسط الفريق    أول تعليق من وسام أبو علي بعد ظهوره الأول مع منتخب فلسطين    التربية والتعليم توجه تحذير لطلاب الثانوية العامة من اصطحاب المحمول والتابلت بلجان الامتحان    حملات مكثفة على المنشآت الغذائية بمركز الفرافرة في الوادي الجديد    بعثة الحج بوزارة الداخلية تستقبل آخر فوج من ضيوف الرحمن بالمدينة المنورة (صور)    بالخطوات تعرف على طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الإعدادية بالمحافظات    وصلة رقص ل منى زكي وجميلة عوض على أغنية عمرو دياب بحفل زفافها (صور وفيديو)    مواعيد صلاة عيد الأضحى 2024    «يأثم فاعله».. مفتي السعودية يوجه نصيحة لحجاج بيت الله الحرام (تفاصيل)    «مفيش بشر».. شوارع الوادي الجديد خالية بسبب ارتفاع درجة الحرارة    «التعليم العالي»: تحالف جامعات إقليم الدلتا يُطلق قافلة تنموية شاملة لمحافظة البحيرة    نسب إشغال متوسطة فى أول جمعة من يونيو على شواطئ الإسكندرية    مفاجأة في قائمة منتخب إسبانيا النهائية لبطولة يورو 2024    الموسيقات العسكرية تشارك في المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية    مصر وروسيا تبحثان سبل تعزيز التعاون في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار    الانتخابات الأوروبية.. هولندا تشهد صراع على السلطة بين اليمين المتطرف ويسار الوسط    الأوقاف: افتتاح أول إدارة للدعوة بالعاصمة الإدارية الجديدة    وزير الزراعة يعلن فتح اسواق فنزويلا أمام البرتقال المصري    مذكرة تفاهم بين مصر وجامبيا للتعاون في إدارة الأنهار المشتركة والتحلية    عيد الأضحى- فئات ممنوعة من تناول الممبار    بروتوكول تعاون لاستقطاب وافدين من أوروبا والخليج للعلاج بمستشفيات «الرعاية الصحية»    استبعاد كوبارسي وجارسيا ويورينتي من قائمة اسبانيا في اليورو    تفاصيل موعد جنازة وعزاء المخرج المسرحي محمد لبيب    في ذكرى ميلاد محمود مرسي.. تعرف على أهم أعماله الفنية    سعر الدولار يرتفع في 9 بنوك مصرية خلال أسبوع    الأنبا باخوم يترأس قداس اليوم الثالث من تساعية القديس أنطونيوس البدواني بالظاهر    أكسيوس: فشل اجتماع القاهرة لإعادة فتح معبر رفح    أيام البركة والخير.. أفضل الاعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة 1445    أحكام الأضحية.. أقيم مع ابنتي في بيت زوجها فهل تجزئ عنا أُضْحِيَّة واحدة؟    بعد غيابه عن الملاعب.. الحلفاوي يعلق على مشاركة الشناوي بمباراة بوركينا فاسو    إخماد حريق داخل محل فى حلوان دون إصابات    بمناسبة عيد الأضحى.. زيارة استثنائية لجميع نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل    صلاح يفوز بجائزة أفضل لاعب في موسم ليفربول    اليوم.. سلوى عثمان تكشف مواقف تعرضت لها مع عادل إمام في برنامج بالخط العريض    التعليم العالى: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف QS العالمى لعام 2025    يونس: أعضاء قيد "الصحفيين" لم تحدد موعدًا لاستكمال تحت التمرين والمشتغلين    ضياء السيد: حسام حسن غير طريقة لعب منتخب مصر لرغبته في إشراك كل النجوم    وزيرة الثقافة وسفير اليونان يشهدان «الباليه الوطني» في الأوبرا    علي عوف: متوسط زيادة أسعار الأدوية 25% بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج    خلاف داخل الناتو بشأن تسمية مشروع دعم جديد لأوكرانيا    المتحدة للخدمات الإعلامية تعلن تضامنها الكامل مع الإعلامية قصواء الخلالي    محافظ أسوان: طرح كميات من الخراف والعجول البلدية بأسعار مناسبة بمقر الإرشاد الزراعي    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بالطريق الدائري بالقليوبية    مداهمات واقتحامات ليلية من الاحتلال الإسرائيلي لمختلف مناطق الضفة الغربية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 7 يونيو 2024.. ترقيه جديدة ل«الحمل» و«السرطان»يستقبل مولودًا جديدًا    افتتاح المهرجان الختامي لفرق الأقاليم ال46 بمسرح السامر بالعجوزة غدًا    الأوقاف تفتتح 25 مساجد.. اليوم الجمعة    مجلس الزمالك يلبي طلب الطفل الفلسطيني خليل سامح    غانا تعاقب مالي في الوقت القاتل بتصفيات كأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر ليست للبيع

، أرض الأوطان لا يفرط فيها إنسان، حينما يفعل ذلك المنقلب فإنما يؤكد معاني الغدر والخيانة، يعني تضييع الأمانة، يعني أن كل شيء يمكن أن يضر بهذا الوطن وكيانه يمكن أن يحدث، ليست هذه هي المرة الأولى التي يفرط فيها المخلوع والمنقلب في مقدرات مصر، ولكنها المرة السافرة الفاجرة التي يحدث فيها التنازل عن أرض الوطن بكل برود، وتخرج جوقة الإفك بكل الأكاذيب لتبرر التنازل عن العرض والأرض، ماذا يريدون بالوطن؟ إلا أن يهدموا كيانه، ويقوضوا بنيانه، أمن أجل حفنة أموال أو شراء شرعنة زائفة يمكن أن تباع الأوطان؟
ماذا فعلتم بالوطن؟ وماذا اقترفتم بحقه في تأمين أرضه وصيانة حياضه وعرضه؟ نفرط في جغرافيا مصر المحروسة ونحولها لمصر المعروضة للبيع لمن يشتري، نعم لقد تلقف هؤلاء مقولته ووعوها، "أنا لو ينفع أتباع لاتباع"، لكن كل ما يمكن بيعه يمكن أن يباع، باع الغاز في ترسيم حدود مع اليونان وقبرص، وباعه لإسرائيل، ووصل الأمر لذروته ببيع أرض مصر بشكل مباشر والتنازل عنها.
التاريخ يتكلم فيقول إن تيران وصنافير مصريتان، ها هو التاريخ يصدع بالحقائق والدقائق في تتابع أحداث، المملكة العربية السعودية تأسست بشكلها الحالي فقط وحصرا عام 1932م، ولم يكن يملك النظام السعودي شمال الجزيرة العربية ولا غربها قبل ذلك، ترسيم الحدود البحرية بين مصر والدولة العثمانية سنه 1906م وأعطى جزيرتي تيران وصنافير لمصر والوثائق موجودة شاهدة بذلك، في فبراير 1949م مصر توقع مع إسرائيل هدنة رودس وخط الهدنة يتضمن حدود 1906م فيما عدا قطاع غزة.
وفي 15 مارس 1949م إسرائيل تخترق هدنة رودس و تتعدى على الحدود البحرية لمصر المرسومة شرق طابا و غرب "إيلات" وتسيطر على أم الرشراش، وفي 1950م النظام السعودي يدعى ملكيته للجزيرتين وترفض مصر وتتمسك بحدود معاهده 1906م فتتركها السعودية لمصر لعدم وجود سلاح بحرية لديها لحمايتها، وفي العام 1951م الحكومة المصرية تعلن جزيرتى تيران وصنافير جزرا مصرية و لابد من إخطار مصر قبل العبور منها و تحظر مرور السفن الإسرائيلية، وفي 25 يونيو 1952م تعلن إسرائيل تحويل منطقه أم الرشراش المصرية إلى ميناء "إيلات" كرد فعل على منع عبور السفن الإسرائيلية.
وتقدم مصر مذكرة رسمية للأمم المتحدة سنه 1954م متضمنة الخرائط و اتفاقيه 1906م وما يثبت وجود قوات مصرية فيها منذ الحرب العالمية الثانية، تؤكد مصر للهيئة العامة للأمم المتحدة سنة 1954م أن جزيرتى تيران و صنافير مصريتان و لا تملك السعودية فيهما أي حق تاريخي او قانوني، وفي مارس 1957م إسرائيل تنسحب من سيناء و جزيرتى تيران و صنافير بعد اشتراط وجود قوات دولية لضمان الملاحة و الأمم المتحدة تقر بمصريتها، ترسل السعودية سنه 1957م مذكرة للأمم المتحدة تعترض على اعتبار جزيرتى تيران و صنافير جزرا مصرية و لا تتلقى ردا من الأمم المتحدة.
وفي سنة 1958م اتفاقية البحار تلزم مصر بحرية الملاحة للسفن الإسرائيلية و مصر تلتزم بالأمر، وفي 19 مايو 1967م القوات الدولية للأمم المتحد' تغادر من سيناء و قطاع غزة و تنهى مهامها في مصر.. وفي 22 مايو 1967م، مصر تعلن رسميا إغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة البحرية الإسرائيلية، وفي 10 يونيو 1967م إسرائيل تكمل احتلالها لسيناء و جزيرتى تيران و صنافير، وفي 26 مارس 1979م مصر توقع مع إسرائيل اتفاقية السلام و يقر المجتمع الدولي ما كان مقررا من حق مصر على الجزيرتين مع إقرارها بحرية الملاحة، تعلن مصر رسميا سنه 1983م رأس محمد و جزيرة تيران و صنافير محميات طبيعية مصرية تابعة للدولة المصرية.
وفي 1989م السعودية تنشر إصدارا تظهر فيه الجزيرتان ضمن الأراضي السعودية ولم تعقب مصر كون الجزيرتين تحت سيطرتها وبالمنطقة ج، وأخيرا في التقرير الرسمي للأمم المتحدة بعد التحكيم الدولي بين مصر وإسرائيل يتحدث عن شكل الحدود المصرية وأن تيران و صنافير مصرية، هذه هي القصة كاملة ننقلها بتتابعاتها الزمنية ممن رصدها مشكورا، من غير تحريف أو نقصان.
وتعود أهمية الجزيرتَيْن إلى قيمتهما الكبرى في التأمين الدفاعي الاستراتيجي للجزء الجنوبي لشبه جزيرة سيناء والمياه الإقليمية المصرية قُبالة شمال الساحل الشرقي لمصر على البحر الأحمر، كما أنهما من الأهمية بمكان في صدد إغلاق خليج العقبة بالكامل في حال اندلاع أي حرب مع إسرائيل.
إنه مسلسل التنازل الممنهج عن الغاز، وعن الأرض وعن مياه النيل بمقتضى اتفاق المبادئ، تنازلات بعضها من بعض تبدد كل مقدرات الوطن، أتى هذا المنقلب الضعيف الخائر المفتقر لمن يعترف به، فباتت قابلياته للابتزاز تزيد وتتراكم، من تنازل إلى تنازل يرتكب في مقابل دراهم معدودة ومحاولا لاكتساب شرعية مفقودة، النيل بمائه يتبدد، والغاز كثروة يٌبدد، والأرض بما تملك من قيمة إستراتيجية تٌباع.
يا هذا طاف الصاع وطفح الكيل أمن أجل تأمين كرسيك تضيع وطنا وتبيع أرضه، أين دستور أقسمت عليه بالمحافظة على الوطن وسلامة أراضيه، أم أنك أقسمت على حماية كرسيك وسلامته حتى لو بعت الوطن، يا هذا لم يعد أمام شرفاء هذا الوطن إلا أن يستنفروا أبناءه، ثوروا تصحوا، استيقظوا واصحوا، أنقذوا مصر قبل فوات الأوان.
نقولها لك وبأعلى صوت إن جوقة الإفك لن تفيد، نقولها لك وبأعلى صوت أن مصر ليست للبيع.. الأوطان لا تباع وتشترى، الأيام تثبت للجميع أن النظام الذي أهدر دماء المصريين وأهدر كرامتهم بين اعتقال وتعذيب لن يصون الأرض ولا العرض.
هذا المقال لا يعبر الا عن رأي كاتبه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.