تعانى المستشفيات العامة بمحافظة سوهاج حالة من الإهمال الشديد والتردّي في الخدمات الصحية والعلاجية للمرضى، كالمستشفى الجامعي والأميري واليوم الواحد والمستشفيات والوحدات الصحية الموجودة في المراكز والقُرى، كمستشفى طما المركزي وطهطا وغيرها، بالإضافة إلى معاهد ووحدات الغسيل الكُلوي وعلاج الأورام بالمحافظة. وتتمثل أوجه القصور وتردي الأوضاع داخل هذه المستشفيات في عدم نظافة غرف المرضى وتمزقها، ووجود المخلفات والنفايات الطبية المستخدمة في أركان الغرف، والتي تساهم فى انتشار العدوى والأمراض الخطيرة، كما أن بعض الأطباء يعانون من عدم وجود أجهزة حديثة في مجال التقنية الطبية. ويعاني المرضى من أشد المُعاناة في عمل الاشعة المقطعية بحجة عطل أجهزة الأشعة بشكل مستمر، بالإضافة إلى عدم وجود أطباء الاستقبال بشكل دائم في أماكنهم بقسم الطوارئ، إذ يلجأ بعض أهالى المرضى إلى الاتصال بالطبيب المختص لإحضاره لكشف وتشخيص الحالة. والأسوأ من ذلك أن الاهتمام بالمرضى يقتصر على الحالات المحولة من أساتذة كلية الطب لأطباء الامتياز، فى حين أن باقى المرضى يُترَكون بالساعات دون المرور او المتابعة لهم، كما أن الاطباء حديثى التخرُّج لا يستطيعون التعامل مع الحالات الحرجة التى تأتى إلى أقسام الطوارئ بالاستقبال. وهناك بعض الحالات يتم تشخيصها وعلاجها بممرات المستشفيات لعدم وجود سرائر وإمكانيات طبية وفنية وعدم وجود غُرف بشكل كافٍ، أما عن وحدات غسيل الكُلى ومعاهد الأورام فالمرضى المصابون بأمراض السرطان وغيرها لا حول لهم ولا قوة إلا بالله فهؤلاء يستغيثون لإنهاء إجراءات التسجيل والقيد المُعقّدة للحصول على الجلسات الكيماوية والإشعاعية والمسكنات اللازمة لحالاتهم الحرجة والخطيرة. وفى سياق مُتصل هناك بعض المستشفيات توجد بها أجهزة طبية حديثة، ولكن لا يتم استخدامها بحجة عدم معرفة كيفية استخدامها ولا يوجد إعداد كوادر في هذا الاختصاص، فأغلب المستشفيات الحكومية غير صالحة وغير مؤهلة لاستقبال حالات حرجة، ومن السهل أن تؤدى إلى حالات الوفاة فى أغلب الأوقات. ومن جانبه قال سيد أحمد (طبيب): "أن المستشفيات الحكومية بسوهاج خارج اهتمام مسئولى الدولة، حيث لا تجديد ولا تطوير للمباني أو الأجهزة والأدوات الطبية، فضلا عن حجم الفساد الضخم الموجود فى إدارات المخازن بالمستشفيات التى يتورط فيها الإداريون". وأضاف، أن فى بعض الأوقات يلجأ أهالى المرضى إلى الاعتداء على الأطباء بحجة التقصير فى علاجهم، ولكن يرجع هذا السبب فى أن الطبيب يعمل فى حدود الإمكانيات المحدودة المتاحة له ولكن أغلب المواطنين لا يدركون ذلك وبالتالى يحمّلون الأطباء مسئولية وفاة او تدهور حالة المريض. وأشار أحمد عبدالعال (مواطن) إلى أن "بعض المواطنين يلجأون إلى العلاج داخل المستشفيات أو العيادات الخاصّة الخارجية ظنا فى أنه سيكون هناك مستوى افضل للرعاية الصحية والاهتمام رغم زيادة نفقاتها ومصروفاتها، وهذا لمن له القدرة او الاستطاعة على ذلك. فيما أكد محمد ياسر (مواطن) أن "هناك حالات تتردد على المستشفى الجامعى أو الأميرى ولا يتم التعامل معها أو اتخاذ الإجراءات المطلوبة بحجة عدم وجود الطبيب المختص بتلك الحالات، ولذلك تُترك بالساعات دون كشف أو علاج سريع لحين وصول الطبيب المختص. وقال إن "الأساتذة يتركون طُلّاب الامتياز أو الأطباء حديثى التخرُّج يتعاملون مع المرضى دون مراجعة او متابعة والوصول الى ما لا يمكن تجنبه عند تدهور الحالات المرضية"، وطالب بوجود الأساتذة الكبار فى جميع التخصصات فى جميع الأقسام بالطوارئ؛ لأن هذه هى رسالتهم مهما علا شأنهم.