تواصل اقتحامات الأقصي وسط تنديد عربي واستجداء لأمريكا

اقتحمت مستوطنون ومجندون ومجندات بالزي العسكري وعضو الكنيست الصهيوني المتطرف شولي معلم من حزب (البيت اليهودي)، اليوم الاثنين، المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال.
وتأتي تلك الاقتحامات وسط إجراءات مشددة ومتواصلة من قوات الاحتلال على البوابات الرئيسية الخارجية للمسجد، حيث منعت بموجبها الرجال ممن تقل أعمارهم عن الأربعين من الدخول إلى الأقصى منذ صلاة الفجر، بينما احتجزت بطاقات المصلين على البوابات الرئيسية لحين خروج أصحابها من بواباته.
وكانت قوة من جنود الاحتلال داهمت الجامع القبلي المتعارف على تسميته بالمسجد الأقصى ونفذت في رحابه حملة تفتيش استفزازية.
الجدير بالذكر أن عشرات المواطنين يتواجدون الآن في المسجد الأقصى وينتشرون في باحاته ومرافقه المتعددة، إلى جانب حراس وسدنة المسجد المبارك.
وكان نائب رئيس الكنيست المتطرف موشيه فيجلن قد اقتحم الأقصى أمس، بشكل استفزازي وحاول أداء طقوس وشعائر تلمودية في باحة صحن مسجد قبة الصخرة، وسط حراسات غير مسبوقة.
" تظاهرات وتصريحات منددة"
في الأثناء، شارك العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الاثنين، في تظاهرة احتجاجية، دعت إليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، نصرة للمسجد الأقصى، ورفضاً للاعتداءات الصهيونية بحقه.
وندد المشاركون بالاعتداءات الصهيونيةالمتكررة على المسجد الأقصى، مطالبين الأمة العربية والإسلامية بالتحرك لوقف سياسة اعتداءات الاحتلال تجاه الأقصى.
فيما أدان مجلس الوزراء السعودي إقدام السلطات الصهيونية على إغلاق المسجد الأقصى، مشيرًا إلى هذا العمل الإجرامي انتهاكًا لمشاعر المسلمين، وسابقة خطيرة واستفزازًا مباشرًا لجميع المسلمين في العالم.
كما أعرب مجلس الوزراء في جلسته اليوم، بالرياض برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، عن استنكار المملكة لقرار سلطات الاحتلال الصهيوني المصادقة على بناء ألف وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة، مؤكدًا أن تلك الممارسات تجسد الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة إن المجلس تطرق إلى مستجدات الأحداث في المنطقة والعالم، منوهًا بانعقاد مؤتمر حالة اللاجئين السوريين الذي استضافته ألمانيا، وجددت فيه المملكة تأكيد موقفها الدائم والثابت الذي يسعى لإيجاد حل عادل للأزمة السورية يحقق للشعب السوري الشقيق ما يصبو إليه، ودعمها لكل الجهود الهادفة لمساعدة وحماية المهجرين واللاجئين السوريين.
فيما ندد حزب المصريين الأحرار المصري، بإغلاق دولة الاحتلال الصهيونية للمسجد الأقصى ومنع الآذان والصلاة فيه، في تحد واضح للمجتمع الدولي وإهانة المشاعر الدينية لملايين المسلمين في العالم.
ودعا السفير محمد شاكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة الجريمة العنصرية "الإسرائيلية".
وطالب شاكر الأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تكرار الاعتداءات "الإسرائيلية" واعتبارها جرائم ضد الإنسانية وليست موجهة فحسب للشعب الفلسطيني.
وأوضح السفير محمد شاكر أن هذه الممارسات العدوانية تستنكرها كل دول العالم، وقال: إن إسرائيل ليس من حقها إغلاق المسجد الأقصى لأي سبب وبأية حجة كانت، مؤكداً أن هذا الإجراء يرفضه القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي الوقت نفسه أشاد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب المصريين الأحرار بالموقف الشجاع لدولة السويد التي أعلنت اعترافها رسمياً بدولة فلسطين.
ودعا شاكر جميع دول العالم المحبة للسلام لأن تحذو حذو السويد، مؤكداً أن الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة هو السبيل الوحيد لوضع حد للصراع في الشرق الأوسط ونزع فتيل الحرب.

وتسود حالة من التوتر في القدس منذ عدة أيام، إثر تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، ومنع مصلين من دخوله، وزادت وتيرتها بعد ما قالت الكيان إنها محاولة "اغتيال" لحاخام يهودي متطرف، نفذها شاب فلسطيني، الأربعاء الماضي، (قتلته لاحقاً)، وأغلقت على إثر ذلك، المسجد الأقصى أمام المسلمين لمدة يوم واحد.
"موقف أمريكي"
في الأثناء ، قال وزير الأوقاف والشئون الدينية "يوسف أدعيس" إن فلسطين وجميع مقدساتها الإسلامية والمسيحية هي حق خالص للفلسطينيين وإن فرض الحقائق على المقدسات غير شرعي وباطل واستفزاز لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم وللشعب لفلسطيني خاصة.
جاء ذلك خلال استقباله الممثل الخاص للجنة المبادرات العقائدية "شون كيسي" ووفدًا من القنصلية الأمريكية، حيث شدد على رفض شعب فلسطين العنف الذي يمارس عليه من قبل الاحتلال، وهو يمد يديه للسلام العادل القائم على إرجاع حقوقه في أرضه ووطنه، كما أنه يأمل أن يمارس حقوقه السياسية والدينية بحرية وسلام بعيدا عن الاحتلال وسياساته التعسفية.
ووضع "أدعيس" الوفد بصورة الاعتداءات المتكررة والمتسلسلة على القدس والأماكن الدينية عامة والعراقيل والحواجز التي تمنع المصلين المسلمين والمسيحيين من الوصول إلى أماكن عباداتهم الأمر الذي يشكل تعديًا صارخًا على الحقوق.
وأعرب عن أمله في وجود موقف حقيقي وواضح من المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة بتطبيق القرارات الدولية الصادرة ذات العلاقة من أجل تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
و بدوره، أكد "كيسي" التزام الولايات المتحدة الأمريكية بفرص السلام والتعايش في الشرق الأوسط عمومًا وفي الأراضي المقدسة على وجه الخصوص.