نفى وزير الداخلية في الحكومة التونسية المؤقتة لطفي بن جدو، حصول بلاده على مساعدات عسكرية أميركية لمكافحة الإرهاب في غرب البلاد، ولكنه لم يستبعد طلب المساعدة من الجزائر لتطهير المناطق الجبلية من الألغام. وقال بن جدو خلال مؤتمر صحفي عقده مساء 8 مايو، إن المعلومات التي تحدثت عن حصول تونس على معدات أمنية وعسكرية أميركية ، منها طائرات من نوع أباتشي لمساعدة القوات الأمنية، في عمليات مطاردة "الإرهابيين" الذين يختبئون في منطقة جبل الشعانبي غرب البلاد، "ليست صحيحة". وكانت تقارير إعلامية محلية قد أشارت في وقت سابق، إلى أن طائرتين عسكريتين من نوع أباتشي حطتا صباح 8 مايو، في مطار القاعدة العسكرية الجوية "العوينة" في العاصمة تونس. ورجحت أن يتم استخدام الطائرتين في عمليات المطاردة وتمشيط منطقة جبل الشعانبي في محافظة القصرين غرب تونس، غير البعيد عن الحدود الجزائرية. وفي سياق متصل، لم يستبعد وزير الداخلية التونسي إمكانية لجوء بلاده إلى طلب مساعدة من الجزائر، لتمشيط المنطقة الجبلية المذكورة من الألغام التي زرعها "الإرهابيون" الذين يختبئون فيها منذ مدة. وقال إن قوات الأمن والجيش التونسي "تفتقد للآلات المناسبة للكشف عن الألغام اليدوية الصنع، لذلك ستتم الاستعانة بالخبراء الجزائريين في هذا الموضوع". وأوضح أن الألغام المزروعة في منطقة جبل الشعانبي، شبيهة بتلك الألغام التي يستعملها أفراد تنظيم القاعدة في أفغانستان ضد القوات الأميركية، حيث تعجز كاشفات الألغام العادية والكلاب المدربة عن كشفها. ووقعت أربعة انفجارات في منطقة جبل الشعانبي في غضون أسبوع أسفرت عن 16 جريحا، 10 منهم ينتمون إلى الحرس الوطني (الدرك) ، و6 عسكريين. ويقوم الجيش التونسي بعمليات تمشيط واسعة في جبل الشعانبي إثر انفجار تلك الألغام، حيث أعلن المنطقة المذكورة منطقة عسكرية مغلقة، ودفع نحوها بتعزيزات عسكرية كبيرة تضمنت آليات مدرعة. وقال مسؤولون تونسيون إنّ تلك العمليات ستأخذ وقتها الكافي لغاية القضاء على المسلحين الذين يختبئون داخل غابات وكهوف جبل الشعانبي منذ مدة، مؤكدين أنّ هؤلاء المسلحين ينتمون إلى "كتيبة عقبة بن نافع" الموالية لتنظيم القاعدة.