دافع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف عن سجل حكومته في كلمة أمام البرلمان يوم الأربعاء بعد أن لمح الرئيس فلاديمير بوتين إلى أن صبره ربما بدأ ينفد تجاه حليفه القديم. وتدور تكهنات في وسائل الإعلام الروسية منذ أشهر وبين المحللين السياسيين بأن بوتين (60 عاما) قد يجعل ميدفيديف كبش فداء إذا استمر الاقتصاد الروسي في التراجع. وجاء رد ميدفيديف بعد أن أظهرت لقطات فيديو غير مصرح بالتقاطها بوتين وهو يهدد بإقالة مسؤولين كبار لم يذكرهم بالاسم بسبب الفشل في تطبيق خططه للإنفاق الاجتماعي والذي تقع المسؤولية عنه في نهاية الأمر على حكومة ميدفيديف. واكتفى بوتين بأن طلب من المصورين أن يتوقفوا عن تصوير الاجتماع مع مسؤولين إقليميين ووزراء في الحكومة. وأحيا غضبه وتصريحاته غير المتحفظة التكهنات بأنه فقد ثقته في ميدفيديف. وطلب ميدفيديف (47 عاما) الذي عين رئيسا للوزراء في مايو الماضي دعم البرلمان في تقرير جرى الإعداد له منذ فترة طويلة بشأن عمل الحكومة استمر ساعة و45 دقيقة. واعترف بأن روسيا قد تنزلق إلى الركود إذا استمرت الأسعار العالمية للسلع في التراجع. ودعا إلى الوحدة واحترام ما تقوم به حكومته. لكن انتقاد زعيم الحزب الشيوعي الروسي جينادي زيوجانوف لأداء ميدفيديف زاد المشكلات التي يواجهها رئيس الوزراء تعقيدا. وهدد حزب روسيا العادلة بالدعوة إلى تصويت على سحب الثقة من الحكومة إذا انزلقت روسيا إلى الركود. ومن المؤكد أن يتجاوز ميدفيديف هذا التصويت لأن حزب روسياالمتحدة الذي ينتمي إليه هو وبوتين يسيطر على مجلس النواب الغرفة السفلى بالبرلمان. لكن الاحتفاظ بتأييد بوتين حيوي بالنسبة لمستقبله السياسي. وفي اللقطات التي نشرت على مواقع إلكترونية قبل أن يلقي ميدفيديف كلمته أمام البرلمان بوقت قصير وعرضها في وقت لاحق التلفزيون الرسمي بدا بوتين صارما وهو يطالب بمزيد من الجهد لتنفيذ تعهداته بشأن الانفاق الاجتماعي لتحسين حياة ملايين الروس. ونفى المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي أن يكون قد أشار إلى إقالة الحكومة. لكن التصريحات اعتبرت على نطاق واسع تحذيرا للحكومة.