أعلنت الأممالمتحدة أمس الأربعاء أن تمويل خطتها للعمل الإنساني بالسودان للعام 2013 تقارب مليار دولار أمريكي لمساعدة حوالي 4.3 مليون شخص. وقال علي الزعتري، منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية، في مؤتمر صحفي بالخرطوم بحسب وكالة الأناضول اليوم إن خطة العمل الإنساني للعام 2013 وضعت بالتشاور الوثيق مع الحكومة السودانية. وأوضح أن الخطة حددت مجالات الإحتياجات الإنسانية التي يمكن للمشاريع الإنسانية أن تستجيب لها على نحو أفضل ومع تخصيص التمويل اللازم وفقًا لذلك. ووصف الزعتري الإحتياجات الإنسانية بالسودان بالكبيرة، وقال إن حوالي 1.4 مليون شخص يتلقون المساعدات في المخيمات بإقليم دارفور (غرب السودان ويشهد نزاعًا مسلحًا بين الجيش وثلاث حركات مسلحة منذ العام 2003). ولفت إلى أن ما يربو على ثلاثة ملايين طفل تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة والخامسة عشرة لا يحظون بدوام كامل من التعليم، وتابع: “لمعالجة هذه المشكلة نهدف خلال العام الحالي إلى تسجيل حوالي 150 ألف من الأطفال بمدارس تعليم الأساس وتوفير المواد التعليمية ل 350 ألفًا من الأطفال وتدريب أكثر من 5500 من المعلمين والمعلمات الجدد”. ونبه الزعتري إلى أن متوسط معدلات سوء التغذية لدى الأطفال 16.4% ورأى أنه مستوى يتجاوز مستويات الطوارئ العالمية. وقال إن قطاع التغذية سيقوم بتعزيز قدرات وزارة الصحة والشركاء لتحديد مشاكل التغذية والاستعداد لها ومن ثم علاجها. وأضاف أن 10% من الأطفال يموتون دون سن الخامسة وكثير منهم يموتون بسبب الأمراض السارية عن طريق المياه أو بأمراض ذات صلة بالصحة العامة مثل الملاريا والإسهال والتايفود. وقال الزعتري إن تمويل الاحتياجات الإنسانية في السودان تناقص بمعدل مثير للقلق ونبه إلى انخفاضه من العام 2011 إلى العام 2012 بنسبة 9% ورأى أن ذلك يؤثر على قدرة الوكالات الإنسانية على إنقاذ الأرواح والحد من المعاناة. وبحسب الزعتري فإن العام الماضي شهد تقليص بعض القطاعات لأنشطتها وضبط أهدافها عن نقطة منتصف العام لتجابه تحديات التمويل وركزت المنظمات على استهداف الأفراد الأكثر عرضة للخطر بشكل أفضل بزيادة الاكتفاء الذاتي والقدرة على التكيف بين الجماعات المتأثرة وباستخدام القدرات والموارد المحلية لتلبية الاحتياجات الإنسانية. وتوقع الزعتري أن يتحسن الأداء العام عبر عمليات التقييم وتحسين بناء قدرات الجهات الإنسانية الوطنية، وقال إن حكومة السودان هي الراعي لاحتياجات المواطنين ويعمل المجتمع الدولي معها ومختلف فئات المجتمع لتوفير الدعم. وتنتشر في إقليم دارفور منذ العام 2008 بعثة حفظ سلام مشتركة بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي تحت اسم “يوناميد”، هي الأكبر في العالم، بموجب قرار من مجلس الأمن ويتجاوز عدد أفرادها 22 ألفًا من الجنود والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2012. ويشهد السودان نزاعًا مسلحًا بين الجيش والحركة الشعبية قطاع الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة الجنوب وتضرر من النزاع حوالي 950 ألف شخص بحسب إحصائيات الأممالمتحدة العام الماضي.