اختتمت فعاليات المؤتمر الدولي الأول للعلوم الأساسية والتطبيقية المتقدمة في الغردقة تحت رعاية أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف ورئيس المؤتمر والذي نظمه معهد بحوث العلوم المتقدمة بالجامعة برئاسة محمد محمود خضر مدير المعهد والذي شارك فيه أكثر من 130 عالم وعرض فيه أكثر من 150 بحث تم عرضها من العلماء والباحثين من مصر وجامعات عربية وأجنبية مثل جامعات السويد وتركيا وليبيا وكوريا وأمريكا والسعودية والسودان والمغرب والهند وباكستان . تناولت الأبحاث أهم الموضوعات التي تهم الشعوب والبيئة وركزت في حل مشاكل المياه والطاقة وغيرها من المجالات التي تهم البشرية واستخدام التقنية الحديثة واستخدام النانو في التغلب على هذه المشاكل . أكد العلماء الحاضرون أنه لابد من تشجيع البحث العلمي فهو أمل الشعوب نحو غد ومستقبل أفضل وربط الأبحاث بالمجتمع خاصة الصناعي منها ومدى خدمة الجامعة للمجتمع المحيط بها وضرورة استمرار المؤتمرات التي تساهم أبحاثها في خدمة المجتمع وضرورة تشجيع صغار الباحثين والطلبة في إجراء أبحاثهم وفتح المعامل وتشجيع الأساتذة لهم وهذه هي أهم الأبحاث التي قدمت في اليوم الختامي للمؤتمر . فقد أكد كيفين باور الأستاذ بجامعة فلوريدا بأمريكا خلال بحثه في المؤتمر أن هناك طرق جديدة لتحضير المواد متناهية الصغر للتغلب على مشاكل التحضير التقليدية وتمكن الباحثين من وقف التفاعل في أي لحظة وتغيير ظروف التفاعل ومراقبة نتائجها من حيث المواصفات أثناء التفاعل. وأشار عبد الهادي الجعيصي الأستاذ بمركز بحوث الفلزات خلال بحثه تخليق فلز الحديد والتيتانيوم بنسب مختلفة في حجم النانو المتناهية الصغر عن طريق الاختزال الغازي بالهيدروجين عند درجة حرارة منخفضة من 600 إلى 850 بالمقارنة بالطرق التقليدية التي تحتاج الى درجة حرارة 1800 درجة وهذه الطريقة ذات عائد إيجابي على البيئة نظرا لاستخدام غاز الهيدروجين النقي . واستعرض أحمد ابراهيم عدوي الباحث بمعهد بحوث البترول في بحثه عن التركيب والخصائص البيولوجية للمواد ذات النشاط السطحي والتي تستخدم كمبيد للبكتريا والفطريات في المجال الطبي وتستخدم لتخليص البترول من البكتريا التي تسبب مشاكل منها تآكل وانبعاث روائح خانقة تسبب مشاكل للجهاز التنفسي للعاملين في قطاع البترول . واستعرضت مها زكي رزق أستاذ ووكيل شعبة بالمركز القومي للبحوث خلال بحثها استخدام عديدة السكريات المستخلصة من الطحالب البحرية من شواطئ الساحل الشمالي بالأسكندرية في تقليل نسبة الكوليسترول والدهون في الجسم كما أن لها كفاءة عالية كمضاد للأكسدة وضد تصلب الشرايين وأثبتت التجارب والأبحاث هذه النتائج . واستعرض محمد توبراك التركي الأصل والأستاذ بالمعهد الملكي للتكنولوجيا بالسويد خلال بحثه طرق تحضير وتوصيف المواد الالكتروحرارية التي تستخدم في تحويل الطاقة الحرارية الضائعة الى كهرباء والى طاقة كهربائية تعويضا عن الفاقد في الطاقة الكهربائية . وأشار عبد السلام أوحيدة الليبي الأصل والأستاذ بالمعهد الملكي للتكنولوجيا بالسويد خلال بحثه إلى أن تحضير جزيئات النانو بمختلف التركيبات وخصائصها المختلفة من اجل تطبيقها في مجال البيئة كتنقية المياه من المواد العضوية والسامة والعناصر الثقيلة التي تسبب مرض السرطان والتي لا يمكن التغلب عليها بالطرق التقليدية وتستخدم التقنية الحديثة باستخدام النانو في التغلب على هذه المشاكل. استعرض أحمد علي الأستاذ بكلية العلوم جامعة أولسان بكوريا الجنوبية خلال بحثه انتاج مجناتيك ميموري من الكوبال تايت تعمل عند درجة حرارة الغرفة للعمل على تخزين المعلومات باستخدام الليزر وترسيبها على substrate من المواد المنخفضة التكلفة مما يساعد على استخدام التقنيات الحديثة وتسخير الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع ومما لها من قيمة اقتصادية منخفضة التكلفة. واستعرض الدكتور عامر عيد أستاذ التصميم الميكانيكي والانتاج بكلية الهندسة جامعة بني سويف في بحثه انتاج سبيكة الألومنيوم متراكب “سيراميك” باستخدام تقنية السباكة بالتقليب عند سرعات مختلفة ولأن سبيكة الألومنيوم تتمتع بخصائصها الفيزيقية ولأنها خفيفة الوزن ومقاومة للصدأ وتحملها للإجهادات مما جعلها تستخدم في كثير من التطبيقات الهندسية مثل صناعة أجزاء طلمبات الطائرات وهياكلها ومجموعة نقل الحركة بالسيارات والهدف من البحث هو تطوير العوامل المؤثرة في عمليات الإنتاج باستخدام تكنولوجيا النانو بإضافة مواد سيراميكية في حجم النانو . وفي ختام المؤتمر تم توزيع شهادات التقدير والميداليات والجوائز على الفائزين حيث فاز بجائزة أحسن عرض تقديمي في الفارماكولوجي كلا من الدكتور محمد إبراهيم والدكتور إبراهيم نجيب كلية الصيدلة جامعة بني سويف وعلى جائزة أحسن تقديم في النانو الدكتور أرلوند ماينز من السويد وعلى جائزة أحسن بوستر الباحثة إنجي أسامة المدرس المساعد بكلية الصيدلة جامعة بني سويف . وأهم التوصيات التي انتهى اليها المؤتمر هي السعي الجاد لربط البحث العلمي بالصناعة وخدمة البيئة والمجتمع ، التأكيد على ضرورة التفاعل والتواصل بين الجامعات والمراكز البحثية داخل وخارج مصر وتبادل الخبرات البحثية ، التأكيد على دور شباب الباحثين في النهوض بالبحث العلمي وضرورة منحهم الفرصة ودعمهم ماديا ومعنويا ، تكرار اللقاءات العلمية والتواصل المستمر بين الباحثين، تشجيع الصناعة على دعم البحث العلمي وعلاج مشكلات الصناعة من خلال رسائل الماجستير والدكتوراة بالجامعة، ضرورة زيادة ميزانية البحث العلمي وإعطائه أولوية وأهمية كبرى.