لقي 40 جنديا نظاميا مصرعهم في مواجهات السبت انتهت بسيطرة مقاتلين معارضين على بلدة في ادلب قريبة من الحدود التركية، فيما رد الجيش التركي تكرارا على قذيفتين مصدرهما سوريا سقطتا في جنوب شرق البلاد ،و أسفر قصف القوات الحكومية لمناطق عدة في البلاد عن مقتل 105 أشخاص، حسب ما أفاد ناشطون في المعارضة. وبعيد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد ضريح الجندي المجهول في دمشق في الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب تشرين، اكد وزير الدفاع السوري ان “موعد النصر قريب”. فقد افاد المرصد السوري لحقوق الانسان مساء السبت ان “الاشتباكات في بلدة خربة الجوز بريف جسر الشغور في ادلب انتهت بعد ان سيطر مقاتلون من الكتائب الثائرة على البلدة ومحيطها”. وأضاف ان “الاشتباكات استمرت اكثر من 12 ساعة واسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 من القوات النظامية بينهم خمسة ضباط كما استشهد تسعة مقاتلين” معارضين. وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن افاد في وقت سابق ان الاشتباكات بين الطرفين ادت الى سقوط ما لا يقل عن 25 جنديا من القوات النظامية فيما قتل ثلاثة من المقاتلين المعارضين. وتبعد بلدة خربة الجوز اقل من كيلومترين عن الحدود التركية، وهي مقابلة لبلدة غوفيتشي حيث سقطت السبت قذيفتان مدفعيتان مصدرهما الاراضي السورية، لم تسفرا عن وقوع ضحايا، واستدعتا ردا مدفعيا تركيا وفق مصدر رسمي. وقالت محافظة هاتاي التركية في بيان ان “قذيفة مدفعية سقطت اليوم (السبت) في عمق 50 مترا داخل الاراضي التركية في ارض خلاء تبعد 700 متر عن قرية غوفيتشي و300 متر عن مركز للدرك”. واضاف البيان ان الجيش التركي رد باطلاق اربع دفعات من قذائف الهاون، موضحا ان القصف صدر عن بطارية لقوات موالية للنظام السوري واستهدف معارضين سوريين مسلحين ينتشرون قرب الحدود السورية التركية. و سقطت قذيفة ثانية على عمق 1,2 كلم داخل الاراضي التركية وتحديدا في ارض خلاء في المنطقة نفسها، وفق بيان اخر للمحافظة. وقد ردت تركيا باطلاق دفعتين من قذائف الهاون، بحسب المصدر نفسه. ومنذ وقوع حادث خطر الاربعاء اسفر عن مقتل خمسة مدنيين اتراك في قرية حدودية، ترد تركيا بصورة منهجية على قصف مدفعي وقذائف من الجانب السوري. وعلى وقع استمرار المواجهات في المناطق السورية وخصوصا في مدينة حلب، قال وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج في تصريح للتلفزيون السوري بمناسبة ذكرى حرب تشرين عام 1973 مع اسرائيل ان قيادة الجيش “تؤكد تصميمها على استعادة الامن والامان الى ربوع سوريا الحبيبة” مضيفا “اننا على موعد مع نصر قريب”. واعتبر الفريج ان بلاده “تتعرض لحرب شبه كونية لانها ترفض التخلي عن مقومات السيادة والكرامة وتتمسك بحقوقها واثقة من قدراتها على اسقاط المؤامرة والمتآمرين”. وكان الاسد “زار السبت صرح الشهيد في جبل قاسيون في دمشق في ذكرى حرب تشرين التحريرية”، وفق خبر عاجل بثه التلفزيون السوري. وبث التلفزيون في وقت لاحق مشاهد للاسد وهو يصافح عددا من المسؤولين الرسميين والعسكريين عند النصب، ويقبل فتيات عانقنه اثناء مغادرته المكان، من دون ان يدلي بتصريح. ميدانيا، تواصلت المواجهات العنيفة بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين في مدينة حلب، وافاد مراسل فرانس برس نقلا عن مصدر عسكري ان عددا من الحواجز العسكرية في المدينة القديمة بالقرب من الجامع الاموي تعرض لهجمات من المقاتلين المعارضين في ساعة مبكرة من صباح السبت. وتدور اشتباكات عنيفة مستمرة منذ اربعة ايام بين حي طريق الباب وحيي الصاخور والشعار المجاورين في شرق المدينة، بحسب ما نقل المراسل عن احد سكان طريق الباب. وكان المرصد السوري افاد عن تعرض احياء السكري والعامرية والمرجة ومساكن هنانو والفردوس والصالحين والسكري والفردوس للقصف. وفي حمص (وسط)، افاد المرصد ان بلدة الطيبة الغربية بمنطقة الحولة في ريف حمص “تتعرض لقصف متقطع من قبل القوات النظامية المتمركزة في محيط المنطقة وغربي البلدة قرب قرية الشنية الموالية للنظام”.