أكد الرئيس محمد مرسي أن مصر الجديدة تسير في طريقها الصحيح بعد الثورة والانتخابات النزيهة، و أن مصر تتحرك للمجال العالمي بكل قوة لكي تضع يدها في يدي الجميع دون حساسسية أو تهميش ، مشددا على أن مصر لن تسمح لأحد بالتدخل في شأنها . و قال في لقاء خاص على فضائية الحياة أن المشاركة و إلقاء الكلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة تعني توجه مصر في المرحلة الحالية ، و أنه حاول نقل ما يقوله المصريون للعالم كله ، و أن المشاكل التي تحيطنا كمشكلة سوريا التي تؤرقنا جميعا ، هي خير مثال لرد فعلنا على ما يحدث . و أضاف: سعي مصر لوقف نزيف الدم في سوريا ، وهذا لايعني التدخل في شأنهم ولكننا نريد وقف حمام الدم هذا لأنها مسؤليتنا جميعا ، و لكننا نرفض التدخل العسكري سواء كان عربيا أو أو خارجيا ، لأن آثاره ستكون سلبية أكثر مما عليه الوضع الآن . وأشار مرسي إلى بحثه مع الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” الشأن السوري و كذلك الأخضر الإبراهيمي مؤكدا على ضرورة أ، يكون الفعل العربي مؤثر ، والحديث عن فعل سياسي شعبي لتضييق الدائرة حول النظام السوري لوقف الدم . وشدد مرسي على أنه لن يسمح لأحد أيا كان ليزور صوت انتخابي واحد أو يكون مع فصيل ضد آخر و قد أقسمت على ألا أخون الله فيكم ،و ما أدعو إليه الجميع أن نثق في بعضنا البعض و أن نذكي مصلحة مصر ،و لا يستطيع أحد أن يقف ضد إرادة الجماهير . وعلق مرسي على الدراسات الاستطلاعية لمركز بصيرةالتي كانت نتائجها (بعد مرور 60 يوم كانت شعبية الرئيس مرسي 76 % ،و بعد مرور 80 يوم ارتفعت النسبة إلى 80 % ، بالإضافة إلى أن 80 % من المصريين سوف ينتخبون الرئيس الحالي لو أعيدت الانتخابات “لا أحب أن أدخل في تفاصيل استطلاعات الرأي و لا أعرف تفصيليا ما يحدث فيها ، و ما أراه في الشارع المصري أنني لست بعيدا عنه ، و أتمنى من الله أن أكون قادرا على تلبية أحلام هذا الشعب” . وناشد الرئيس الجميع بالنظر لمصلحة الوطن، و المطالبة بالحقوقمع مراعاة عدم تعطيل الإنتاج و المرور ، وأكد أنه إذا فكر أحد أن يعبث بهذا الوطن فواجبه وقف هذا العبث ، فالثورة تحمي نفسها ، والوطن يحميه الشعب و أنا من اختارني الشعب و أنا المخول بالحفاظ عليه . و أكد مرسي أنه سوف يصارح الشعب بكل ما تم إنجازه و كل ما لم يتم إنجازه بعد انتهاء ال100 يوم في 8 أكتوبر المقبل ، وقال أن الشعل المصري جدير بالمصارحة و أنه سيقدر ما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه . أما الحديث عن دور مصر الدولي فيما مضى، فكانت هناك تحركات ضعيفة وتراجع لدور مصر كثيرا ، بدليل طبيعة التعامل السابقة مع الشأن الأفريقي و مشكلة النيل مؤكدا، أن الفساد طال كل شيء . وشدد مرسي على أن النهضة ستؤثر إيجابيا على كل شيء في مصر و حتى على علاقاتنا الخارجية قائلا “معدلات النمو و الاستثمار في مصر واعدة ، لم نصل بعد إلى ما نحب ولكننا في الطريق إليه ، وإذا لم تخدم الحركة الخارجية النمو الداخلي فلماذا نفعلها ؟!” وتحدث مرسي عن العلاقة المصرية الأمريكية قائلا ” العلاقة المصرية الأمريكية لها شقين شق شعبي و شق رسمي بين الحكومتين في السابق كانت مواقف الولاياتالمتحدة ضد مواقف شعوبنا العربية و في مقدمتها مصر، أدى هذا للتوتر بين الشعب المصري و نظيره الأمريكي وصل لحد الكراهية ، ووقت الثورة كان موقف الحكومة الأمريكية واضحا و انحازوا للثورة ولم يقفوا مع الديكتاتوريات ، والشعب المصري أجبر الجميع على احترام الثورة ، ونحن نحرص على احترام كل من وقف بجانبنا ، مؤكدا أن علاقتنا بأمريكاعلاقة تعاون و احترام متبادل طالما أنهم مع الثورة و مع مصر الجديدة . و أوضح مرسي أن الشعب المصري ليس عدو لأحد ولكنه لا يقبل أن يتدخل أحد في شئونه ، ما مضي كانت العلاقة مع الولاياتالمتحدة علاقة تبعية وذلك كان يقزم الدور المصري و ولدينا الآن ميراث سيء من الديكتاتوريات التي سبقتنا ، وسياستنا لن تضر أحد ولن نسمح لأحد أن يضرنا ، قرار مصر ينبع من إرادة شعبها .. وتابع ”العالم يدرك أن مصر عادت من جديد و يدرك أن لديها دور كبير في المجتمع الدولي” . وفسر مرسي المكالمة بينه وبين الرئيس الأمريكي التي وصفت انها حاسمة في العلاقات المصرية الأمريكية قائلا ”أنها كانت تحمل روح الود و الاحترام المتبادل، وكنت أعبر عن روح الثورة والشعب بدون إساءة أو عدوانية ، و أبدى أوباما لي عدم رضاه و انزعاجه من الفيلم المسيء، و قدمت التعازي له في السفير الأمريكي ببني غازي “. وأكد الرئيس محمد مرسي أن المجتمع الدولي لا يقبل ما يحدث للفلسطينيين وما يتعرضون له من حصار وتجويع وانتهاكات واحتلال، مضيفا أنه من المهم أن يدرك الجميع أن السلام الشامل لن يتحقق بينما يتعرض الفلسطينيون لمثل هذه الانتهاكات. وقال ” ليس هذا معناه إعلان حرب وإنما هو تقرير واقع”.وأوضح أن مصر ليست لديها مشكلة فيما يتعلق بتواجد القوات المسلحة في سيناء، فسيناء مصرية، أرض مصرية كاملة، وليس لأحد اي سلطان عليها غير مصر والمصريين. وشدد على أنه يتابع بنفسه فرض إرادة الدولة المصرية بكل قوة واقتدار على ارض سيناء كما نفرضها على باقي الأرض المصرية. وقال “ليس لأحد حق التدخل في شئوننا على الاطلاق ، وإذا كانت هناك بعض الأحداث التي وقعت فإنها تأتي في إطار ما يحدث في العالم، وهذا أمر طبيعي، لكن نحن نبحث عمن قتل أبناءنا في رفح دون أن يتسبب ذلك في ظلم أو معاناة لأهل سيناء”.