فى اطار جهود الدولة لزيادة معدلات التنمية الصناعية والبحث عن مصادر استثمار جديدة لتدعيم الاقتصاد القومى تبدأ الهيئة العامة للتنمية الصناعية طرح مشروع بين المستثمرين من كل دول العالم لاستغلال الرمال السوداء بمنطقة ساحل البرلس فى محافظة كفر الشيخ بشمال الدلتا والتي تشمل معادن التيتانيوم والزركون والجارنيت والماجنيتايت وذلك بالتنسيق بين وزارة التجارة والصناعة ممثلة فى الهيئة العامة للتنمية الصناعية ووزارة الكهرباء والطاقة ممثلة فى هيئة المواد النووية. صرح بذلك اللواء اسماعيل النجدى رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية مشيرا الى انه سيعقد اجتماع للتعريف بالمشروع للراغبين في الاستثمار به . وقال النجدى ان هذا المشروع سيقام بغرض فصل المعادن التى توجد في الرمال السوداء للاستفادة منها فى اقامة صناعات ضخمة وهو ما دعى وزارة الكهرباء والطاقة للتاكيد على ضرورة استغلال هذه الثروة حيث قدر الاحتياطى التعدينى المؤكد فى هذه الرمال بحوالى 285مليون طن تحتوى على متوسط قدره 3.4 % من المعادن الثقيلة بطول 22 كيلو متر فى القطاع الغربى الذى يقع شرق البرلس كما يوجد احتياطى تعدينى مؤكد فى القطاع الشرقى بحوالى 48 مليون طن تحتوى على متوسط 2.1 % من المعادن الثقيلة به بخلاف امتدادات مستقبلية للخام وهى ارقام اقتصادية بشكل جيد طبقا للدراسات التى اجريت واكواد التعدين الدولية. وسيكون اسلوب الطرح على المستثمرين من خلال مرحلتين الاولى مرحلة التأهيل الفنى والمالى حيث يتم التاكد فيها من المقدرة الفنية والملاءة المالية للشركات المتقدمة للمزايدة والثانية مرحلة المزايدة ويحق من خلالها للشركات التى اجتازت التأهيل الفنى والمالى الدخول فى المزايدة مباشرة بناء على الاخطار بالتأهيل . ومن ناحية اخري كانت هيئة المواد النووية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة قد تقدمت بنتائج دراسة جدوى اقتصادية لمشروع استغلال الرمال السوداء التى نفذتها شركة داونر مايننج الاسترالية . واكد النجدى انه سيشترط على المستثمر الذى ستقع عليه المزايدة تسليم جميع العناصر المشعة لهيئة المواد النووية كما سيتم وضع كافة الاشتراطات والضوابط الفنية والقانونية والبيئية اللازمة للمشروع كاشفا عن ان دراسات الجدوى اوضحت ان التكلفة الاستثمارية للمشروع 125 مليون دولار وله جدوى اقتصادية جاذبة للاستثمارحيث يبلغ العائد على الدولار 22 % .
يذكر ان الرمال السوداء تتواجد فى مناطق منتشرة على ساحل البحر الابيض المتوسط ويرتبط تواجدها بالمصبات الحالية والقديمة لنهر النيل وهو الذى حمل فتات صخور وجبال المنابع فى افريقيا حتى البحر الذى يلقى بها على الساحل وتتوزع الرمال السوداء فى منطقة ساحل الدلتا وساحل شبه جزيرة سيناء حيث توجد 11 منطقة تتوافر فيها هذه الرمال مابين إدكو ورفح . ويتواجد فى الرمال السوداء عدة معادن هامة للصناعة مثل التيتانيوم الذى يستخرج منه كلا من (الالمنيت ) والالمنيت عالى الجودة والروتيل حيث يتم استخدامهم فى صناعة البويات والدهانات والبلاستيك والمطاط وانواع الحبر والمنسوجات وبلاط السيراميك ومستحضرات التجميل والجلود والادوية والصابون والمواد الغذائية والصلب (الكربونى) ، والصلب المقاوم للحرارة ، واسياخ اللحام ، وتبطين الافران ، وتغليف انابيب البترول تحت سطح البحر والمعدن الثانى الزركون ويستخدم فى صناعات السيراميك ، والزجاج ، والتجهيزات الصناعية والعواكس ، والاساسات ، وتبطين الافران ، وقلوب المفاعلات النووية ، وسبائك مواتير السيارات ، وبعض الصناعات الاخرى . بالاضافة لمعدن الجارنيت الذى يستخدم فى صناعة احجار الجلخ وتلميع الاسطح المعدنية واوراق الصنفرة وفلاتر المياه ، والجرانيوليت ، والدهانات . وكذلك خام الماجنتيت الذى يستخدم فى صناعات الحديد الاسفنجى والحديد الزهر عالى الجودة وتغليف انابيب البترول تحت سطح البحر وتثبيت وازالة ملوحة التربة . وهناك معادن مشعة ايضا مثل المونازيت وهو مصدر لانتاج العناصر النادرة المستخدمة فى الصناعات عالية التقنية ومصدر ثانوى للحصول على الثوريوم واليورانيوم .