أخيرا وبعد جهود شاقة استمرت سنوات طويلة.. تقرر طرح أول مشروع أمام المستثمرين للاستفادة من الرمال السوداء التي تتوافر كميات هائلة منها في مصر حيث توجد في11 منطقة في سواحل الدلتا وسيناء. وهذه الرمال السوداء تعتبر أحد الكنوز الضخمة في مصر والتي لو أحسن استغلالها فستسهم في توفير موارد كبيرة للبلاد. حيث أوضحت الدراسات العلمية الحديثة توافر العديد من المعادن يمكن استخراجها منها وتتميز يجدوي اقتصادية كبيرة منها خمسة معادن تستخدم في أكثر من أربعين صناعة. ومن الأمور المهمة في هذا المجال ان الرمال السوداء تحتوي علي معادن مشعة لها استخدامات عديدة خاصة في مجال الصناعات النووية وبالتالي تقرر ألزام أي مستثمر يشارك في هذا النشاط بتسليم تلك المواد المشعة إلي هيئة المواد النووية التابعة لوزارة الكهرباءوالطاقة. ويقول المهندس أسماعيل النجدي رئيس هيئة التنمية الصناعية أن المشروع الذي سيطرح أمام المستثمرين العالميين سيكون لاستغلال الرمال السوداء في منطقة ساحل البرلس في محافظة كفر الشيخ بشمال الدلتا والتي تشمل معادن التيتانيوم والزركون والجارنيت والماجنيتايت وذلك بالتنسيق بين وزارة التجارة والصناعة ممثلة في الهيئة العامة للتنمية الصناعية ووزارة الكهرباء والطاقة ممثلة في هيئة المواد النووية.. واوضح أن هذا المشروع سيقام بغرض فصل المعادن التي توجد في الرمال السوداء للاستفادة منها في اقامة صناعات ضخمة وهو ما دعا وزارة الكهرباء والطاقة للتاكيد علي ضرورة استغلال هذه الثروة حيث قدر الاحتياطي التعديني المؤكد في هذه الرمال بحوالي582 مليون طن تحتوي علي متوسط قدره3.4% من المعادن الثقيلة بطول22 كيلو متر في القطاع الغربي الذي يقع شرق البرلس كما يوجد احتياطي تعديني مؤكد في القطاع الشرقي بحوالي ثمانية وأربعين مليون طن تحتوي علي متوسط2.1% من المعادن الثقيلة به بخلاف امتدادات مستقبلية للخام وهي ارقام اقتصادية بشكل جيد طبقا للدراسات التي اجريت واكواد التعدين الدولية. وسيكون اسلوب الطرح علي المستثمرين من خلال مرحلتين الاولي مرحلة التأهيل الفني والمالي حيث يتم التاكد فيها من المقدرة الفنية والملاءة المالية للشركات المتقدمة للمزايدة والثانية مرحلة المزايدة ويحق من خلالها للشركات التي اجتازت التأهيل الفني والمالي الدخول في المزايدة مباشرة بناء علي الاخطار بالتأهيل. وكانت هيئة المواد النووية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة قد تقدمت بنتائج دراسة جدوي اقتصادية لمشروع استغلال الرمال السوداء التي نفذتها أحدي الشركات الاسترالية. واكد اللواء اسماعيل النجدي انه سيشترط علي المستثمر الذي سيتم اختياره بناء علي نتائج المزايدة أن يقوم بتسليم جميع العناصر المشعة لهيئة المواد النووية كما سيتم وضع كافة الاشتراطات والضوابط الفنية والقانونية والبيئية اللازمة للمشروع وقال ان دراسات الجدوي اوضحت ان التكلفة الاستثمارية للمشروع مائة وخمسة وعشرين مليون دولار وله جدوي اقتصادية كبيرة يبلغ العائد المستهدف22% وأضاف المهندس أسماعيل النجدي أن الرمال السودءا متواجدة في منطقة سواحل الدلتا وشبة جزيرة سيناء وذلك في11 منطقة بين أدكو ورفح ويتواجد في الرمال السوداء عدة معادن هامة للصناعة مثل التيتانيوم الذي يستخرج منه كل من( الالمنيت) والالمنيت عالي الجودة والروتيل حيث يتم استخدامهما في صناعة البويات والدهانات والبلاستيك والمطاط وانواع الحبر والمنسوجات وبلاط السيراميك ومستحضرات التجميل والجلود والادوية والصابون والمواد الغذائية والصلب الكربوني, والصلب المقاوم للحرارة, واسياخ اللحام, وتبطين الافران, وتغليف انابيب البترول تحت سطح البحر والمعدن الثاني الزركون ويستخدم في صناعات السيراميك, والزجاج, والتجهيزات الصناعية والعواكس, والاساسات, وتبطين الافران, وقلوب المفاعلات النووية, وسبائك مواتير السيارات, وبعض الصناعات الاخري. بالاضافة لمعدن الجارنيت الذي يستخدم في صناعة احجار الجلخ وتلميع الاسطح المعدنية واوراق الصنفرة وفلاتر المياه, والجرانيوليت, والدهانات. وكذلك خام الماجنتيت الذي يستخدم في صناعات الحديد الاسفنجي والحديد الزهر عالي الجودة وتغليف انابيب البترول تحت سطح البحر وتثبيت وازالة ملوحة التربة. وهناك معادن مشعة ايضا مثل المونازيت وهو مصدر لانتاج العناصر النادرة المستخدمة في الصناعات عالية التقنية ومصدر ثانوي للحصول علي الثوريوم واليورانيوم.