واصل تلاميذ مدرستي عزبة خلف الابتدائية المشتركة ، بقصير العمارنة بمركز القوصية ، وتلاميذ قرية المعابدة – مركز ابنوب في اسيوط ، انقطاعهم عن الذهاب الى المدرسة لليوم الثالث على التوالي خوفا على حياتهم من طلقات الرصاص العشوائية المتلاحقة من الاسلحة الالية والثقيلة والقادمة من جميع الاتجاهات في محيط المدرستين والطرق المؤدية اليهما، والتي يتبادلها ما يقرب من 30 عائلة واسرة بعزبة خلف في القوصية ، وعشرات العائلات الاخرى في المعابدة ، تربطها خصومات ثارية راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين من الرجال والنساء والاطفال – بحسب قول اولياء امور التلاميذ. خالد محروس ، من عزبة خلف قال ان ، له 3 اطفال ،و ان المدرسة محاصرة وسط العائلات المتناحرة وطلقات الرصاص تاتي من كل مكان ، واولادي يعودون الى المنزل مزعورين من صوت الطلقات ، وانا اخشى ان يصيب احدهم انهيار عصبي بسبب صغر سنهم او ان يسقط احدهم من اعلى بسبب سرعة نزولهم من السلالم فيصيبه ارتجاج في المخ او اغماء اذا سقط التلاميذ فوق بعضهم ، واضاف واخشى اذا اصيب او قتل اي تلميذ بالمدرسة فسوف تدخل عائلته في خصومة جديدة مع العائلة التي قتلته وبهذا تستمر بحور الدماء في القرية . واضاف ، ان عدد سكان عزبة خلف نحو 25 الف نسمة وبها اكثر من 20 الف قطعة اسلحة ، مؤكدين انه خلال الشهر الماضي فقط قتل اكثر من 4 واصيب اثنان . هذا في عزبة خلف وفي المعابدة لم يختلف المشهد كثيرا حيث غاب التلاميذ وعدد من المعلمين عن المدرسة وقال عدد من اولياء الامور ان ابنائهم هجروا الدراسة خوفا على حياتهم من الطلقات العشوائية المتبادلة بين العائلات المتصارعة ، واكد اولياء الامور بالقريتين على بقاء ابنائهم في منازلهم اذا لم يتم تأمين التلاميذ والمعلمين والمدارس ، خاصة ان المدارس بها تلاميذ من قرى مجاورة ، والطريق التي يقطعونها يوميا متناثرة بالعائلات المتناحرة ، وطالب اولياء الامور بتدخل ، وزير الداخلية ومدير امن اسيوط ، كما طالبوا بتكثيف التواجد الامني في قرى وعزب القصير ، والمعابدة لمنع النزاعات بين العائلات ، والحد من انتشار الاسلحة التي يحملها حتى الاطفال والنساء . وفي الوقت نفسه صرح إبراهيم موافي ، وكيل وزارة التربية والتعليم ، أنه قدم مذكرة للجهات الامنية بالوضع الامني في عزبة خلف وقرية المعابدة ، مؤكدا انه اصدر تعليمات للمدارس انه في حالة اطلاق النيران ينصرف التلاميذ والمعلمون من المدرسة خوفا على حياتهم ، لافتا ان يخاطب دائما رؤوس العائلات في القريتين للتدخل ومحاولة فض النزاعات ولو في ساعات الدراسة فقط ، وتابع ان معلمي اسيوط على قدر كبير من المسؤولية ولم يشاركوا في الاضرابات لانهم على دراية باوضاع الدولة الاقتصادية .