تنظم مكتبة الإسكندرية جلستها الشهرية للقراءة المسرحية باللغة العربية يوم الأربعاء الموافق 26 سبتمبر في تمام الساعة الرابعة عصرًا، حيث سيقرأ المشاركون مسرحية “لعبة السلطان” للكاتب فوزي فهمي، بعد إسناد كل شخصية من شخصيات المسرحية إلى أحد المشاركين. وتعد مسرحية لعبة السلطان عودة إلى التاريخ لا لسرد أحداثه والتوقف عند شخصياته، إنما كوعاء لفكر المبدع وثقافته، فليست الأحداث التاريخية هي المقصودة بعينها، وإنما المقصود استلهام الدروس والعبر، لذا سيكون من الصعب الفصل بين بغداد في عصر هارون الرشيد التي تجري فيها الأحداث وبين القاهرة الحديثة التي هي المعنية بالفعل بالرسالة التي يرغب المؤلف في توجيهها للناس. تبدأ قصة المسرحية في عصر السلطان هارون الرشيد حين لا يقبل تزويج أخته العباسة من صديقه الوزير جعفر، لأن الرشيد والعباسة قرشيان عربيان، أما جعفر فأعجمي، فيخترع الرشيد ما أسماه «زواج العين»، أي أن يكتفي الزوجان برؤية العين دون أن يقتربا أو يعيشا في مكان واحد معا، مستغلا بذلك أحد رجال الدين المشهورين في ذلك العصر هو الليث بن سعد الذي يخضع للسلطان ويصدر هذه الفتوى غير الشرعية التي يبتدع فيها نوعا من الزواج لم يكن موجودا من قبل. ويكافح الزوجان في المسرحية كي يكتمل زواجهما ويكون شرعيا من خلال الصراع بينهما وبين الخليفة الرشيد. ولم يكتف المؤلف بإبراز جانب الظلم على مستوى القصر وساكنيه، بل تعدى ذلك إلى المستوى الشعبي حين يتخفى الخليفة الرشيد ووزيره جعفر والليث بن سعد ويسيرون في شوارع بغداد التي يكتشفون فيها أن الرعية هي أيضًا تتعرض لكثير من الظلم، وكأن التجلي الشعبي للظلم هو انعكاس للظلم الفردي الذي يمارسه ساكنو القصر الملكي في بعضهم البعض، فيثور الوزير جعفر على هارون الرشيد، لكن الخليفة من خلال أعوانه أحبط ثورة الوزير، بل وقتله بسبب الخيانة، وتنتهي لعبة السلطان الرشيد بعد أن تكتشف الزوجة والأخت حقيقة ما حدث لزوجها.