عبرت الحكومة الألمانية عن رفضها لما تعرضت له سفارتها بالخرطوم مؤخرا خلال احتجاجات “جمعة الغضب” ، على خلفية الفيلم والرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقالت إن ما حدث كان له وقع مفاجئ على وزارة الخارجية الألمانية والمجتمع السياسي . وأكدت الحكومة الالمانية في رسالة خطية من وزير خارجيتها لنظيره السوداني علي كرتي اليوم “الخميس” أن برلين لا تقبل الاساءة للأديان ، ولكنهم يرون أن ما حدث لا يبرر الاعتداء على رموز الدول والشعوب الاخرى . وأشارت الرسالة التي نقلها للوزير السودان مسئول أفريقيا في الخارجية الألمانية ، إلى أن المؤتمر الاقتصادي الخاص بالسودان والذي كان يجرى الاعداد له لتستضيفه ألمانيا في اكتوبر المقبل ، أصبح من المتعذر انعقاده في موعده نظرا للتلف الذي أصاب القسم القنصلي بالسفارة والأقسام المكلفة بمتابعة الاعداد له ، وأن الطرفين سيحددان موعدا جديدا له . من جانبه ، جدد كرتي التزام بلاده وحرصها على حماية الوجود الدبلوماسي في السودان وخاصة البعثة الدبلوماسية الألمانية ، وأكد رفض وزارة الخارجية لما تعرضت له السفارة الألمانية في الخرطوم . وأشار الوزير الى أنه ظل يتابع وبصفة شخصية مع والي الخرطوم ومسئولي أجهزة الشرطة والأمن ، المسيرات التي حدثت يوم الجمعة الماضية والأحداث التي صاحبتها ، وأن الحكومة ملتزمة بالمساهمة في اصلاح الضرر الذي أصاب مبنى السفارة . ونوه وزير الخارجية السوداني الي أن أهل السودان عرفوا باكرامهم واحترامهم للضيوف وبخاصة الدبلوماسيين ، وأن ما حدث من عنف لم يكن أحد يتوقعه ، مشيرا الى أن الاساءة الى نبي الاسلام هي ما استفز الناس وجعل البعض يتجاوز حدود التعبير السلمي الى خانة العنف والتجاوز . وأضاف أن صمت الحكومة الألمانية ازاء نشر الرسوم المسيئة أعطى انطباعا بأنها راضية عما حدث ، وربما اختلفت الصورة لو أدانت الفعل وتبرأت منه ، فحرية التعبير لا تعني الاساءة الى مقدسات الآخرين ومعتقداتهم . وأشار الوزير السوداني كذلك الى حرص السودان على تعزيز وتطوير علاقته مع ألمانيا ، منوها الى انتقال العلاقة بين البلدين من مرحلة التوتر قبل سنوات الى مرحلة التعاون السياسي والاقتصادي في الوقت الراهن .