شالكه يريد تخطي دورتموند وأخذ مكانته.. سيناريو واقعي؟

يقف دورتموند أمام مواجهة صعبة السبت المقبل عندما يلتقي شالكه. الأوضاع الآن تذكر بأوضاع كانت قبل 13 عاماً، قبل أن ينجح دورتموند في إحداث طفرة كروية ومالية. فهل يمكن لشالكه أن يزيح دورتموند ويأخذ مكانته الآن.يخوض بوروسيا دورتموند السبت المقبل (25 نوفمبر/ تشرين الثاني) مباراة "ديربي" مع جاره شالكه في الجولة 13 من الدوري الألماني "بوندسليغا". ولن تكون مهمة دورتموند سهلة لأسباب عديدة خصوصاً وأن شالكه في الموسم الحالي ليس هو شالكه في المواسم الماضية. فالفريق الذي احتل المركز العاشر في البوندسليغا الموسم الماضي يحتل هذا الموسم المركز الثاني خلف بايرن، أما دورتموند فيحتل المركز الخامس بفارق الأهداف عن هوفنهايم السادس.
وبصرف النظر عن المباراة القادمة فإنه يجري الحديث في ألمانيا الآن عن فرص شالكه في تخطي دورتموند وأخذ مكانته في عالم الكرة الألمانية، وخصوصاً أن الفريق يؤدي حالياً بشكل رائع، بينما يتعرض دورتموند لصدمة تلو الأخرى.
عندما أصبح يوآخيم فاتسكه رئيساً لمجلس إدارة دورتموند في عام 2005 أنهى الفريق الموسم في المركز 11 واقترب من الانهيار مالياً، بينما كان شالكه ثاني البوندسليغا. لكن فاتسكه نجح بعد ذلك في بناء فريق أصبح ثاني قوة كروية في ألمانيا خلف بايرن وفاز بالدوري مرتين والكأس مرتين، وخسر نهائي أبطال أوروبا أمام بايرن بصعوبة، كما أنه حقق طفرة مالية كبيرة. وكل هذا يجعله يتفوق بمراحل على شالكه ويعرف ذلك المسؤولون في "غيلزنكيرشن"، معقل شالكه.
والآن يريد "الأزرق الملكي" تخطي دورتموند على المدى البعيد سواء من الناحية الرياضية أو المالية، وفقاً لما صرح به رئيس مجلس الرقابة بالنادي. وقال كليمينس تونيس لمجلة كيكر "ليس من الضروري أن يحدث ذلك في الموسم الحالي، لكن إذا حدث رغم ذلك، فيسكون أمراً حسناً."
صانع كلوب وتوخل سر نجاح شالكه
ويتساءل موقع "شبورت بيلد" الألماني عن مدى واقعية هذا التحدي قبل المواجهة رقم 151 بين الفريقين ويقارن بينمها من عدة نواح أبرزها المدرب ومستوى اللاعبين والحالة المالية.
يقول تورستن رومف وسفن فيسترشولتسه، المحرران بشبورت بيلد إن سر النجاح الآن في شالكه يعود إلى المدير الرياضي كريستيان هايدل، الذي انتقل لشالكه العام الماضي، بعدما صنع في ماينز اثنين من أفضل المدربين الألمان، انتقلا فيما بعد إلى دورتموند وحققا معه النجاح وهما يورغن كلوب وتوماس توخل.
والآن أتى هايدل إلى شالكه بمدرب شاب هو دومنكيو تدسكو (32 عاما)، الذي نجح في إعطاء صبغة للفريق جعلته صعب المراس على منافسيه. حيث زاد من قوة الدفاع واللياقة والمجهود البدني للاعبين وبدأ يستخدم أسلوب الضغط ويقول حارس المرمى وقائد الفريق رالف فيرمان "تحت قيادة تدسكو هناك شيء يكبر".
أما دورتموند فبعد اقالته لتوخل جاء هذا الموسم بالهولندي بيتر بوش، الذي بدأ موسماً رائعاً وكان يكتسح الفرق الأخرى في البوندسليغا قبل أن ينهار في الجولات الخمس الأخيرة، التي انهزم فيها أربع مرات. وإذا خسر هذه المرة فسيكون موقفه صعباً جداً. وكان شالكه قد غير في ال15 سنة الأخيرة 14 مدرباً، أما دورتموند فغير 7 مدربين فقط.
مالياً: ناديان من عالمين مختلفين
تبلغ القيمة السوقية للاعبي دورتموند وعلى رأسهم أوباميانغ نحو 440 مليون يورو، وبذلك يكون ثاني أغلى فريق في ألمانيا خلف بايرن. أما شالكه فيحتل المركز الخامس بمبلغ يصل إلى 167 مليون يورو. ويتضح أن قيمة لاعبي دورتموند تفوق شالكه ب273 مليون يورو تقريباً.
وكان دورتموند قد دخل خزينته هذا العام من بيع ديمبلي مثلا مبلغ 105 ملايين يورو، أما شالكه فباع سانيه العام الماضي ب50 مليون لمانشستر سيتي. وتخلى الفريقان عن عدد من المواهب لديهما غير أن شالكه معرض لفقد المزيد، بعضهم بدون مقابل مثل غورتيسكا، الذي ينتظره كبار أوروبا. بينما معظم لاعبي دورتموند لديهم عقود طويلة الأجل.
ويصف عضو بمجلس إدارة شالكه الصراع المالي بين الاثنين بأنه "تنافس بين نظامين مختلفين". ففي حين يتبع فريق شلكه جمعية مسجلة، أصبح دورتموند منذ 1999 شركة مساهمة يمتلك النادي جزء من أسهمها، التي تداول حالياً في البورصة ومن ملاكها أيضاً شركة بوما وإيفونيك وسيغنال إدونا.
وبلغ دخل دورتموند، بسبب سياسته المستدامة من حصيلة الحقوق الإعلامية 126 مليوناً تقريباً مقابل 82 مليونا لشالكه ومن مجال التسويق 39 مليوناً مقابل 15 مليوناً لشالكه، حسب ما ذكرت "شبورت بيلد".