احتفى مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الثامنة والعشرين بأفلام الثورة السورية حيث عرض المهرجان فيلم “ذاكرة الدموع” للمخرج الشهيد تامر العوام الذي اغتالته السلطات السورية في التاسع من شهر سبتمبر من العام الحالي. واختارت إدارة المهرجان الثورة السورية لتكريمها كضيف شرف خاصة أنها واحدة من ثورات الربيع العربي التي ناضل أهلها ولا يزالون حتى الآن رغم مرور ما يزيد على الثمانين شهرا لكنهم لم ييأسوا. وعرض الفيلم خلال الندوة التي أقامتها إدارة المهرجان تحت عنوان دور السينما في دعم الثورة السورية والتي تم تنظيمها مساء اليوم “الخميس” بمنطقة سموحة بالإسكندرية . “أوقفوا القتل نحن شعب يستحق الحياة” هذه الكلمات تضمنها الفيلم الوثائقي “ذكريات على الحاجز” للمخرج السوري تامر العوام وجاءت الإجابة من قوات بشار الأسد ليفرق المخرج المناضل الحياة حيث أصيب ابن محافظة السويداء السورية بشظية في حي الإذاعة أثناء تغطيته لأحداث المعارك الدامية وفارق الحياة على إثرها. وكان الشهيد مقيما في ألمانيا وجاء لسوريا لتصوير العديد من الأفلام الوثائقية عن إجرام النظام وصمود الشعب السوري، وكان آخر ما كتبه “بين القذيفة والقذيفة تسألني المصورة النمساوية ما هو سبب القصف من مسافات بعيدة على المدينة ألم تتدربوا في الجيش السوري على آلية حرب الشوارع كونكم بموقع حرب مع الاسرئيليين…؟تسقط قذيفة جديدة وتقتل الإجابة”. وبذلك ينضم العوام إلى قائمة طويلة من شهداء سوريا وإلى نخبة من المثقفين الذي سبقوه، رحل كمن رحلوا وترك آخر أعماله لتؤرخ لانتهاكات الأسد وهنا الكاميرا تستطيع أن تنقل الصورة خالية من روائح الخوف والموت وكلما انتقلت من قرية إلى أخرى يجتمع الكل حولك لا لشيء فقط لأنهم يريدون أن يقولوا للعالم أوقفوا القتل نحن شعب يحب الحياة. وعرض على هامش المهرجان أفلام “الأعشاب المتألمة، وعر، حاجز، على حدود عمر المختار، كان ياما كان ما عاد في مكان، أحمر سوريا في جحيم القمع، ذاكرة الدموع”.