ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن الولاياتالمتحدة في حاجة إلى تدشين تحالف وثيق مع اليابان لتكون حليفها المحوري داخل القارة الآسيوية فى ظل التحولات الجيو اقتصادية والسياسية التى يشهدها العالم حاليا . وأوضحت الصحيفة أنه منذ إندلاع الحرب العالمية الثانية ، “مثلت العلاقات المتميزة” بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا أمرا محوريا على صعيد السياسات الخارجية الأمريكية إلا أنه وفى ظل تحول القوى العالمية من أوروبا إلى آسيا ، تحتاج واشنطن الان إلى تطوير علاقة جديدة متميزة مع اليابان تمهيدا لنظام عالمي جديد. واعتبرت فاينيشال تايمز أن صعود نجم الصين والنموذج “الشمولي” الذي تطرحه يمثل التحدي التجاري والجيوسياسي الأبرز أمام الولاياتالمتحدة على مدار عقدين من الزمان. وقالت الصحيفة إن الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى العاصمة الصينية بكين الأسبوع الماضي كشفت الغطاء عن تنامي التوترات بين حكومتي البلدين (الصين – اليابان) مما يجعل من إحتمالات نشوب صراع وشيك بينهما أمرا حتميا . ولفتت الصحيفة إلى أن المصالح الأمريكية والدول المجاورة للصين تقتضي العمل على ضمان بقاء واشنطن “كدعامة استقرار” للقارة الأسيوية ، في الوقت الذى تستعرض فيه بكين قوتها حسب تعبير الصحيفة . وأضافت لذا تتطلب الاستراتيجية والسياسات التي تتبناها واشنطن حيال دول القارة الأسيوية إلى تدشين تحالف وثيق مع اليابان كونها أكثر دول القارة ثراء ويعد شعبها الأفضل تعليما والأكثر تطورا في مجالات التكنولوجيا والتقنيات فضلا عن كفاءتها الاقتصادية التى تفوق الولاياتالمتحدة فى حد ذاتها أو أى من دول العالم الاخرى . ورأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن المسار الذي سلكته اليابان منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى الأن يكمن في تحقيق انتصارات متواصلة على صعيد الدبلوماسية التجارية والترويج للصناعات والأعمال اليابانية فى مختلف دول العالم . واستدلت الصحيفة فى ذلك الطرح بأن الشركات الخاصة اليابانية متوغلة بشكل كبير فى أسواق الدول المتقدمة والنامية على حد سواء ، كما أن وزارة الاقتصاد والصناعة والتجارة اليابانية تتمكن دائما من تحقيق تكامل بين التجارة الدولية والاقتصادات الوطنية اليابانية أفضل من أي هيئة دولية أخرى مماثلة . وشددت الصحيفة على أهمية أن تعمل واشنطن على ضم اليابان إلى “اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي” وهى إتفاقية تجارية لا تزال قيد المفاوضات وتهدف بشكل أساسى إلى الالغاء التدريجى للتعريفات الجمركية بين دول أمريكا الجنوبية ومنطقة “أوقيانوسيا” وجنوب شرق آسيا” ونوهت الصحيفة فى ختام مقالها – الى أن الاتفاقية تمثل حجر زاوية تجاري يخدم الوجود الامريكي داخل القارة الاسيوية ، ومن ثم فإن انضمام اليابان إلى الاتفاقية من شأنه ضمانة وجود بديل يتمتع بمصداقية واستقرار لآسيا بدلا من الصين التي تسعى