منذ هبوط آدم وحواء على سطح الأرض، ومنذ أن تكاثرت ذريته عليه السلام لم يستقر البشر بمكان واحد، وهو الأمر الذى جعل من العسير على العلماء معرفة مكان محدد لبدء الحضارة الإنسانية، لعل كهف شاندر العراقى هو أحد الدلائل على وجود الإنسان واستقرار حياته بآسيا . كهف شاندر ضخم قديم من عصور ما قبل التاريخ يقع في شمال العراق في منطقة إقليم كردستان، أقصى الشمال الشرقي لمحافظة أربيل العراقية ويبعد 145 كم عن مدينة أربيل، وهو من أقدم المستوطنات البشرية، وعاش فيه الإنسان المعروف باسم ال(نياندرتال) قبل مائة ألف عام. هناك أراء تقول بأن الحياة انتشرت بدءًا من شاندر نحو العالم أجمع، أجرت فرقة تنقيب أثرية خلال الأعوام 1951-1960 عمليات بحث وتنقيب فيه على أربع مراحل وقد عثرت على عشرة هياكل عظمية نقلت إلى المتحف العراقي في بغداد والمتاحف الأمريكية، أحدها كان معروض في صالة ما قبل التاريخ وكانت تعود إلى (45) ألف عام قبل الميلاد، والآن فإن كهف شاندر فيه عدد من الخدمات السياحية. طبيعة الكهف كهف شاندر يبعد كهف شاندر العراقى مسافة 3كم عن نهر الزاب الكبير، واجهة الكهف مثلثة الشكل ويبلغ ارتفاعها 8 أمتار وعرضها 25 متراً، وتدخل إليه أشعة الشمس بسهولة، وكلما سرت باتجاه الداخل يضيق الكهف، وتوجد عند بوابة الكهف العديد من الأشجار والشجيرات والحشائش والأدغال، ويقع بالقرب منه العديد من الغابات والأنهار، وأنواع الأشجار الطبيعية واشجار الفاكهة في المناطق المحيطة بالكهف. تاريخ الكهف زار الأثري "رالف سوليكي" من جامعة ميتشيجان الأمريكية هذا الكهف فى أوائل الخمسينات، وبدأ في ذات العام التنقيب فيه، وبعد عثوره على بعض الآثار على عمق مترين، توصل إلى أن الكهف يحوي بقايا حضارية، وبعدها تلقى التمويل من مديرية الآثار العراقية وجامعة أمريكية، ثم واصل عام 1954 البحث والتنقيب، وتواصل الحفر حتى عمق 13 متراً وقد عثر على هيكل عظمي لطفل من النياندرتال (الإنسان القديم) في عمق 8 أمتار تحت أرض الكهف. وفي المرحلة الثالثة من التنقيب التي جرت عام 1956، عثر على ثلاثة هياكل عظمية لإنسان النياندرتال، وقد رفع هذا الكشف من أهمية الموقع، وبدأت المرحلة الرابعة من التنقيب عام 1960، وعلى عمق 6 أمتار عثر الفريق على 5 هاكيل عظمية آخرى والعديد من العدد والأدوات وعظام حيوانات العصر الحجري. جمجمة إنسان النياندرتال البدائى قدر تاريخ هذه العظام والعدد التي تم العثور عليها في كهف شاندر العراقى بمائة ألف عام قبل الميلاد، هذه العدد والهياكل العظمية محفوظة في المتاحف العراقيةوالأمريكية وقد واصل عالم الاثار سوليكي في اعوام 1979 و1993 و2005 أبحاثه تلك. عام 1960 بالتزامن مع المرحلة الرابعة من التنقيب في شاندر، قامت الأثرية روز سوليكي بالبحث والتنقيب في قرية على بعد (5) كم شرق شاندر، وقد على عدد زراعية وحبوب يعود تاريخها الى 10 الاف عام قبل الميلاد، وتعتبر أقدم قرية في الشرق الأوسط.