ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن بابا الفاتيكان فرنسيس الأول لن يغير رحلته المقررة إلى قارة إفريقيا الأسبوع المقبل، بما في ذلك التوقف عند مواقع لاشتباكات طائفية، رغم زيادة المخاوف على سلامته في أعقاب هجمات باريس. وأفادت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة – أنه بحسب دولة الفاتيكان فإن الإجراءات الأمنية الشخصية من جانب الكرسي البابوي ستجري مسحا إضافيا لجمهورية إفريقيا الوسطى التي مزقتها الحرب قبيل رحيل البابا فرانسيس الأربعاء المقبل، حسبما ذكرت «وكالة أنباء الشرق الأوسط». وأضافت الصحيفة أن تلك ستكون المحطة الأخيرة من رحلته التي تستمر خمسة أيام، والتي ستقوده أيضا إلى كينيا وأوغندا. وقال فديريكو لومباردي، المتحدث باسم الفاتيكان، إن هجمات باريس ولدت «مخاوف كبرى» بشأن الأمن، لكنه أضاف أن الظروف كانت بعيدة كل البعد عن كونها تتسم بالهدوء أو السلمية حتى قبل الأسبوع الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أنه على سبيل المثال، أسفرت هجمات إبريل الماضي التي شنها إرهابيون على جامعة "جاريسا" في كينيا، عن مقتل أكثر من 140 شخصا. ولفتت الصحيفة إلى أن تنظيم "داعش"، الذي يتم تحميله مسئولية هجمات باريس، وجه تهديدات بشن هجمات ضد روما، في شريط فيديو نشره هذا الأسبوع، مما دفع قوات الأمن في روماوالفاتيكان إلى تشديد احتياطات الأمن بصورة واضحة خلال الأيام الأخيرة. ورأت صحيفة «وول ستريت» أن النزاع المستمر منذ عقدين في جمهورية أفريقيا الوسطى اكتسب بعدا دينيا عام 2012 عندما احتشد المقاتلون في مخيمات مسيحية أو إسلامية، لافتة إلى أنه على مدى العامين الماضيين تحولت الخلافات السياسية إلى هجمات طائفية بشعة على الطرفين على حد سواء، مما دفع الأممالمتحدة لإطلاق حملة تطهير عرقية على أيدي الميليشيات المسيحية. وذكرت أنه على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار وتنصيب رئيس مؤقت ونشر بعثة حفظ السلام للأمم المتحدة العام الماضي، إلا أن القتال مستمر، مع اتهام جماعات حقوق الإنسان لكلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب وحشية. وبحسب تقارير إخبارية فرنسية، نصحت القوات العسكرية الفرنسية المتواجدة في البلاد بعدم قيام بابا الفاتيكان بالرحلة، قائلة إنها لا يمكن أن تضمن سلامة البابا. وفي السياق ذاته، قال مسئول فرنسي إن مسئولية الأمن تقع على عاتق «بعثة الأممالمتحدة»، حيث أن فرنسا لا تملك حاليا سوى 900 جندي في جمهورية أفريقيا الوسطى، تدعم بعثة الأممالمتحدة، التي تملك 11 ألف جندي ككل. ووفقا للخطط الحالية، فإن البابا يعتزم التوجه إلى كل من كينيا وأوغندا وإفريقيا الوسطى وذلك خلال الفترة بين الخامس والعشرين حتى الثلاثين من نوفمبر الجاري. وتشهد جمهورية أفريقيا الوسطى منذ 2013 مصادمات دامية متكررة بين المسيحيين والمسلمين.