خرج فريق المريخ السودانى من دورى أبطال إفريقيا فى الدور قبل النهائى بعد خسارته أمام مازيمبى بطل الكونغو. وكان المريخ تأهل لهذا الدور لأول مرة فى تاريخه. فهل كان الخروج من البطولة فشلا لإدارة النادى؟ اعتبرها مجلس إدارة المريخ فشلا يتحمل مسئوليته، وقرر تقديم استقالة جماعية برئاسة محمد عبدالله الوالى على أن يقوم المجلس بإدارة أمور النادى إلى حين تعيين إدارة جديدة، بقرار من وزارة الشباب والرياضة. وقدم رئيس النادى 3 مليارات (ثلاثة مليارات جنيه سودانى ) للجنة التى ستتولى إدارة النادى خلفا للمجلس. ** يمكن أن نناقش لأيام مدى مسئولية المجلس المباشرة عن الخروج من بطولة إفريقيا، وهل يستقيل كل مجلس إدارة إذا فشل فريقه فى الفوز ببطولة؟ وهل ما يسرى على مجالس إدارات شركات الطيران والسكك الحديدية والمصانع وغيرها يسرى على مجالس إدارات الأندية؟ ولأن السؤال قد يكون غير واضح أكرره بصورة أخرى: هل سقوط طائرة أو انقلاب قطار لخلل فى الصيانة مثلا يساوى سقوط فريق لكرة القدم؟ وإذا كانت إدارة خدمات وشئون حياة الناس والدول يفترض أنها مضمونة النتائج إلا فى حالات استثنائية فهل إدارة مباريات كرة قدم تعد أيضا مضمونة النتائج..؟! ** هذا السؤال أطرحه للنقاش الموضوعى والأمين والعلمى المحايد وفقا لما حدث فى المريخ.. ! ** من استقالة مجلس إدارة نادى المريخ أنتقل إلى تمسك قيادات إدارة الفيفا بمقاعدهم، وهى (المقاعد) تمثل بالنسبة لهم طوق نجاة من المحاكمة بتهمة الفساد كما يظنون، وكما يظن كل فاسد يحتمى بمقعده. وأذكر حضراتكم أنه بعد نشر حوار بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى مع وكالة الأنباء الفرنسية قلت إنى لم أقتنع فى مقال يحمل هذا المضمون. وقلت نصا: «لم يقنعنى حوار بلاتينى.. لم أقتنع بإجابته عن سبب تأخر صرف مستحقات له من بلاتر بقيمة مليونى فرنك لتسع سنوات «(عن الفترة من 1999 إلى 2002 ) لأن الفيفا كان يعانى من ضائقة مالية».. وأضفت: «لم يدافع بلاتينى بقوة عن موقفه.. وكنت أتمنى أن يجيب على التساؤلات بمعلومات، وليس بإجابات عامة، مطاطة». ** معلوم أن لجنة الأخلاق فى الفيفا أوقفت بلاتر وبلاتينى وجيروم فالكه 90 يوما، وأعلنت اللجنة ايقاف رئيس الاتحاد التايلاندى ووراوى ماكودى عن ممارسة أى نشاط كروى للفترة نفسها، فيما أوقفت رئيس اتحاد كوريا الجنوبية 6 سنوات. وهذا ضمن سلسلة من التحقيقات والإيقافات.. وأذكر أننى فى سبتمبر 2013 توقعت أن ينتهى التصويت لروسيا وقطر بتنظيم المونديال بانهيار قصر جمهورية الفيفا الكائن فى زيوريخ على رأس من يسكنه.. خاصة مع منح قطر تنظيم البطولة صيفا مع أنه من المستحيل إقامة سباق للمشى بالدوحة خلال نفس الفترة! ** وقد نقل موعد المونديال إلى الشتاء. ولم تعلن الدوريات الأوروبية موافقتها بعد وستكون تلك أزمة، ومازالت أزمة التعاقد مع محطات التليفزيون الأمريكية قائمة بسبب الموعد الجديد.. ومازالت أزمة تضارب وارتباك الأجندة الدولية الرياضية قائمة.. لكن يظل السؤال الأهم: هل يعنى هذا الزلزال الذى أصاب الفيفا وجود احتمال بانهيار صناعة كرة القدم فى العالم؟ ** اطمئنوا. هذا مستحيل لأن الصناعة تحميها مصالح شركات عملاقة جدا..!