السيسي و بوتين تقرير: أحمد الباز كثر الحديث مؤخرًا وقبيل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة لتوقيع عدة بروتكولات تعاون وعقد صفقات عسكرية واقتصادية بين البلدين حول تطبيق نظام المقايضة بالجنيه مقابل الروبل الروسي سعيًا وراء تعظيم التعاون بين البلدين وتخفيف الأعباء الناتجة وراء الطلب المتزايد على الدولار. وفي هذا الصدد عدد الخبراء أوجه النفع الاقتصادي ورحبوا بإعادة تفعيل المقايضة بين الجانب المصري والروسي والذي من شأنه تسهيل التبادل التجاري والخدمي بين البلدين مشيرين إلى أنه يصب في صالح اقتصاد كلا البلدين. وأوضح هاني أبو الفتوح الخبير المصرفي أن الأمر لا يتعلق بصالح أي عملة في مقابل الأخرى فهو يعني سداد قيم الواردات والاستحقاقات بالعملة المحلية للدولة المصدرة بمعنى أنه لو قامت مصر باستيراد منتجات وسلع من روسيا ستسدد مقابل بالروبل الروسي وكذلك لو قامت روسيا باستيراد أي منتج مصري سيتم سداده بالجنيه، وسيكون تعامل الأفواج الروسية السياحية بالروبل الروسي بدلاً من الدولار كنوع من أنواع المقايضة وهو ما يسمى بالصفقات المتكآفئة ومتعارف عليه منذ الستينيات وتم العمل به من قبل في عهد الرئيس عبد الناصر والسادات ويعد إجراء في صالح البلدين.وأضاف أن ذلك الإجراء يعتمد على مدى حجم التعامل والتجارة المتبادلة بين البلدين، فإذا كان هناك تعامل وتبادل بين البلدين فما هو الداعي للسداد بالدولار بدلاً من المقايضة بالعملات المحلية؟ وذلك من شأنه تخفيف عبء ضرورة توافر العملة الأجنبية ويدفع للاستغناء عن عملة التعامل العالمية المقبولة والتي يمثلها اليورو في حالة الاستيراد من أوروبا والدولار في حال الاستيراد من الولاياتالمتحدة أو باقي دول العالم. وأكد أن الإجراء يمكن تطبيقه وأنه سيكون ذو جدوى ونفع كبيرين وسيساهم في تقليص الطلب على الدولار بشكل كبير والذي يتم توجيهه إلى الخدمات والبضائع المتبادلة بين الكتلة الروسية مع مصر، مشيرًا إلى أن أوجه النفع ستكون كثيرة ومتعددة في الشاق الهام المتعلق بصفقات السلاح والتبادل العسكري بين البلدين وكذلك التبادل التجاري في السلع الاستراتيجية كالقمح والنفع العائد على السياحة المصرية والتي كانت تعد من أهم البقاع السياحية للمواطنين الروس. ومن جهته أشار أحمد خزيم الخبير الاقتصادي إلى هذا الطرح ليس بجديد والتعامل بالجنيه المصري تم بين مصر والاتحاد السوفيتي في السابق، وما يتم في إطار هذا الاتفاق ليس دفع أموال ولكن عندما كان يقدم الاتحاد السوفيتي السلاح لمصر في السابق كان يحصل في مقابلها على سلع ومنتجات. وتابع قائلا اليوم في ظل وجود روسيا تحت مظلة العقوبات الدولية تعد زيارة الرئيس الروسي إلى مصر رسالة ذات معان مختلفة للغرب سواء من مصر أو من روسيا، ومع الحظر الذي تعاني منه الدولة السوفيتية تعاني القاهرة هي الأخرى من عدة مشاكل وفتور في العلاقة مع الغرب وأمريكا التي ترحب بالإخوان وتستقبلهم من وقت للأخر، فلا شك أن الشق السياسي يستحوذ على رسائل وأهمية تلك الزيارة.ولفت إلى تحقيق مصر للتنويع في مصادر سلاحها وتنمية مصادر الطاقة التي تعاني منها الدولة بجانب أزمة الغاز أما وأنه تعد عملية من المبادلات بين موسكووالقاهرة، الأمر الأخر هو استفادة روسيا بموطئ قدم بالشرق الأوسط والذي تعد مصر مفتاح للتوريد له، بخلاف كون روسيا عضو رئيسي في مجموعة "التكس" الدولية التي أقامت بعض المؤسسات الموازية لصندق النقد الدولي والذي تم إيداع مبلغ 50 مليار به وبالفعل سيقبلوا على التعامل بعملة موحدة ومختلفة خاصة بهم لكنهم مازالوا في المراحل الأولى، ويعد أيضًا الإجراء جزء من الحرب على الدولار، والقصد أن المبادلات ستتم في صفقات متكافئة يتم الاحتساب فيه للجنيه المصري في مقابل الروبل وبالتالي يقل الطلب على الدولار وهو الأمر الذي يلاقي المصالح الروسية خاصة في ظل الحرب الباردة بين القطبين. وقال إن ذلك التقارب بين الدولتين رسالة من مصر للولايات المتحدة نظرًا لاشتمال الصفقات المبرمة اليوم على أسلحة روسية متنوعة من صواريخ وطائرات حربية ومروحيات تقدر بحوالي 3 مليار دولار، وتنوع السلاح خطوة جيدة في توقيت جيد على المستوى السياسي وليس الاقتصادي فقط خاصة في ظل الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني خلال أسبوعين تعني أن مصر تلعب دور وسطي حيادي بين كافة الأطراف، والأهداف السياسية المتخفية في ظل الاقتصادية ستساهم في توفير تسهيلات في التعاملات المتكافئة بين البلدين، ويجب ألا نغفل عن اهتمام روسيا بالمشروعات الخاصة بمناطق التنمية المتاخمة لقناة السويس الجديدة. أما عن الأثر الاقتصادي فأضاف خزيم أن، التاريخ يشهد دومًا أن التعامل مع الشرق في صالح الاقتصاد المصري وحصلت منه مصر على مجموعة من المصانع في فترة الخمسينيات وقاعدة من الصناعات الوطنية المصرية التي من شأنها تقليل الاستيراد المتسبب في عجز الموازنة مقارنة بالتعامل مع الغرب الذي لم تحصد منه مصر سوا حصيلة كبيرة من الديون وسوق استهلاكية مفتوحة.