تقرير | محمد علاء مقاتلات كرديات يعتبر الكرد من أكثر القوميات تسامحا تجاه المرأة , فالمجتمع الكردى منذ بدايته سمح بحرية التعبير والرأى وإعطاء المرأة مكانتها التى تستحقها,وفي الميدان السياسي، يؤكد الرحالة والمستشرقون وجود زعامة للمرأة الكردية على رأس القرية والقبيلة،وتعزى أسباب زعامة المرأة إلى الحروب الكثيرة التي خاضتها الأمة الكردية ضد الغزاة،دفاعا عن وجودها وخيرات مواطنها. في مناطق معينة من كردستان كان حكم النساء شائعا لدرجة أنه تمت الإشارة إليه في السجلات التي وضعها العثمانيون,كما ذكر الرحالة التركي "أوليا جلبي". البداية كما يذكر الكاتب مارتن فان برونسين مستهل هذا القرن كانت قبيلة "جاف" أهم قبيلة في كردستان الجنوبية,وكانت عادلة خانم زوجة عثمان باشا زعيم بكزاده الذي كانت الحكومة العثمانية قد عينته قائمقاماً لمنطقة شهرزور كلها. وقد بدأت عادلة خانم تدريجياً بتولي السلطة بشكل فعلي حتى عندما كان زوجها على قيد الحياة. وعند وفاة عثمان باشا في عام 1909، بقيت مسيطرة بقوة وأصبحت سلطتها دون منازع حتى وفاتها في 1924. البيشمركة النسوية وفى التاريخ الحديث تكون فوج من البيشمركة النسوية تأسس عام 1996 في محافظة السليمانية، ويتكون من أربع سرايا وهيئة آمر الفوج،حيث يبلغ عددها بحسب المصادر الرسمية من نحو 500 مقاتلة، أما الرتب فهي متنوعة فيه من ضباط وضباط صف حتى تصل إلى جنديات، وأعلى رتبة نالتها النساء الكرديات في الفوج هي رتبة العقيد، التي تتمثل برتبة آمرة الفوج,وهذا الفوج تابع للواء 106 من قوات البيشمركة. وكانت للمرأة الكردية مشاركات في صفوف قوات البيشمركة على مدار الانتفاضات الكردية التي اندلعت ضد الأنظمة العراقية المتعاقبة،فشاركت في معارك كبيرة ضد الجيش العراقي السابق في كردستان، وكانت تقود مع الرجال أهم المعارك، مثل معارك إخراج الجيش العراقي من كردستان إبان انتفاضة عام 1991. وبعد أحداث الموصل فى العراق فى يونية الماضى وظهور تنظيم داعش ،شاركت هذه القوة النسوية في معارك للبيشمركة ضد داعش. وتروي العقيد ناهدة أحمد رشيد "آمر فوج الوحدات النسوية التابعة للواء 106″ فى حديث لقناة دوتشيه فيله إن قواتنا النسوية مستعدة لتنفيذ أي مهام تكلف بها، وهي حالياً في حالة إنذار، موضحة أن عدد عناصر الفوج النسوي يبلغ 500 مقاتلة يخضعن يومياً لتدريبات مكثفة على مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. وأضافت "ناهدة"عن أجواء القتال في الصفوف الأمامية من الجبهة "عندما يشاهدون امرأة مع بندقية يخافون ويرتجفون، فالمرأة الواحدة منا تساوي ألف رجل". وحدات حماية المرأة وفى سوريا المقاتلات الكرديات هن أعضاء "وحدات حماية المرأة" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه صالح مسلم,وتأسست وحدات حماية المرأة فى عام 2012,وهى الأن تضم الألاف من المقاتلات تتراوح أعمارهن بين 18و40 عاما. والمواجهات بين مقاتلات وحدات حماية المرأة وداعش لا تقتصر على كوباني بل تشمل عدة جبهات تمتد من الحدود السورية العراقية قرب معبر ربيعة إلى ريف مدينة رأس العين الواقعة على الحدود "التركية – السورية". ومع تصاعد الاشتباكات فى أكتوبر الماضى بين المقاتلات الكرديات وعناصر تنظيم داعش الإرهابى قامت المقاتلة جيلان أوزالب بإطلاق النار على رأسها حتي لا تقع أسيره لدى داعش. ويوم الاثنين الماضى عمت أجواء الاحتفالات المناطق الكردية فى سوريا بعد أن نجح المقاتلون الأكراد فى طرد تنظيم داعش من مدينة كوبانى,وأعلن المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية التى تقاتل داعش"مبروك تحرير كوبانى على الإنسانية وكردستان وشعب كوبانى".