الرئيس السوداني عمر البشير صرح الرئيس السوداني عمر البشير أن الحوار الوطني هدف إستراتيجي للبلاد وليس "مناورة سياسية" كما يروج البعض، وأضاف قائلاً: "أننا لن نقبل بأي مساومات، أو تعطيل للحوار الوطني الشامل، الذي لا يستثني أحداً، وصولاً لتوافق وتقارب للآراء حول قضايا الوطن المحورية، وتوحيد الصف لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية". وقال البشير خلال كلمته مساء اليوم الشعب السوداني بمناسبة الذكرى 59 لعيد الاستقلال "إننا ندعو اليوم ونكرر نداءنا إلى القوى السياسية وخاصة الحركات المسلحة أن سارعوا نحو حلقة الحوار ومائدته المستديرة" معبراً عن تقديره لكل الذين استجابوا للحوار من الحركات المسلحة. وأعرب البشير عن أمله في رؤية أبناء السودان على صعيد واحد، وحلقة متماسكة، ينفضون عنهم العصبية والحزبية، والنزعات الجهوية والقبلية، مشيراً إلى أنه سيواصل مشوار الحوار، الذي قطعت فيه البلاد شوطا كبيراً على حد تعبيره. وأضاف أن الانتخابات المقبلة استحقاق دستوري لجميع السودانيين، مشيراً إلى أن الانتخابات لا تتعارض مع الحوار الوطني فهي في جوهرها عملية حوار وطرح للبرامج وحلول لمشكلات البلاد، لافتا إلى أن الشعب سيتخذ قراره عبر صندوق الانتخابات، ويجب العمل على التداول السلمي للسلطة، ودعا الأحزاب السياسية للتنافس الحر والتحلي بالصدق والندية، وتجنب الاتهامات المسبقة عن نتائج انتخابات قبل إجرائها، وقال "أن مفوضية الانتخابات أعلنت توفيرها شروط المنافسة الحرة للعملية الانتخابية وتقيدها بقانون الانتخابات وإجراؤها في موعدها باعتبارها استحقاق دستوري واجب النفاذ". وأشار الرئيس السوداني أن السلام هدف ومبدأ أصيل من المبادئ التي توجه سياستنا الداخلية والخارجية، وهدف إستراتيجي نسعى لإكماله ضمانا للأمن والاستقرار، ومرتكز على مبادئ العزة والإباء، وعدم الخضوع أو الخنوع. وأضاف البشير قائلاً "لن نقبل أي تهديد يمس سيادة السودان، وأمن واستقرار حياة مواطنيه، فنحن دولة ترتكز على سلطان القانون وحكم المؤسسات، نحفظ للعدل مكانته، وللقضاء استقلاله، الذي هو دعامة قوية، وركيزة أصيلة، في تطبيق العدالة وحفظ الحقوق وحمايتها" . وأكد الرئيس السوداني في خطابه للشعب السوداني أن الاستقلال الذي تحقق بإرادة وطنية مستقلة، مبعث افتخار لجميع السودانيين، ودعا الأحزاب والتنظيمات السياسية، لتحمل مسؤولياتها التاريخية، وأن تجعل المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار بعيدا عن الصراعات الحزبية. وقال البشير، على النخب المثقفة والمفكرين والعلماء، أن يجعلوا من أفكارهم وأقلامهم وسائل للتوعية، للوصول لمجتمع يتوخى التطور نحو الأفضل ، بالتنوير في كل مناحي الحياة، منوهاًَ إلى حرص الحكومة السودانية على تقوية روابط الإخاء والصداقة، مع جميع دول العالم، على أساس من الاحترام والتعاون والتقدير، والمشاركة في السلم والأمن الدولي، لاستقرار الشعوب والدول وتقدمها. وأشاد البشير بالأدوار الإيجابية التي قام بها الشركاء في المحيط الإقليمي، في سبيل تحقيق السلام، ودفع جهود البلاد الاقتصادية، معبراً عن تقديره لجهود مصر والمملكة العربية السعودية ودولة قطر والإمارات المتحدة والكويت وسلطنة عمان وأثيوبيا وتشاد وإريتريا الداعمة للسودان. كما عبر البشير عن تقديره لدولتي الصين وروسيا، التي تشهد العلاقات معها تطورا كبيرا، ودعا الشعب السوداني إلى ترسيخ الثوابت الوطنية، والحفاظ علي الهوية، وصون مكتسبات الوطن، بالعمل ومضاعفة الجهد، وتسريع الخطي بالإنتاج ورفع الإنتاجية.