السيسى يؤكد دعم مصر لمبادرة الرئيس الصينى لإحياء "طريق الحرير"

أكد رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسى، دعم مصر لمبادرة نظيره الصينى، شى جين بينج، لإحياء طريق الحرير – مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمرّ عبر جنوب آسيا – منوهًا إلى أن مصر تدعم مثل هذه المبادرات الإيجابية التى تستهدف تحقيق التعاون ومصالح الشعوب. وجاء ذلك خلال لقاء رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسى، اليوم الخميس، بوفد إعلامى صينى موسع، ضم ممثلين لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، والقناة التليفزيونية المركزية الصينية CCTV، وجريدة الشعب اليومية، وإذاعة الصين الدولية.
وقال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، إن زيارته المرتقبة إلى الصين تستهدف تطوير وتكثيف التعاون القائم بين البلدين، كما ستشهد تركيزا على الشق الاقتصادى والاستثمارى، حيث سيتم إطلاع الجانب الصينى على مجالات الاستثمار المتاحة فى مصر، وما توفره مصر من فرص واعدة ومتميزة للاستثمارات الصينية.
وأوضح رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، أن مصر يمكنها أن تكون نقطة ارتكاز رئيسية لتنفيذ هذه المبادرة عبر المشروعات التى تشهدها قناة السويس سواء من خلال حفر القناة الجديدة أو تنمية منطقة القناة، فضلا عن مشروع تطوير الشبكة القومية للطرق بطول إجمالى يبلغ 3400 كيلومتر، وهو الأمر الذى من شأنه تعزيز فرص التجارة بين مصر والدول الآسيوية، وفى مقدمتها الصين. وأشار رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، إلى أن الدولة المصرية تبذل جهوداً حثيثة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لاستعادة مكانتها الرائدة على الساحة الدولية، حيث تتبع مصر سياسة متوازنة ومنفتحة، تحقق المصالح المشتركة، كما تساهم بفاعلية فى عمليات حفظ السلام، وتؤمن بالحوار والوسائل السلمية لتسوية المنازعات، وهى أمور أكسبتها القدرة على أن تكون وسيطاً نزيهاً فى عدد من المنازعات الدولية، وبالتوازى مع ذلك تنفذ العديد من المشروعات التنموية التى سيكون لها آثارها الدولية الإيجابية مثل مشروع حفر قناة السويس الجديدة التى ستساهم فى تيسير حركة الملاحة والتجارة الدولية.
وأضاف رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، أن الثورات تكون لها سلبياتها كما أن لها إيجابياتها، إلا أن السلبيات التى واجهتها مصر فى السنوات الأخيرة لم تؤثر سلبا على علاقاتها مع الصين، آخذا فى الاِعتبار التزام الصين ومصر بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، موضّحًا أن الصين دولة عظيمة ولها تجربة اقتصادية ناجحة وثرية نتطلع إليها بتقدير واحترام ونسعى إلى الاستفادة منها، لاسيما فى قطاعى الصناعة والطاقة. وتابع رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، أن مصر تمثل بوابة لنفاذ الصادرات الصينية إلى أفريقيا، آخذا فى الاعتبار ما تمثله كل من مصر والسودان وإثيوبيا من سوق ضخمة وواعدة تناهز مائتى مليون نسمة، منوهاً إلى أن مصر تتطلع لتحقيق معدلات نمو اقتصادى تصل إلى 7% خلال سنوات قليلة. ولفت رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، إلى أن هناك العديد من المشروعات التنموية التى تُعِّد لها وتنفذها مصر، بالإضافة إلى مشروع تنمية محور قناة السويس، وذلك فى العديد من القطاعات الاستثمارية، مثل الطاقة والغزل والنسيج والحديد والصلب والبنية الأساسية، ومدينة التجارة العالمية وغيرها. كما استعرض الرئيس الإجراءات التى تتخذها مصر للحد من الإجراءات والعقبات البيروقراطية التى تحول دون جذب الاستثمار، ومن بينها قانون الاستثمار الموحد.
وفى ختام اللقاء، تمنى الوفد الإعلامى الصينى أن تكلل زيارة الرئيس السيسى المقبلة للصين بالنجاح، وأن ينتج عنها الزخم السياسى اللازم لدفع العلاقات بين البلدين قدما، بما يعود بالمكاسب المشتركة عليهما. وكان لطريق الحرير تأثير كبير على ازدهار كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والحضارة المصرية والهندية والرومانية. ويمتد من المراكز التجارية فى شمال الصين، حيث ينقسم إلى فرعين شمالى وجنوبى، ويمر الفرع الشمالى من منطقة بلغار -كيبتشاك وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان، ووصولا بالبندقية. أما الفرع الجنوبى فيمر من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين وكردستان والأناضول وسوريا عبر تدمروأنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط، أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا.