الملك عبد الله الثانى عاهل الأردن شدد وزير الداخلية الأردني حسين هزاع المجالي اليوم الأربعاء على أن المنطقة تمر بمرحلة صعبة أبرز ملامحها التأثير الذي تمارسه قوى الشر والظلام والحركات والتنظيمات المتطرفة على حياة الملايين من البشر وزعزعة الاستقرار والأمن في الكثير من الدول. جاء ذلك خلال لقاء المجالي اليوم مع وزير داخلية ولاية "بافاريا" الألمانية يواخيم هيرمان والوفد المرافق له بحضور السفير الألماني في عمان رالف طراف ، حيث تناول اللقاء الإجراءات الكفيلة بتطوير علاقات التعاون بين البلدين وخاصة الأمنية منها وأبرز الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة. وقال المجالي إن الأردن يبذل كل ما بوسعه للقضاء على الجماعات المتطرفة ليس فقط من خلال "فوهة البندقية" لوقفها عن قتل الناس ، وإنما إزالة الأسباب التي أوصلت هذه الفئات الضالة لاختيار التطرف والإرهاب كنهج للحياة وذلك عبر السير في عدد من المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتبني البرامج والسياسات المستنيرة ومعالجة هذه التشوهات الفكرية بالمنطق القويم والحجة والاقناع. وأفاد بأن الأردن نجح في برنامج الحوار المنبثق عن الاستراتيجية التي ينفذها في مراكز الإصلاح والتأهيل لإعادة تأهيل التكفيريين وأصحاب الفكر المتطرف ، معتبرا أن عزل هؤلاء وإقصاءهم يزيد من تطرفهم الأمر الذي يستدعي من جميع الدول المزيد من التعاون وتنفيذ برامج مشابهة للقضاء على هذا الداء من جذوره. وأشار المجالي إلى أن الأردن تحمل الكثير عبر استقباله لحوالي مليون و400 ألف سوري ومليون و600 ألف لاجيء فلسطيني و360 ألف عراقي وأعدادا من جنسيات أخرى لجأت إلى المملكة لأسباب مختلفة ، مؤكدا على أن الدور الإنساني الذي تحملته المملكة نيابة عن العالم يتطلب دعم الأردن ومساندته في شتى المجالات. وقال إن من يرتكب أخطاء قانونية جزائية أو جنائية من اللاجئين يحول إلى القضاء في حين أن من يثبت امتلاكهم لنزعات متطرفة تكفيرية وإرهابية ولا يحترم الدولة التي استقبلته ووفرت له كل أسباب الأمن والغذاء والإقامة والعيش الكريم ؛ فإنه لا يستحق أن يبقى فيها. وبدوره..أكد هيرمان على أهمية الدور الأردني في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة وتقدير بلاده لهذا الدور،مشيرا إلى وجود عدد من المتطرفين الألمان الذين شاركوا في الصراع الدائر في سوريا حيث يجري حاليا مناقشة إمكانية منعهم من الذهاب إلى هناك أو عدم السماح لهم بالعودة إلى ألمانيا. وأشاد بالتجربة الأردنية المتمثلة بإعادة تأهيل التكفيريين والمتطرفين ، مبديا رغبة بلاده بالإطلاع عليها عن كثب والتعرف على مضامينها ومحاورها للاستفادة منها في التعامل مع المواطنين المتطرفين ودمجهم بالمجتمع بعد إعادة تأهيلهم.