أعرب رئيس أساقفة يورك، جاستن كوتريل، عن قلق الكنائس في المملكة المتحدة إزاء مستقبل برنامج منحة أماكن العبادة المسجلة، داعيًا الحكومة إلى تحويله إلى برنامج دائم نظرًا لأهميته في دعم صيانة الكنائس والمباني الدينية التاريخية. وقال كوتريل، خلال كلمته في مؤتمر الثقة الوطنية للكنائس الذي عُقد في متحف فيكتوريا وألبرت بالعاصمة لندن تحت عنوان "توقعات عظيمة"، إن هذا البرنامج كان بمثابة "شريان حياة" للكنائس منذ إطلاقه عام 2001، محذرًا من أن "نحو 27% فقط من كنائس البلاد قد تظل مفتوحة خلال السنوات الخمس المقبلة إذا لم يُمدّد هذا الدعم". تمديد محدود ومخاوف من التوقف وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في يناير الماضي تمديد البرنامج لعام واحد فقط، بتمويل لا يتجاوز 23 مليون جنيه إسترليني، على أن يكون الحد الأقصى للمنحة لكل دار عبادة 25 ألف جنيه. ورغم الجهود المتكررة من قبل الكنائس والنواب ومناقشات مجلس العموم البريطاني حول مستقبل البرنامج، فإن السياسة الحكومية لم تتغير حتى الآن. "برنامج حيوي لإنقاذ الكنائس" وأضاف رئيس الأساقفة خلال تصريحات اعلامية له باننا ندرك أن الكنائس قلقة للغاية بشأن مستقبل منحة دور العبادة المسجلة، وندعو وزيرة التراث، البارونة توي كروس، إلى الاعتراف بأن هذا البرنامج الحيوي شكّل طوق نجاة للكنائس والكاتدرائيات طوال أكثر من 20 عامًا، ونطالب بجعله دائمًا. وأشار " كوتريل" إلى أن الكنائس تبذل بالفعل كل ما بوسعها لتوفير التمويل اللازم لأعمال الترميم والإصلاح العاجلة، وتحسين سهولة الوصول والاستدامة البيئية، للحفاظ على دفء المباني وصلاحيتها لخدمة المجتمع. وأكد كوتريل أن الشراكة المستمرة بين الكنيسة والدولة ضرورية لضمان بقاء هذه الأماكن كمساحات نابضة بالحياة في قلب المجتمع. دور اجتماعي وإنساني لا بديل له وتحدث رئيس الأساقفة عن الأثر الاجتماعي الواسع للكنائس في بريطانيا، موضحًا أن عدد المشروعات الاجتماعية والخدمية التي تديرها الكنائس مذهل، وكثير منها مفتوح يوميًا للجميع، مشددًا على أنه لا توجد تقريبًا أماكن أخرى في مجتمعاتنا اليوم تقدم هذا الدور، خصوصًا في المناطق الريفية. فقدان الكنائس خسارة للإنسان قبل الحجر وحذر كوتريل من أن تراجع القدرة على صيانة الكنائس سيؤدي إلى ضرر لا يمكن إصلاحه، ليس فقط للمباني والآثار، بل للناس والعقول والقلوب، مضيفًا: مباني الكنيسة مهمة، لأن الكنيسة نفسها مهمة، والمجتمع مهم، وفي النهاية الإنسان وازدهاره هما ما يهم. وختم قائلاً: في عالم يزداد انقسامًا واستقطابًا، علينا أن نعزز الأماكن التي تجمع الناس وتوحدهم، لا أن نتركها تتلاشى.