الرئيس الفلسطيني محمود عباس شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، هجوما حادا على حركة المقاومة الإسلامية "حماس′′، واتهمها بتعطيل المصالحة، والمسؤولية عن تفجير منازل قيادات حركة فتح في غزة، قبل أيام. وقال عباس في كلمة له خلال حفل إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، التي تصادف الثلاثاء، في مقر القيادة الفلسطينيةبرام الله، "لا أدري ما هي المبررات التي دفعتهم لمنع إقامة مهرجان إحياء ذكرى عرفات في غزة، وتجعلهم قبل ليلتين يفجرون 15 منزلا لرجال فتح". وتابع: "حماس قالت سنحقق، مع من ستحققون، ثم تقولون إن مجموعة خارجة عن القانون منفلتة عن حماس لا نستطيع محاسبتها، ثم تعلنوا صراحة منع المهرجان، قولوها بدون انفجار، لكن الآن الجماهير تزحف رغم أنوفهم نحو ساحة الكتيبة في غزة وليكن ما يكون". وتساءل عباس "الذي يقوم بهذه الأعمال هل يريد مصالحة أو وحدة وطنية؟" وفجّر مجهولون، فجر الجمعة الماضية، أجزاءً من عدة منازل تعود لقيادات في حركة "فتح"، ومنصة الاحتفال بذكرى رحيل عرفات (زعيم الحركة) بعبوات ناسفة، دون أن يسفر ذلك عن وقوع إصابات. عباس قال أيضا "اتفقنا مع حركة حماس(اتفاق المصالحة) وفي 2 (يونيو) حزيران الماضي، أدت حكومة الوفاق اليمين الدستوري، وفي 12 من (يونيو) حزيران، تخطف حركة حماس ثلاثة مستوطنين في الخليل (بالضفة الغربية).. أقولها صراحة هذا العمل يقصد به تخريب المصالحة، ومن أجل تخريب المشروع الوطني وليس صدفة". واستطرد قائلا "هذه التصرفات لا توجي أنهم يريدون مصالحة ووحدة وطنية ونحن حريصون على المصالحة الوطنية وسنستمر فيها من أجل شعبنا الفلسطيني ومن أجل رفع الحصار عن غزة(تفرضه إسرائيل منذ 2006) وإعادة إعمارها". وفي 12 يونيو الماضي، اختفى 3 مستوطنين قرب مستوطنة "غوش عتصيون"، شمالي مدينة الخليل قبل العثور على جثثهم أواخر الشهر نفسه، وحمّلت إسرائيل، حركة حماس التي تعتبرها "منظمة إرهابية"، المسؤولية عن خطف المستوطنين، وقتلهم، وهو اتهام رفضته الحركة، مرددة أنه ليس لديها صلة بالأمر. وأضاف الرئيس الفلسطيني أن "حماس وإسرائيل تتهمنا بذات العبارات كأنهم ينقلون عن بعضهم البعض، كأنهم يغشون عن بعضهم"، مشيرا إلى تمسكه ب"إقامة دولة فلسطينية على كامل الحدود المحتلة عام 1967، والقدسالشرقية عاصمتها"، وقال "ليس منا وفينا من يتنازل عن ذرة تراب من القدسوفلسطين". وفي أول تعقيب فوري على تصريحات عباس، اعتبر سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس أن خطاب عباس "توتيري واتهاماته باطلة، ويهدف إلى القفز عن استحقاقات المصالحة وإعمار غزة". وعن مدينة القدس، قال عباس "يخطئ قادة إسرائيل إذا اعتقدوا أن التاريخ يعود للوراء وإنهم يستطيعون فرض الأمر الواقع وتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا، كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي في الخليل في غفلة من الزمن، وأقول لهم ستتراجعون عنها أيضا لأنهم بأفعالهم يقودون المنطقة إلى حرب دينية". وعن التوجه إلى مجلس الأمن، قال عباس "نعد العدة للحصول على قرار يحدد سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وفي حال عدم الحصول على القرار، سننضم لمختلف المنظمات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية". ووجه عباس كلمة لغزة قائلا "إنني معكم بقلبي وعقلي ووجداني، معاناتكم لا تغيب عن بالي لحظة واحدة، نحن وإياكم جسد واحد سنعمل ونبذل الجهود لإخراجكم من الأوضاع القاسية من إنهاء الحصار وإعادة البناء وقبل وبعد ذلك إنهاء الانقسام، وسنستمر في مساعي إنهاء الانقسام". ووزعت فلسطين، الشهر الماضي، مسودة مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن الدولي، تمهيداً لتقديمه رسمياً إلى المجلس، وينص على إنهاء "الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بحلول نوفمبر 2016، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. وكان عباس وضع اكليلا من الزهور على ضريح عرفات صباح الثلاثاء. وشارك في احياء ذكرى رحيل عرفات، قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية وآلاف الفلسطينيين، ورفع خلال الحفل صور الرئيس ياسر عرفات والاعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح. وشمل الحفل كلمات لعدد من القيادات الفلسطينية، وعروض للكشافة. وخصص تلفزيون فلسطين وإذاعة صوت فلسطين الرسميين، الثلاثاء موجه مفتوحة للحديث عن عرفات، فيما علق الدوام في كافة الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية منذ الساعة الحادية عشر للمشاركة في الفعاليات. وبدأ الفلسطينيون إحياء ذكرى وفات عرفات منذ الخامس من الشهر الحالي، وتستمر الفعاليات حتى الخامس عشر من الشهر الحالي. وتوفي عرفات في 11 نوفمبر 2004، في أحد المستشفيات الفرنسية، بعد حصاره من قبل الجيش الإسرائيلي لعدة شهور، في مقر المقاطعة (مقر قيادة السلطة الفلسطينية) في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.