ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن الجيش اللبناني منع امتداد نيران الحرب السورية إلى منطقة حاصبيا والعرقوب بجنوب شرق لبنان برفضه إدخال مصابي المسلحين السوريين في قتالهم مع دروز سوريا إلى المنطقة بعد أن جاءت تهديدات بتصفية الجرحى. وقالت الصحيفة تجاوزت منطقة حاصبيا والعرقوب التي تضم خليطا من السنة والدورز، في الساعات الأخيرة،مطباً أمنياً بالغ الخطورة، كاد أن يقحمها في متاهات الصراع السوري الداخلي وتفرعاته، وذلك بفضل قرار قيادة الجيش اللبناني بمنع إدخال جرحى سوريين ينتمون إلى "الجيش الحر" إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج من جهة، واستشعار قيادات المنطقة حساسية الموقف وخطورته من جهة ثانية. وأشارت إلى أنه في ساعة متأخرة من ليل أمس، بدأت تتواتر إلى منطقة العرقوب أخبار المجزرة التي ارتكبها "الجيش السوري الحر" بمجموعات من "قوات الدفاع الوطني السوري"، معظمهم من القرى الدرزية الواقعة في المقلب الشرقي لجبل الشيخ. حسب وصف الصحيفة. وحدث استنفار سياسي وأمني لبناني، خصوصاً بعد أن اعترض الجيش اللبناني قافلة من البغال كانت تنقل 11 جريحاً من "الجيش الحر" إلى مستشفيات المنطقة، وتزامن ذلك مع تهديدات محلية بتصفية الجرحى إذا أدخلوا الى عمق الأراضي اللبنانية. وجرت اتصالات عاجلة بين مديرية مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب وقيادة الجيش ومديرية المخابرات ، أفضت إلى اتخاذ قرار بمنع دخول أي لاجئ سوري إلى لبنان حتى لو كان جريحاً.. إلا في حالات إنسانية قاهرة مثل أطفال، مسنون ونساء حوامل. غير أن الجيش اللبناني أفسح،أمس، المجال أمام فرق من الصليب الأحمر اللبناني للانتقال إلى المرتفعات الغربية لجبل الشيخ (على مسافة كيلومتر واحد من حاجز الجيش اللبناني) لإسعاف معظم الجرحى وتزويدهم بالأمصال والأدوية اللازمة، باستثناء أربع حالات خطرة تم نقلها إلى بلدة بيت جن السورية، وتردد في ساعة متأخرة من ليل أمس أن المسلحين نقلوهم إلى مستشفيات في شمال فلسطينالمحتلة عبر مرتفعات الجولان. . وفقا لما نقلته صحيفة السفير. وأفاد شهود عيان بأن مقاتلي "قوات الدفاع" حاولوا استعادة بلدة بيت تيما الدرزية في ريف القنيطرة بجنوب غرب سوريا التي كان يحتلها "الجيش الحر"، ليل أمس الأول، لكن المسلحين نصبوا كمائن للمهاجمين، ما أدى إلى وقوع مواجهات عنيفة بين الطرفين تجاوزت أطراف بيت تيما نحو الخربة وعين الشعرة، وسقط خلالها 28 قتيلاً من "قوات الدفاع"، بينهم 20 من قرية عرنة الدرزية وحدها، وعرف منهم: وعلى الفور، تدخل الجيش السوري النظامي، وقصفت طائراته مواقع "الجيش السوري الحر" في بيت جن ومزرعة بيت جن ومحيطهما، فيما كانت المواجهات البرية تجري بضراوة في عدة محاور . و تحدث "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، عن مقتل 26 عنصراً من عناصر "الدفاع الوطني " التابع للنظام السوري وما لا يقل عن 14 مقاتلاً من "النصرة" و"الكتائب الإسلامية". وأجرى الزعيم الدزري وليد جنبلاط الموجود في موسكو اتصالات بعدد من القادة الأمنيين وبمشايخ المنطقة، وشدد على أهمية الحفاظ على التعايش في منطقة العرقوب وعدم السماح بامتداد نيران الحرب السورية إليها. وفيما أكد مشايخ البياضة الدروز وقوفهم خلف الدولة والجيش اللبناني، حذر جنبلاط "من استخدام الدروز لمواجهة الثورة السورية"، وقال في تغريدة عبر "تويتر" من موسكو: "آن الأوان للمصالحة مع المحيط والوقوف على الحياد"، مذكراً بأنه سبق له أن نبّه "إلى مخاطر التورط مع النظام السوري".