الوضع فى اليمن هي بداية مرحلة جديدة تكرّس حصول تغيير جوهري في وجه اليمن، سواء لجهة موازين القوى وقواعد الاشتباك الداخلية، أو لجهة المعادلات الإقليمية المعنية بتلك البقعة من العالم. صنعاء أخيراً في قبضة الحوثيين. حدث أتى تتويجاً لتكتيك بعيد المدى اعتمده تنظيم "الحوثيين" الذي خاض ست حروب مع السلطة قبل ان يدخل صنعاء سلمياً ويستوطنها تحت شعارات مطلبية، إلى أن تجاوز الطرف الآخر "الخطوط الحمر" فكان ما كان. سيطر المتمردون الحوثيون الشيعة، الأحد، بشكل مفاجئ على مقر الحكومة والإذاعة ومقار عسكرية ووزارات مهمة في صنعاء، في مشهد أظهر تراجعا كبيرا للسلطة، ولقوات الجيش والشرطة. وتزامنا مع تقدم الحوثيين الميداني في العاصمة اليمنية، قدم رئيس الوزراء، محمد سالم باسندوة، استقالته للرئيس عبد ربه منصور هادي، فيما دعا وزير الداخلية أجهزة الأمن إلى التعاون مع الحوثيين، وعدم مواجهتهم عسكريا. وتتالت الأنباء غير المؤكدة عن سقوط الوزارات والمؤسسات العامة في يد الحوثيين، من دون مقاومة في بعض الأحيان، بما في ذلك وزارة الدفاع والمصرف المركزي والبرلمان. وقال مصدر رسمي إن الحوثيين «سيطروا على مقر رئاسة الوزراء، الحكومة، وعلى الإذاعة إضافة إلى مقر اللواء الرابع». من جهته، أكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام عبر صفحته على موقع «فيس بوك» أن «الجهات العسكرية والأمنية، التي أيدت الثورة الشعبية وانحازت إلى خيار الشعب هي: القيادة العامة للقوات المسلحة، معسكر الإذاعة، المؤسسات الرسمية المتواجدة بمنطقة التحرير ورئاسة الوزراء». وقال البخيتي، القيادى الحوثى، للأخبار اللبنانية أن ما يدور حالياً هو قتال بين «الإخوان المسلمين» والجماعات الدموية والإرهابية التابعة لهم وبين «الحوثيين»، لافتاً إلى أن الأحداث في منطقة شملان «اندلعت بعد قيام عناصر إصلاحية باقتحام أكثر من ثلاثين منزلاً في شملان واعتقال أصحابها من منازلهم بحجة أنهم جواسيس». وأفادت وكالة الأنباء اليمنية، الأحد، أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، عقد لقاء مع مستشاريه وممثلي الأحزاب والقوى السياسية بمن فيهم جماعة «أنصار الله» الحوثية. ويشارك في اللقاء مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر، ثم خرج ليقول أن ما حدث مجرد "محاولة انقلابية"، الحوثيين صحيفة سعودية: دعم إيرانى مالى كبير للحوثيين قالت صحيفة سعودية إن اليمن ينزلق بالأموال الايرانية "نحو الحرب الاهلية"،ونقلت عن مصادر يمنية وصفتها بالمطلعة تأكيدها :"أن الدعم الإيراني غير المسبوق لحالة الفوضى المتصاعدة في اليمن بهدف إسقاط الحكومة يسير بالبلاد منذ عدة أشهر نحو دوامة الحرب الأهلية، لا سيما في ظل التقدم المضطرد للمسلحين الحوثيين الذين باتوا داخل صنعاء يتظاهرون ويطالبون بإسقاط الحكومة اليمينة". ونقلت صحيفة "سبق" الالكترونية السعودية عن المصادر قولها: "الحكومة التي تعاني من صعوبات حقيقية في تلبية مطالب الناس واحتياجاتهم المعيشية في المقام الأول، مما دفع الأوضاع نحو مزيد من التعقيد خاصة بعد قرار الحكومة اليمينة برفع الدعم عن الوقود مما فجّر موجات من الاضطرابات بين المواطننين الذين شكوا من صعوبات حقيقة تواجهها جميع القطاعات المعيشية في اليمن". وأضافت: "جماعة الحوثي استغلت بذكاء هذا الوضع حيث عمدت في الآونة الأخيرة إلى الدفع بعشرة آلاف متظاهر إلى الساحة المركزية في صنعاء مطالبين بإسقاط الدعم عن الوقود وبإصلاحات حقيقية، وقد ارتفعت وتيرة المطالب في الأيام الأخيرة إلى حد المطالبة بإسقاط الحكومة وتغيير خريطة المصالحات والاتفاقات التي رعتها الأممالمتحدة بين القوى اليمينة المختلفة".