هي ليلة واحدة في العمر. كلمة تتكرر مع اقتراب كل ارتباط، يستخدمها المقربون من العروس أو العريس في إشارة إلى أهمية هذه الليلة، مؤكدين ضرورة أن تخرج الفتاة في «الفستان الابيض»، وإلا «ندمت في ما بعد». بين العادات والتقاليد وبين حلم الفتاة أو رغباتها، يبدو الفستان الابيض هو ما يشكل نقطة ارتكاز في ذوق الفتاة. اختصاصيو الأزياء ينصحون بأن تختار العروس إلى جانب ما يليق بها ما لا تستطسع ارتداءه كل يوم، فيحبذون الفستان ذا الحجم الكبير والطرحة، إلى جانب موديل يليق بها وبمكان عرسها. على رغم ادخال بعض دور الأزياء العالمية بعض الالوان على فساتين الأعراس فإن الأبيض يبقى متربعاً على عرش الالوان، لما يرافقه من أفكار راسخة تحاكي التقاليد. هذا العام، تكسر بعض دور الأزياء القاعدة من دون أي «تهور»، فتقدّم كبرى دور الازياء والأسماء العريقة في عالم الموضة الفساتين بألوان تتراوح من الأبيض إلى الذهبي مروراً بالعاجي نقلًا عن موقع الحياة. الورود تظهر هذا العام بأشكال وأحجام مختلفة من التطريزات والدانتيل إلى ورود بأحجام كبيرة على الصدر، ويبدو ان اتجاه الاذواق نحو ما هو عملي حتى في المناسبات دفع ببعض دور الازياء الى تقديم فساتين أعراس أقرب الى فساتين سهرة من الخياطة الراقية، كالمصمم اللبناني جورج شقرا ومواطنه راني زاخم. رالف انر روسو عمد الى السروال تحت فستان مفتوح أو بفستان ذي ثنايا تزيد من حجمه لتفرد العروس نفسها في محيطها. تفتح اتجاهات الفساتين هذا العام الباب للعروس على مصراعيه، فهي غير مقيّدة بطول أو بقصة معينة، ولكنها حتماً مدعوة الى التخلي عن الشك والمغالاة في التطريز اللمّاع والبراق، فهي أنيقة ببساطتها. حتى موديلات الشعر أقرب الى الطبيعية، فهي مدعوة إلى اعتماد التسريحات الهادئة بعيداً من الشينيون المرفوع. ظهرت معظم عارضات دور الازياء بامكياج هادئ الى درجة الاختفاء، وحدها عارضة ديور ظهرت بأحمر شفاه مع شعر منسدل، بينما عبّرت عارضة جان بول غوتييه عن توجه الدار الصاخب من الاكسسوارات الكبيرة التي تقرّب اطلالة العروس من إطلالات حفلات كبرى صاخبة تضجّ بالحياة.