أثينا | سامح اللبودي أدت قرارات الحكومات اليونانية المتعاقبة بمنع بناء مساجد في العاصمة أثينا و الأقاليم الأخرى إلى انتشار ما يعرف ب "المساجد السرية" التي تتخذ من "الجراجات" تحت الأرض مقرا لها لاستقبال المسلمين اليونانيين والمهاجرين في الصلوات . وبحسب نعيم الغندور الأمين العام لرابطة المسلمين في اليونان فإن هناك الأن ما يقرب من 500 مسجد تحت الارض وفي مخابئ سرية و"جراجات" الأمر الذي يزيد من الاحتقان بين المسلمين والحكومة اليونانية . وقال الغندور في تصريحات خاصة أن تواجد المساجد تحت الأرض أدى إلى حدوث أكثر من واقعة اعتداء على المسلمين ، آخرها قيام مجموعات تابعة لليمين المتطرف بإغلاق أحد المساجد بالجنازيز على المصلين وإلقاء مولوتوف داخل المسجد لإحراق المصلين داخله ، ولولا التدخل السريع للأهالي لحدثت مجزرة جماعية للمسلمين داخل هذا المسجد . وكانت شرطة مدينة "فولوس" اليونانية قد أعلنت أنها ألقت القبض على شابين عمرهما 21 و26 عامًا يحملان متفجرات المولوتوف في سيارتهم، واعترفا أنهما كانا متجهان لتفجير مسجد في شارع "أدميتو" بالمدينة. وأكد الغندور " تواجد هذه المساجد بشكل عشوائي يعد قنبلة موقوتة لن تنفجر فورًا بالضرورة، لكنها ستصبح مشكلة هائلة في السنوات المقبلة ، خاصة مع ازدياد أعداد المسلمين في اليونان الذي وصل ل 700 ألف مسلم من اجمالي تعداد اليونان 10 مليون نسمة " وأدت المعارضة الدائمة للكنيسة الأرثوذكسية – المهيمنة على الأوضاع في اليونان – إلى توقف أكثر من محاولة لبناء مساجد سوى قرب الحدود التركية شمالا حيث تعيش أقلية مسلمة من أصول تركية. وحسب القانون الصادر في عام 1939 يجب على أي قائد ديني أو موظف يقدم خدمات الديانة غير الديانة الرسمية الأرثوذوكسية ، الحصول على تصريح رسمي من الحكومة اليونانية . ويسعى المسلمون في اليونان إلى إنشاء مسجد منذ عام 1939 بعد إعداد دراسة جدوى لإنشاء دور للعبادة ، وتم التصديق على هذه الدراسة بعد 70 سنة من طرحها وذلك في عام 2000 ، الا أنه تم التراجع عن القرار ، وفي 2006 تم تخصص 15 مليون يورو لبناء مجمع إسلامي في أثينا بعد موافقة الحكومة ، وصدقت الكنيسة على القرار – قبل أن تتراجع بعد معارضة بعض القساوسة . و كان من المقرر افتتاح هذا المسجد في أواخر 2009 إلا أنه وفي عام 2011 أعلنت "أنا ديا مانتوبولو" – وزيرة التربية والتعليم والشؤون الدينية – أن المساجد المخطط بناؤها في اليونان ستتقلص الى مسجد واحد فقط بلا مئذنة ويتسع ل 500 مصلِ . وسيتم إنشاؤه في منطقة خضراء ملائمًا لمفهوم احترام "البيئة والثقافة القومية" ، ويكون تابعا للوزارة. إلا أن مشروع بناء مسجد واحد توقف أيضا . وفي العام الماضي أعلن حزب "الفجر الذهبي" – الذي يقود الحياة السياسية الآن في اليونان – معارضته لمشروع بناء "مسجد أثينا" وطالب بعرض مشروع بناء المسجد للاستفتاء الشعبي. الأمر الذي أدى إلى توقف المشروع حتى الآن يذكر أن اليونان تدير بعض الكنائس خارج أراضيها ، بجانب خضوع كنائس بالقاهرة والاسكندرية لهيمنة الكنيسة الأرثوذوكسية في أثينا ، بجانب إدارة قساوسة يونانيين لدير سانت كاترين .
