سلطت صحيفة "الاندبندت" البريطانية الضوء على فشل الرئيس الامريكي باراك أوباما، كأسلافه، في دفع عملية السلام بين اسرائيل وفلسطين للأمام وتهيئة الظروف لهما للعيش فى سلام .. وقالت انه اكتفى بتجديد رفضه طي الصفحة تماما، واصفا التعثر الأخير ب "الوقفة المؤقتة"، وداعيا كلا الطرفين للبحث عن بدائل. وقالت الصحيفة -فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى مساء اليوم السبت- أن استسلام أوباما جاء رضوخا لمعطيات الأمر الواقع، مشيرة إلى أن أحدا لا يستطيع إنكار فشل المفاوضات ولا حتى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أصر دونما تبصر على قيادة الجهود التي ترعاها أمريكا في هذا الصدد منذ يوليو الماضي .. كما أنه بعيدا عن طاولة المفاوضات فإنه رغم كل الجهود التي عمل الطرفان على تقديمها إرضاء للآخر فإن التوصل لاتفاق بدا شبه مستحيل. واعتبرت "الإندبندنت" إعلان الرئيس الفسطينى محمود عباس الأربعاء الماضى عن عقد مصالحة بين حركتى فتح وحماس، رغم تصنيف الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي للأخيرة بأنها جماعة إرهابية، بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، ليسارع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على أثر ذلك الإعلان الفلسطيني بالانسحاب من محادثات السلام. ورأت الصحيفة أن مفاجأة المصالحة بين فتح وحماس جاءت بمثابة اعلان فشل الجهود المضنية التى بذلها جون كيرى من أجل إٌقناع كلا من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى تمديد المحادثات إلى ما بعد 29 أبريل، المتفق عليه مسبقا. وزعمت الصحيفة أن فلسطين عملت على إثارة غضب الإسرائيليين بسبب إصرارها على الانضمام إلى مجموعة من الهيئات والمعاهدات الدولية، و أن ذلك هو ما دفع إسرائيل إلى إخلالها بوعودها بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والتوقف عن بناء المستوطنات فى الأراضى المحتلة، ونقلت عن أوباما قوله " لم نر أي إرادة سياسية لكلا الطرفين وهو أمر لم يكن جيدا لكلا الطرفين". ورأت الصحيفة أن اعتراف أوباما بأن النفوذ الأمريكى له حدود، ليس بالأمر الهين عليه، راصدة قوله: "الباب ما زال مفتوحا أمام كل من الجانبين الفلسطينيي والإسرائيلي من اجل تقديم تنازلات سياسية صعبة من شأنها أن تؤمن مستقبل أجيالهم القادمة، ونحن حتى الآن لم نر أيا منهما يطرق هذا الباب، ولكني لا أتوقع تطرقهم إليه لا الاسبوع أو الشهر أو حتى في غضون الستة أشهر القادمة. وأضافت أن توقف المحادثات الفلسطينية-الاسرائيلية يمثل حلقة أخرى من سلسلة نكسات السياسة الخارجية لإدارة أوباما، لتأتي جنبا إلى جنب مع فشله في التوصل لاتفاق التجارة الحرة المأمول مع اليابان بعد مغادرته أراضيها، وفشل استئناف النقاش مع روسيا، والذي أصبح في حالة لا يرثى لها، فضلا عن استمرار حمام الدم على الاراضي السورية، لتكون النقطة المضيئة الوحيدة لإدارته هي إحراز بعض التقدم مع ايران بخصوص برنامجها النووي. وكان كيرى تم تحذيره من جانب الكثيرين بأن تحركات أمريكا ما هي الا سعي وراء سراب، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن أمريكا لم تفقد الأمل بشأن الوصول لاتفاق سلام، كما أن واشنطن تتحفظ حتى الآن إلى أقصى درجة في إظهار رد فعلها إزاء الانسحاب الإسرائيلي من عملية المفاوضات. ونقلت الصحيفة في ختام تقريرها قول ريتشارد هاس رئيس العلاقات الخارجية الأسبوع الماضي قبل ا تفاق المصالحة بين فتح وحماس: "علينا أن نعترف بأن النزاع العربى- الإٍسرائيلى لم يعد يحتل مركزالصدارة فى منطقة الشرق الأوسط، وأن ظهور دولة فلسطينية مستقلة لن يؤثر على ديناميكيات ما يجري في سوريا أو مصر أو العراق … أعتقد أن القضية أصبحت محلية أكثر من كونها نزاعا إقليميا".