أعتبرت وسائل الاعلام الصينية أن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلال زيارته للصين نجح فى التقرب إلى الشباب الصيني، حينما أجري حوارا مباشرا ومفتوحا خلال زيارته لبكين من خلال موقع "تويتر" الصيني مع شباب ومستخدمي الانترنت الصينيين وأستطاع تقريب الجماهير الصينية، حسب وصف الاعلام الصيني، ووجهت فى نفس الوقت دعوة للقادة والرؤساء العرب أن يحذو حذو بيريز للتواصل مع الشعب الصيني خاصة الشباب عبر المنتديات والانترنت لما يملكه الشعب الصيني من مشاعر جيدة تجاه العرب . وقالت وسائل الاعلام والصحافة الصينية أن بيريز أظهر "ذكاء دبلوماسيا" حيث طلب تلقائيا بفتح صفحة على موقع "سينا ويبو"، الذي يعد بمثابة "تويتر" الصيني، وحدث ذلك عشية زيارته للصين، التي دامت ثلاثة أيام ابتداء من يوم 8 ابريل الجاري، ثم حرص بيريز على إجراء تبادل صديق مع مستخدمي الانترنت في الصين، إذ بادر بتجديد تغريدات نصية ومصورة على الموقع يوميا منذ اليوم الأول من زيارته للصين . وأضاف الإعلام الصيني إن بيريز قام بإطلاع معجبيه الصينيين على أنشطته اليومية مثل لقاءاته مع القادة الصينيين ومقابلاته مع وسائل الإعلام، ما لفت أنظار الكثير من الصينيين، كما أوجد بيريز سابقة من بين الزعماء الأجانب حيث سبق غيره في إجراء مقابلة خاصة مع موقع تجاري صيني للتواصل الجماعي، علما بأنه أجرى مقابلة فيديو مع موقع "سينا ويبو" الذي يعد الأكبر من نوعه في الصين وبه مئات الملايين من المستخدمين الصينيين غالبيتهم من الشباب . وأوضح الاعلام الصيني فى تقرير حول حوار بيريز مع الشباب الصيني، أنه أكمل استعدادات دقيقة قبل هذه المقابلة حيث نشر تغريدة في صفحته على الموقع في سبيل جمع أسئلة من قبل الجماهير الصينية مما أثار تفاعلا حارا من الصينيين، إذ تدفق ما يزيد عن 10 آلاف من مستخدمي الانترنت الى صفحته للمشاركة في هذا الموضوع وطرحوا أسئلة شملت مجالات العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والدين والسياحة والتبادل الثقافي. وطبقا لوسائل الاعلام أظهر الرئيس الإسرائيلي أسلوبه الدبلوماسي الحصيف في المقابلة حيث قال "أنا قلت لكثير من أصدقائي في الشرق الأوسط إن كثيرا من الدول الرأسمالية آتت إلى المنطقة من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية، إلا أن الشعب الصيني جاء إلى هنا في سبيل تحقيق الحلم الصيني، وإن الشعب الصيني جلب الأمل والمعرفة وهو يتمسك بمنطق النجاح السلمي، .. مشيرة إلى أن تصريحات بيريز هذه حصلت على توافق واسع النطاق بين الصينيين وتركت انطباعات جيدة في قلوبهم" على حد وصف التقرير. وقالت إنه قبل مغادرة الصين، لم ينس بيريز توديع الصينيين من خلال "سينا ويبو"، إذ غرد في صفحته " تمتعت بربيع جميل في بكين، وادعوكم لمعانقة هذا الفصل الأخاذ بالحب، سأواصل تجديد صفحتي على "سينا ويبو" وإجراء تبادلات مع مستخدمي الانترنت الصينيين الأعزاء بعد عودتي إلى إسرائيل". وقد لاقت هذه التغريدة التي وصفها الاعلام الصيني بالودية إقبالا حارا من مستخدمي الانترنت في الصين حيث قام ما يزيد عن 23 ألف شخص بتسجيل إعجابهم بها وأعاد نحو خمسة آلاف شخص نشرها إلى صفحاتهم الخاصة على سينا ويبو، مقابل أكثر من سبعة آلاف تعليق، وقال إنه لا شك أن بيريز حصد ثمارا وافرة من خلال إجراء التبادل المفتوح على تويتر الصيني حيث تجاوز معجبيه في الموقع 200 ألف شخص حتى الآن بعد أن نشر 11 تغريدة فقط. ومزح مستخدم على الانترنت أن عدد معجبي بيريز في سينا ويبو سيتجاوز عدد سكان بلاده. وأشارت وسائل الاعلام إلى أن الخبراء والمحللون والعلماء الصينيون إلى نقل تصريحات بيريز التي نشرها في صفحته إلى صفحاتهم الخاصة، مشيدين بذكائه الدبلوماسي، إلى ذلك، منحت الصحافة الصينية للرئيس الإسرائيلي البالغ من العمر 91 سنة لقب " لاو وان تونغ "، ومعناه العجوز النشيط والمحبوب مثل الأطفال . يذكر أن نحو 200 قائد أجنبي قد فتحوا صفحات خاصة على "سينا ويبو" بما فيهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون. ولكن يعد بيريز الأنجح بينهم، حيث نشر أغلب تغريداته بنفسه وبأسلوب نشيط، ثم قامت سفارة إسرائيل لدى بكين بترجمتها إلى اللغة الصينية. وشدد الاعلام الصيني على أنه يمكن للقادة العرب تحقيق نتيجة ايجابية وربما نجاحا أكبر من ناحية الدبلوماسية العامة مع الجماهير الصينية من خلال مواقع التواصل الجماعي الصينية لأن الدول العربية تتمتع بمزايا عديدة في هذا الشأن، وأولاها العلاقات العربية الودية والمتينة مع الصين، لذلك يملك الشعب الصيني مشاعر جيدة تجاه العرب، فيمكن للقادة العرب محاولة تمديد وتعزيز هذه العلاقات الصديقة عبر وسائل الإعلام الحديثة وخاصة موقع التواصل الجماعي. وأوضح أن التبادل الصيني -العربي شهد تعزيزا مطردا في شتى المجالات لاسيما بعد إقامة منتدى التعاون الصيني – العربي في 2004، ما فتح صفحة جديدة في تاريخ التبادل الثنائي، كما أن الوضع السياسي في بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا يلفت أنظار الناس في العالم كله بما فيهم الصينيون. وترغب الجماهير الصينية وخاصة الشباب لمعرفة المزيد حول الوضع بتلك الدول. من جهة أخرى، يتجاوز عدد المسلمين في الصين 20 مليون شخص، وبذلك تتمتع الدول العربية بميزة خاصة في عملية إجراء التبادل مع الصين .