سلطت صحيفة " فاينانشيال تايمز" البريطانية الضوء على تصريحات عباس شاعري نائب وزير النفط الإيراني ورئيس الشركة الوطنية للبتروكيماويات، التي انتقد فيها تحذيرات الولاياتالمتحدةالأمريكية من عقد صفقات تجارية مع إيران، مما تسبب في حيرة كثير من الشركات الدولية من إمكانية العمل مع إيران حتي في القطاعات التى تم رفع الحظر عنها. وقالت صحيفة " فاينانشال تايمز" البريطانية في تقرير أوردته على موقعها الإليكتروني أمس الأحد إنه بموجب الاتفاقية التي دخلت حيذ النفاذ منذ سته أشهر بين إيران والغرب، تعمل إيران على تقييد تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات والتى تشمل تعليق القيود على قطاعي البتروكيماويات والسيارات. وقال شاعري -في تصريح أوردته الصحيفة- أصبحت البنوك الأجنبية و شركات التأمين في حالة من الحيرة حول إمكانية إبرام الصفقات التجارية مع إيران. وأضاف "بأننا علي علم بأنه ليس هناك أي عقبة على نقل الأموال و التكنولوجيا إلى قطاع البتروكيماويات، ولكن رجال السياسة الأمريكيين يقولون بأن العقوبات مازالت في حيز النفاذ مما يجعل المستثمرين الذين يرغبون في العمل مع إيران في حيره من أمرهم… ولقد تم فتح البوابة جزئيا ولكن لا يعمل أحد كيفية الدخول وإيجاد الطريق فكل جانب له تفسيراته الخاصة به". وأكد أن انتاج إيران لم يتأثر كثيرا من العقوبات وألقى باللوم على انخفاض معدل الصادرات على ارتفاع الاستهلاك المحلى. حيث انتجت إيران 42.7 مليون طن من البتروكيماويات في عام 2011-2012 وصدرت 18.2 مليون طن بما ييقدر ب14.7 مليار دولار في حين انخفضت عائدات الصادرات إلى 12.1 مليار دولار في عام 2013. وتابع شاعري كانت الصادرات البتروكيماوية إلى أوروبا تعادل من 3 إلى 4 بالمائة من إجمالى الصادرات قبل فرض العقوبات وأضاف بأن مبيعات إيران للدول الأخري كانت مستمرة ولكن بسبب العقوبات ما يقرب من نصف إيرادات النقد الأجنبي أصبحت عالقة في بنوك دول مثل الهند و الصين وكوريا الجنوبية واليابان". وقال شاعري أن الشركات الأوروبية من فرنسا وألمانيا والدنمارك والسويد وأيضا اليابان وكوريا الشمالية بدءو بالإتصال مجددا بإيران ولكن لم تعقد صفقة حتى الآن. وعلى الرغم من إصرار شاعري على أن الصناعات المحلية تفي باحتياجات إيران , أقر بأن العقوبات أثرت سلبا على الاستثمارات وأجلت خطط التنمية في قطاع البتروكيمياويات الأمر الذي يعني أن إيران لن تححق هدفها بإنتاج 250 مليون طن من البتروكيماويات بحلول عام 2025″ وأشار شاعري إلى أن شركات البتروكيماويات الوطنية كانت في حاجة ماسة إلى استثمارات أجنبية تقدر ب 70 مليار دولار لزيادة قدرتها الإنتاجية من 60 مليون طن إلى 135 مليون طن في 8 سنوات. وأضاف أن القطاع يعمل بقدرة إنتاجية أقل من قدرته الفعلية بنسبة 36 بالمائة ويرجع ذلك إلى نقص قطع الغيار والنقص المؤقت في إمدادات الغاز. وأشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة اتهمت مؤخرا عشرات الشركات والأفراد في ثمانية دول مختلفة بانتهاكهم العقوبات المفروضة على ايران، وهو أشد اجراء اتخذته الولاياتالمتحدة منذ ابرام الاتفاقية النووية مع طهران وقامت بتحذير هؤلاء الذين يريدون العودة للعمل مع إيران. ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن تاريخ فرض العقوبات على طهران يرجع إلى مايو 2013 بقرار من الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيث أعلنت الحكومة الأمريكية أنها ستفرض عقوبات على الشركات التي تعمل في شراء أو اقتناء البتروكيماويات الإيرانية. وقد شهدت صناعات البتروكيماويات الايرانية بعض النفع من وراء العقوبات الدولية حيث زادت قيمة العملة المحلية "الريال" الايرانى للنصف خلال السنتين الماضيتين مما حافظ على تدني أسعار الغاز وجعل الصادرات مربحة مشيرا إلى أنه لا يوجد مكان في العالم تبلغ فيه اسعار الغاز هذا الثمن الزهيد على حد قول الصحيفة البريطانية .