إعداد : محمد الجرجاوى رغم التاريخ الطويل من العداء الخفى والحرب الباردة بين أعظم قوتين فى العالم الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والتى انتهت عام 1991 بسقوط الاتحاد السوفيتى على يد أخر رؤساءه "ميخائيل جورباتشوف". وبالتالى سيطرة الولاياتالمتحدة على العالم منذ ذلك التاريخ ،إلا مع بداية عهد الرئيس الروسى فلاديمير بوتن فى بداية الألفية الجديدة عادت القوة الروسية إلى سابق عهدها وأصبح العالم يدور فى فلك (موسكو – واشنطن) وهذا ما ظهر مؤخراً فى المحادثات الشبه دائمة بين وزيرى خارجية البلدين جون كيرى وسيرجى لافروف أحد أهم وزراء الخارجية فى العالم فالإثنين أصبحا فى فترة قصيرة خاصة الفترة الأخيرة التى تتواكب مع التحضيرات النهائية لمؤتمر "جنيف2″ الخاص بإنهاء الأزمة السورية الراهنة بين بشار الأسد والمعارضة ، على اتصال دائم ، رغم العلاقة التي تبدو متوترة بين رؤساء البلدين فلاديمير بوتن رجل "الكى جى بى" المخابرات الروسية سابقاً وباراك أوباما رجل الحزب الديمقراطى الذى يقضى أسوأ أيام فترته الرئاسية للولايات المتحدة. وظهرت العلاقة الوطيدة بين ممثلى الدبلوماسية لدى البلدين فى اللقاء الأخير بين الوزيرين فى باريس الأسبوع الماضى عندما كسر كيري الجليد مع نظيره لافروف وأهداه رأسي بطاطا. وخلال لقاء الإثنين في السفارة الأمريكية في باريس خصص لبحث مؤتمر السلام حول سوريا المقرر في 22 يناير الجاري في سويسرا، أثار كيري ضحك لافروف والوفد الروسي عندما فتح صندوقا أخرج منه رأسي بطاطا. وقدم الوفد الروسي من جهته قبعة روسية زهرية للمتحدثة باسم الخارجية الأمركية جنيفر بساكي. وعلّق كيري خلال مؤتمر صحافي على هذه الحادثة، قائلاً: "ليس هناك أي معنى خفي أو مجازي (للهدية)،مضيفاً أنه خلال محادثة هاتفية بمناسبة أعياد نهاية السنة ذكر لافروف البطاطا التي تزرع في ولاية أيداهو الأمريكية وقرر في ضوء ذلك أن يهديها إلى الوزير الروسي. كما قال كيري مازحاً: "قال لي سيرجي لافروف إنه لن يصنع الفودكا من رأسي البطاطا بل سيأكلهما". وأجاب لافروف: "في بولندا يصنعون الفودكا من البطاطا، لكن هذا يحصل في بولندا كنا نفعل ذلك في العهد السوفيتي الآن نفضل القمح". وأضاف وزير الخارجية الروسى، في إشارة للهدية التي قدمها له كيري، إنه يرى إمكانية الاستفادة من هذه الهدية للاستعاضة عن "الجزرة" في سياسة العصا والجزرة بالبطاطس. ويعتقد أنه من الأسباب الرئيسية فى العلاقة القوية بين الطرفين هى كثرة اللقاءات المتعددة حول الأزمة النووية الإيرانية ومحاولة الطرفين الوصول إلى طريق يفيد الدولتين فى المقام الأول والعالم فى المقام الثانى والسبب الأخر هو محاولة إنهاء ملف الأزمة السورية وعدم سيطرة التيارات المتطرفة على الساحة السورية وإنهاء النفوذ التركى فى المنطقة سواء كان اقتصادياً أو سياسياً. العلاقة الدبلوماسية بين كيرى ولافروف تمتاز بالقوة وهذا ما يعد من النوادر أن نشاهد مسؤولين من البلدين على علاقة وطيدة ،خاصةً لما يعرفه العالم عن الصراع المستمر بين البلدين سواء كان عسكرياً أو اقتصادياً أو سياسياً.