توج أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر افتتاح القمة العربية -الافريقية الثالثة ، باعلانه لمبادرة بمبلغ مليار دولار يتم إيداعها فى البنك الدولى والمؤسسات المالية المعنية لتنفيذ مشاريع تنموية فى الدول الافريقية خلال السنوات المقبلة ، تستهدف تنمية البنية التحتية بما تعطى قيمة اقتصادية مضافة فى القارة السمراء . وإقترح أمير الكويت فى بادرة اخرى انشاء جائزة مالية سنوية بمبلغ مليون دولار باسم الكويتى عبدالرحمن السميط ، تختص بالابحاث التنموية فى افريقيا ، تشرف عليها مؤسسة الكويت للتقدم العلمى ، وذلك لتشجيع البحوث التنموية فى افريقيا . وقال إمير الكويت – فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة بحضور 71 دولة ومؤسسة ومنظمة عربية وافريقية ودولية – أن هذه القمة تعقد فى ظروف دقيقة وغير مستقرة فى عديد من الدول العربية والافريقية تتطلب تكثيف الجهود لتجنيب دولنا تباعاتها . وأكد على أن عقد القمة فى موعدها يؤكد عزمنا على الارتقاء بالتعاون المشترك للتصدى للمشكلات القائمة للوصول الى ما تتطلع اليه الشعوب من امال مشروعه فى التنمية والبناء ، وأوضح أن شعار القمة " شركاء فى التنمية والاستثمار " يعكس الادراك المشترك لاهمية التعاون الاقتصادى الذى يشكل قاعدة للشراكة الاستراتيجية بين الاقليمين العربى والافريقى . وطالب بضرورة أن تتم رسم خطوط العمل المشترك على مفهوم الشراكة ، لانه لم يعد مقبولا أن تقدم دول دعما من جانب واحد ولا يكون هناك تفاعلا من الجانب الاخر ، معتبرا أن هناك قضايا سياسية عديدة ومتشعبة والدخول فى بحثها خلال هذه القمة من شأنه أن يخل بقدرتنا على التركيز فى القضايا الاقتصادية ، وأن هذه القضايا السياسية لها محافل عديدة محتاجة ، يمكن من خلالها بحث ومعالجة هذه القضايا . وتطرق رئيس القمة فى كلمته الى الاوضاع الماساوية فى سوريا ، مؤكدا أن اعمال الفتك ما زالت تودى بحياة ابناء الشعب السورى ومضاعفة مظاهر الدمار ، حيث تشير الاحصاءات والتقارير الى حقائق مخيفة تؤكد أن الكارثة فى سوريا حصدت ما يزيد عن مائة الف قتيل وملايين النازحين واللاجئين فى الداخل والخارج ، مما يشكل عبئا على الدول المضيفة لهم ، وهو ما يضعنا أمام مسئولية تاريخية وقانونية وإنسانية ، ولهذا استجابت الكويت لنداء الامين العام للامم المتحدة باستضافة مؤتمر المانحين الدولى الثانى الخاص بسوريا والمقرر عقده بداية العام المقبل فى الكويت ، بعد نجاح استضافة الكويت لمؤتمر المانحين الاول فى يناير الماضى واستطاع الحصول على تعهدات بمبلغ 6ر1 مليار دولار . وأكد أمير الكويت أن مجلس الامن مطالب بان يتخذ فى ظل هذه الظروف المأساوية للشعب السورى ويضطلع بمسئولياته فى حفظ الامن والسلم ويتفق على خطة لوقف القتال والحفاظ على ما تبقى من الدولة السورية . وإعتبر أمير الكويت أن مؤتمر " جنيف 2 " هو فرصة تاريخية ، ودعا كافة الاطراف المشاركة فيه الى العمل بصدق للوصول الى حل سياسى واضعين نصب أعينهم الكارثة التى حلت بالشعب السورى وتداعياتها على الامن والسلم فى العالم كافة . وشدد على أن وضع برامج محددة لتحقيق التنمية المستدامة فى افريقيا لا يمكن أن يتحقق من دون تحقيق استقرار فى منطقة الشرق الاوسط فى ظل تعنت اسرائيل وعدم تنفيذها لقرارات الشرعية الدولية واستمراراها فى التوسع الاستيطانى . وطالب رئيس القمة مجلس الامن الدولى واللجنة الرباعية الدولية بالضغط على اسرائيل لحملها على تطبيق قرارات مجلس الامن وإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وفق مرجعية القرارات الاممية ومبادرة السلام العربية ، وهو ما اكده الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل فهمى فى كلمته امام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية – الافريقية ، بان سجل التقدير العربى للموقف الافريقى الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى والوقوف بقوة أمام محاولات اسرائيل تهويد الاراضى الفلسطينية والمقدسات وتكثيف الاستيطان وفرض العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطينى ، وهى كلها مخالفات جسيمة للقانون الدولى وأكد العربى فى كلمته أن حركة التاريخ تؤكد أن كل احتلال الى زوال ، كما حدث فى العالم وانتهاء العنصرية فى جنوب افريقيا ، وكذلك فى انتهاء الاحتلال الاسرائيلى الذى سيتم وستقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . وأشار العربى الى ضرورة دعم الجانب الافريقى للجهود العربية لاخلال الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل ، تاكيدا لمبدأ " أفريقيا غير نووية " ، والتاكيد على عالمية معاهدة منع الانتشار النووى . وفى الشان السورى أوضح العربى أن الجهود ما زالت متواصلة لعقد مؤتمر " جنيف 2 " فى اقرب وقت ممكن لوقف شلال الدم والدمار فى سوريا وعودة هذا البلد العربى لدوره فى المنطقة . كما شدد العربى على ضرورة التعاون العربى الافريقى بقوة لاصلاح تطوير منظومة العدل داخل الاممالمتحدة ، وترسيخ المواقف السياسية بين الجانبين للحفاظ على مصالحهما على الساحة الدولية . وفى ختام كلمته دان الامين العام لجامعة الدول العربية التفجير الذى وقع فى بيروت اليوم ، وعبر عن تضامن الجامعة العربية مع لبنان ، ووجه التعازى الى الرئيس اللبنانى ميشال سليمان واسر الضحايا . ومن جانبه ركز الرئيس المشارك للقمة فى دورتها الثالثة رئيس وزراء اثيوبيا هايلى مريم ديسالنج ، فى كلمته على الجانب الاقتصادى والتنموى بجانب مكافحة قضايا الارهاب ومعالجة مشكلة الهجرة وقال إن موضوع القمة وشعارها يعكس رغبة الاقليمين العربى والافريقى لتعزيز التعاون بين دول الجنوب ومواجهة التحديات المشتركة الى تواجه المنطقتين ، وأضاف أن إفريقيا بعد النضال المشترك ضد الاستعمار مع العالم العربى أصبحت أحد أقطاب النمو فى العالم ، ومن المناطق الجاذبة للاستثمار نظرا لتوافر الموراد الطبيعية من أرض ومياه وبشر ، وفى ظل تراكم رؤوس الاموال فى المنطقة العربية ، فان ذلك يوفر فرصة حقيقية للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين فى مواجهة بيئة دولية اكثر حركية . كما أكد على افريقيا باراضيها ومواردها الحالية يمكن أن تلبى الاحتياجات الغذائية للعرب ، ومن هنا تأتى أهمية التعاون فى المجال الزراعى والامن الغذائى والبناء على التوصيات الى وردت فى الاجتماع المشترك لوزراء الرزاعه العرب والافارقة فى الرياض الشهر الماضى . وأشار الى أن الصناديق السيادية للتمويل توفر برامج تمويل للمشاريع ذات الالوية للتنمية فى افريقيا مما يؤدى الى القيام بثورة خضراء ، بالاضافة الى تعزيز السياحة فى افريقيا ، كما أشار الى خطة الشراكة التى تم اقرارها فى قمة سرت 2010 اوضحت أن الجانبين مشتركان فى اهتمامها بالتنمية المستدامة ، وهو ما يتطلب التزاما مشتركا لما بعد عام 2015 ، وهو الموعد المحدد لانتهاء تحقيق الاهداف التنموية للالفية . وشدد على أهمية مكافحة الارهاب والجرية المنظمة عبر الحدود وقضايا القرصنة والهجرة باعتبارها مسئولية مشتركة ، ووضع اليات عاجلة لمعالجة مشكلات الهجرة ، ورحب باقتراح وزراء الخارجية العرب والافارقة بتشكيل لجنة تنسيق لبحث هذه القضية . فيما شاركت رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقى الدكتورة انكوسازانا دلامينى زوما فى كلمتها الى ما ذهب اليه رئيس وزراء أثيوبيا من ان أفريقيا تذخر بالموارد الطبيعية والبشرية المختلفة ، مؤكدة عزم قادة افريقيا على استخلاص دروس الماضى لاستثمار موراد القارة لتحقيق التنمية المستدامة والعمل على دعم قطاع التصنيع الزراعى وعدم تصدير المواد بشكلها الخام وتطوير قطاعات النقل والطرق والسكك الحديدية والمياه والصرف الصحى . وأوضحت زوما أن افريقيا تستقبل استثمارات من منطقة الشرق الاوسط ، حيث بدأت أفريقيا تصعد فى معدلات النمو فى البنية التحتية والصحة والتعليم والتصنيع والتكنولوجيا وتسعى لتمكين المراة التى تمثل اكثر من نصف سكان افريقيا . وأكدت على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمواجهة مشكلات الارهاب والجريمة المنظمة عبر الحدود وعدم الاستقرار فى بعض الدول ، وقالت إن الاتحاد الافريقى والجامعة العربية سينسقان ويعملان لتطبيق قرارات هذه القمة فى دورتها الثالثة باعتبارهما جهازين مؤسسين . كما تحدث فى الجلسة الافتتاحية للقمة كل من نورى ابوسهمين رئيس المؤتمر الوطنى العام بليبيا الرئيس السابق للقمة ورئيس جمهورية الجابون على بونجو اونديمبا باعتباره بلاده الرئيس المشارك للقمة السابقة ، كما تحدث الامين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى ورئيس البرلمان العربى احمد الجروان ونائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون .