جددت الصين موقفها إزاء الأزمة السورية ووصفته بالثابت والموضوعي منذ بداية الأزمة، حيث دعت وأكدت في مختلف المحافل الإقليمية والدولية على ضرورة احترام رغبة الشعب السوري وعدم التدخل في الشئون الداخلية لسوريا ، معتبرة استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيماوي بالقرب من دمشق في 21 من أغسطس الماضي "مزاعم" غير مؤكدة تبعتها ردود فعل دولية ، أبرزها إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قراره بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحكومة السورية. وفى تعليق لوسائل إعلام صينية ، تعتبر لسان حال الحزب الشيوعي الصيني وتعبر عن الموقف الرسمي للحكومة اليوم الجمعة ، جددت الصين التأكيد على وضوح موقفها الذي أعلنته مؤخرا عبر خارجيتها ، وهو معارضة الصين بحزم لأي استخدام للأسلحة الكيماوية بغض النظر عن الطرف المتورط في استخدامه في سوريا ، وتدعم الأمانة العامة للأمم المتحدة في إجراء تحقيق مستقل وموضوعي وعادل ومهني حول هذه المزاعم وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن الصين أعربت عن ثقتها فى قدرت فريق التحقيق الدولي التابع للأمم المتحدة إلى سوريا على التنسيق الكامل مع الحكومة السورية لضمان سير عمل التحقيق على نحو سلس، وأن تلتزم كافة الأطراف بعدم إصدار أية أحكام مسبقة حول نتائج التحقيقات قبل أن صدور نتائج التحقيق وتقريره حول ما حدث على أرض الواقع فعلا. كما شددت الصين في الوقت ذاته ودعت بضرورة إيجاد حل سياسي وسلمي للمسألة السورية، من خلال تضافر جهود جميع الأطراف وبشكل مشترك لعقد اجتماع جنيف الثاني في أقرب وقت ممكن وبدء عملية انتقال سياسي شامل. وقال الإعلام الرسمي الصيني إنه "مع تصاعد حدة المواقف الدولية التي تجاهلت واستبقت نتائج التحقيق الدولي حول مزاعم استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية، ودفعت باتجاه زيادة الضغط والتأثير على الرأي العام العالمي، أعربت الصين عن قلقها العميق إزاء احتمالات القيام بعمل عسكري أحادي الجانب ضد سوريا، وأن الحل السياسى هو الطريقة العملية الوحيدة لحل المسألة السورية". وأضاف أن "ما يتردد عن أدلة الولاياتالمتحدة فيما يتعلق باستخدام أسلحة كيماوية فى سوريا، يجب أن يتم تأكيده من خلال أمانة الأممالمتحدة والقيام بتحقيق مستقل وموضوعي ومهني وعادل في الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية وفقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، وضرورة ألا يتسرع أي طرف بإصدار حكم مسبق على نتائج التحقيق قبل صدوره بشكل نهائي". وأكدت الخارجية الصينية على أن أي عمل يقرر أن يقوم به المجتمع الدولي يجب أن يحترم ميثاق الأممالمتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، وأنه وبدلا من اتخاذ هذه الإجراءات التصعيدية، يتوجب تجنب زيادة تعقيد القضية السورية وحدوث المزيد من الكوارث في الشرق الأوسط، وأنه لابد من ضرورة أن تتفق أية أعمال يقوم بها المجتمع الدولي مع مبادئ وميثاق الأممالمتحدة والأعراف الدولية ذات الصلة من أجل منع تدهور الوضع في سوريا والشرق الأوسط. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن يوم 31 أغسطس الماضي قراره بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف للحكومة السورية، كما أرسل للكونجرس مسودة قرار يفوض بتوجيه ضربة عسكرية أمريكية بسبب الاستخدام الذي يعتبره عدد من دول العالم، ومن بينهم روسيا والصين، "مزعوما" للأسلحة الكيماوية من الحكومة السورية قرب دمشق في 21 أغسطس، بينما مررت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي يوم 4 سبتمبر قرارا للتفويض بالقيام بعمل عسكري ضد سوريا، حيث يمنح القرار أوباما 90 يوما على الأكثر لتوجيه ضربة عسكرية محدودة ضد سوريا ويمنع نزول قوات على الأرض لتنفيذ عمليات قتالية.