رئيس حكومة حماس بغزة إسماعيل هنية تصاعدت الأزمة بين مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بشكل كبير بعد سقوط نظام جماعة الإخوان المسلمين، التي ترتبط بها الحركة. وتتهم القاهرة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، منذ انقلابها على السلطة الوطنية الفلسطينية في 2007، بالتدخل في الشأن المصري، والعمل المسلح على الأراضي المصرية لصالح جماعة الإخوان المسلمين، وهي الاتهامات التي نفاها رئيس حكومة «حماس»، إسماعيل هنية. ونفت حركة حماس، السبت، الأنباء التي تحدثت عن «إطلاق نار من الجانب الفلسطيني باتجاه الحدود المصرية، واستهداف موقع للأمن الوطني الفلسطيني من الجانب المصري»، وقالت وزارة الداخلية في حكومة «حماس» المقالة في بيان لها: إن الحدود الفلسطينية- المصرية، جنوب قطاع غزة، آمنة وهادئة ومستقرة، وإن قوات الأمن الوطني منتشرة على طول الحدود مع مصر لتأمينها ولن تسمح لأحد بتهديد أمن الحدود». وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أعلنت، أن قوات الجيش المصري تعرضت فجر السبت لإطلاق نار كثيف على الحدود مع قطاع غزة، ونقلت الإذاعة عن مصادر فلسطينية قولها إن الرصاص أطلِق من الجانب الفلسطيني، مشيرة إلى أنه ربما يكون قد أطلق من قبل مهربين. وقال شهود عيان، جنوب القطاع، بحسب الإذاعة، إن «عيارات نارية تم إطلاقها من الجانب المصري من الحدود أصابت منازل سكنية في رفح، الأمر الذي حدا بالسكان إلى ملازمة منازلهم الليلة الماضية». وترتبط حركة «حماس» بجماعة الإخوان المسلمين، سياسيًا ونظريًا وتنظيميًا، حيث تُشير المادة الثالثة من لائحة النظام الداخلي للحركة أنها الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل تنظيمًا دوليًا له فروع في العديد من دول العالم، وتمثل قيادة التنظيم الدولي، التي يُسيطر عليها مكتب الإرشاد في مصر، المرجعية التي تستند إليها حماس في قراراتها. ويؤكد مسؤولون بحركة «حماس» بين الحين والآخر أن الحركة لا تتدخل في الشأن المصري. نفى إسماعيل هنية، رئيس حكومة «حماس» المقالة في قطاع غزة، الجمعة، أن يكون للحركة أي دور في مصر، أو أن تكون لها علاقة من قريب أو بعيد بالأحداث فيها، قائلًا إن الحركة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. إلا أن تصريحات هنية التي تتخذ طابعًا دبلوماسيًا، يبدو أنها لا تعبر بشكل حقيقي عن مواقف الحركة، حيث اتهم القيادي ب«حماس» في الضفة الغربية حسين أبوكويك، الجمعة، الجيش المصري ب«الإصرار على محاربة الإسلام».، وقال أبو كويك إن «حركة حماس وجموع الشعب الفلسطيني ترى في تعامل الجيش المصري مع المعتصمين تصميما على محاربة الإسلام، والانقلاب على الشرعية، التي جاءت بالرئيس محمد مرسي». وأضاف: «المعتصمون يطالبون بموقف عربي ودولي تجاه الانقلاب والقتل والمجازر التي يرتكبها الجيش المصري». ولا تكتفي قيادات «حماس» بإطلاق الاتهامات ضد الجيش المصري والثورة المصرية، لصالح التنظيم الأم في مصر، وإنما تحاول أيضًا مصادرة الآراء المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، حيث أصدرت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «حماس» أمرًا باعتقال الكاتب الفلسطيني، يحيى رباح، فور عودته من الضفة الغربية، بسبب مقالة طالب فيها الجيش المصري بتصفية جماعة الإخوان. وقالت مصادر فلسطينية بقطاع غزة إن العشرات من أنصار حركة «حماس» حاصروا منزل رباح في منطقة تل الهوا، رافعين شعارات تتوعده بالموت هو وأفراد عائلته، وكذلك حرق منزله. وتصدت قوات الأمن الأمن الفلسطينية، الجمعة، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية لمسيرة نظمتها «حماس» منددة ب«تعامل الجيش المصري مع معتصمي رابعة العدوية»، كما منعت مسيرة أخرى من الخروج وسط رام الله. هذا فيما نظمت الحركة مسيرتين في قطاع غزة، حيث دعا المشاركون فيهما إلى محاكمة المسؤولين عن ما وصفوه ب«المجازر في مصر». وساءت العلاقة بين «حماس» والمصريين في أعقاب مقتل 17 جندي مصري، في رمضان قبل الماضي، بمدينة رفح المصرية، وقت تناولهم طعام إفطارهم، حيث رفع الكثير من المصريين أصابع الاتهام في وجه «حماس»، التي تخلت عن حلفائها في دمشق وطهران مقابل حليفها الجديد في القاهرة المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، وأصبحت الحركة ترى في القاهرة عاصمة لها، خاصة مع التسهيلات التي قدمتها جماعة الإخوان المسلمين لها من خلال غض النظر عن تهريب المواد البترولية والغذائية. وتعرضت «حماس» لصفعة قوية بعد سقوط الإخوان، الذين تسعى لمساندتهم بأي ثمن، حتى لو كان الثمن هو الشعب الفلسطيني نفسه.