الضغوط السياسية والتحديات الخارجية التى واجهت الدولة المصرية على مدار السنوات الخمس الماضية، وبالتحديد منذ ظهور «الجائحة» ومن بعدها اندلاع حرب الإبادة فى غزة وما تبعها من محاولات العدو الصهيوني لدفع الفلسطينيين نحو الحدود المصرية فيما يعرف ب «التهجير»، تلك الضغوط لم يتحملها الكثير من الدول وكانت سببًا فى سقوطها، لكنها مصر بشعبها العظيم وجيشها القوى ورجالها المخلصين الذين استطاعوا وبقدرة شهد لها العالم أجمع أن يتجاوزوا هذه الحقبة التى توجت بمؤتمر السلام فى مدينة شرم الشيخ. الآن وبعد أن وضعت الحرب فى غزة أوزارها ونجحت جهود الدولة المصرية فى عودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم وبدأت المساعدات تتدفق على القطاع، وهدأت الصراعات العسكرية على الحدود المصرية، أعتقد أن علينا العودة إلى استكمال برامج وخطط التنمية والإصلاح التى بدأتها مصر قبل عشر سنوات، والتي توقفت نتيجة تركز مجهودات الدولة على مواجهة تلك التحديات والضغوط الخارجية، لنشاهد من جديد انطلاق المشاريع الكبرى فى مختلف القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية. لابد أن نعمل وبكل عزيمة وقوة على تعويض هذه السنوات العجاف التى توقفت فيها برامج التنمية وتراجعت خلالها عدد من مؤشرات الاقتصاد الكلى وفى مقدمتها بالطبع حجم وقيمة الاستثمارات العالمية المباشرة، وانخفضت أيضًا إيرادات قناة السويس واتجهت الدولة بكل قطاعاتها نحو حماية حدودها فى الاتجاهات كافة وبما يمثل نسبة كبرى من الإيرادات المصرية. علينا الآن وليس غدًا البدء فورًا بتوجيه اهتمام الدولة الأكبر بحياة المواطن وسُبل دعمه لمواجهة متطلبات الحياة اليومية، ولا ننسى أن المصريين فى شوارع المحروسة من جنوبها إلى شمالها كانوا ولا يزالون هم ذخيرة هذا الوطن فى المواجهة التى استمرت لسنوات، بعدما تحملوا وتكاتفوا للخروج بمصرنا الحبيبة من هذه المؤامرة الكبرى التى عرفت بالشرق الأوسط الجديد. الآن ونحن على أعتاب تغييرات جذرية فى الحياة السياسية والاقتصادية فى مصر لابد أن يكون المواطن البسيط هو محور التنمية فى مختلف القطاعات وأهمها كما يعلم الجميع قطاعا التعليم والصحة، والعمل بجدية على الاستجابة الفورية لمتطلبات الشارع المصرى، فى طريقنا لتعويض السنوات التى توقفت فيها المشاريع التنموية الكبرى والأموال التى هدرت فى سبيل حماية مقدرات المجتمع المصرى. أعتقد أن خير بداية لاسترجاع مسيرة النمو الاقتصادى المصرى ستكون مشاهدة العالم أجمع افتتاح المتحف المصرى الجديد، ليكون خير دليل أن الدولة المصرية ماضية نحو التعمير والبناء وليس الدمار والخراب، ماضية نحو الإصلاح الاقتصادى والسياسى لبناء جيل جديد قادر على استكمال مسيرة التقدم والنهضة المنشودة. حمى الله مصر وشعبها العظيم