لعلك لاحظت فى الآونة الأخيرة، وجود اسم "جهاز مستقبل مصر" على المنافذ التى كانت تحمل سابقا اسم منفذ بيع منتجات القوات المسلحة، والحقيقة إننى لم أكن على دراية كاملة بطبيعة نشاط هذا الجهاز الذى تأسس بقرار رئيس الجمهورية رقم 591 لسنة 2022 بإنشاء جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، حتى تابعت خلال الأسبوع الماضى اجتماع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع كل من اللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، والفريق أحمد الشاذلي رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والعقيد طيار بهاء الغنام المدير التنفى ذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة. هذا الاجتماع الذى صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن السيد الرئيس تابع خلاله مستجدات العمل فى مشروعات جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة التى تهدف لتوفى ر منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية، وتصدير الفائض للخارج. الحقيقة أن هذه العناصر الأربعة، تجسد ما يصبو إليه المواطن، من توفر المنتجات ذات الجودة، بأسعار مناسبة، وتحقيق الاكتفاء الذاتى، ثم التصدير، وكلها عناصر تسعى الدولة أيضا إلى تحقيقها فى المجالات الزراعية والصناعية على حد سواء، أملا فى تجنب التعرض لأية أزمات مفاجئة فى توفى ر السلع والمنتجات الاستراتيجية، مثلما حدث عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التى جعلت مصر تعانى كغيرها من مستوردى القمح فى الحصول على هذه السلعة الاستراتيجية، بالإضافة إلى تجنب تكرار أزمة عدم توفر السيولة اللازمة من العملات الأجنبية بالبنوك وعلى رأسها الدولار الأمريكى الذى عانينا من توابع ندرته عقب نشوب هذه الحرب أيضا. أهمية "جهاز مستقبل مصر" الذى يعمل تحت إشراف القوات الجوية، تبدو واضحة فى المساهمة فى مشاريع استصلاح الأراضي الصحراوية فى مصر، حيث يعمل الجهاز على استصلاح الأراضي الجديدة بالصحراء الغربية والصحراء الشرقية شمال وجنوب مصر، بالتنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية المعنية بذات المجال، ولا شك أن امتداد اللون الأخضر فى صحراء مصر الشاسعة سيكون له مفعول السحر فى وصول مصر لغايتها الكبرى التى طالما حلمنا بتحقيقها، وهى الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية، ومن ثم تقليل الحاجة إلى العملة الأجنبية، بل وجلبها لمصر كعوائد للتصدير. إن تعزيز كفاءة منظومة الري، وإنشاء الصوامع لتخزين الغلال والحبوب، مع زيادة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة فى استصلاح الأراضي، وتطوير أنظمة الميكنة الزراعية، كلها وسائل فى غاية الأهمية أكد عليها السيد الرئيس لدعم تلك المشروعات موجها سيادته -حسب المتحدث الرسمي- بربط هذه المشروعات بجهود الحكومة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة فى مختلف المجالات، وبما يسهم فى رفع مستويات المعيشة وتيسير حياة المواطنين. فأهلا بجهاز مستقبل مصر، وبأذرعه من الشركات المختصة بتنمية الريف والتعمير واستصلاح وزراعة الأراضى، وأهلا بمشروعات الجهاز المنتشرة فى الدلتا الجديدة وسيناء والفى وم والضبعة والمنيا وبنى سويف والداخلة والعوينات وغيرها من المناطق الصحراوية التى تتلهف إلى وصول يد الاستصلاح والتعمير إليها كي تثمر بالخير الوفى ر دعما لقطاعي الزراعة والأمن الغذائي فى مصر. لا شك أن بلوغ ذلك الهدف، سوف يضمن للمواطن الحصول على سلعة ومنتج ذي جودة عالية عبر منافذ "جهاز مستقبل مصر"، بأسعار تتناسب مع أحواله المعيشية، وتجنبه مغبة التقلبات المستمرة فى الأسواق دون أسباب منطقية.