شهد العام المنقضي التغيرات الإقليمية الأصعب ولا سيما بعد تسارع اتساع دائرة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط في ظل انسدادات بمسارات التسويات السياسية لكل الأزمات بالمنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بل باتت الأوضاع في قطاع غزة منطلقًا يستغله الجانب الإسرائيلي لتوسيع دائرة العنف وانتهاك سيادة دول المنطقة، توسع الحرب الإقليمية ينذر بعام جديد أكثر سخونة من حيث الأحداث، على صعيد خريطة الصراع الإقليمي وأيضًا الدولي، خاصة في ظل تغير الإدارة الأمريكية وقدوم دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وبقاء نتنياهو على رأس حكومة يمينية متطرفة، ما يشكل فرصًا لتصاعد وتيرة الصراعات وأيضًا تنوعها. المتوقع أن يصبح العام الجديد مفصليًا في مستقبل المنطقة بل ربما سيحمل الأحداث الأصعب خاصة على الأصعدة الأمنية والاقتصادية، فهو عام سيحدد ملامح منطقة الشرق الأوسط المستقبلية كساحة صراع متصلة بنقاط الصراع الدولية الأخرى، فهو عام التغيرات الدولية والإقليمية الأعنف خاصة مع التغير الحادث بالخريطة الجيوسياسية والعسكرية وأيضا الديمجرافية بالمنطقة، ما يستلزم تماسك دول المنطقة داخليًا أمام تلك العواصف الخارجية، فهو عام الفوضى الإقليمية الكبرى وذروة حرب الاستنزاف بالمنطقة ومنعطف خطير في مستقبل دول المنطقة، خاصة تلك التي لا تزال صامدة وقادرة على البقاء والوجود وسط تلك الفوضى الإقليمية، منعطف يجب تخطيه بالوعي كسلاح أول لشعوب المنطقة حيث يشكل التماسك الداخلي للأوطان والحفاظ على الجيوش الوطنية حائط الصد الأول ضد تلك المخاطر الإقليمية.