حوار: محمد العوضي – تصوير: عامر عبد ربه – عصام محمود «كشفت ثورة 30 يونيو عن الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان الفاشية، فالمشهد فى الشارع المصرى كان دمويا، والدماء تسقط كل يوم، والخروج على جماعة الإخوان كان واجبا وفرضا على كل مصرى».. بهذه الكلمات كشف حسن شاهين، أحد مؤسسي حركة تمرد، وعضو تنسيقية شباب الأحزاب، عن تفاصيل خروج الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 لإسقاط جماعة الإخوان الفاشية، والتهديدات التى تعرضت لها الحملة، وسبب تسمية الحملة ب "تمرد"، وكيف ترى تمرد 30 يونيو، بعد مرور 10 سنوات، فى حوار مع «أكتوبر»، وإلى الحواره.. كيف ترى 30 يوينو بعد مرور 10 سنوات ؟ بعد مرور 10 سنوات على 30 يونيو، أوجه كل التحية إلى الشعب المصرى الذى انتصر للهوية المصرية والدولة المصرية، وكل التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، بصفته القائد الحكيم فى مرحلة 30 يونيو، وفى انتصاره لإرادة المصريين فى بيان 3 يوليو، فذكرى مرور 10 سنوات على 30 يونيو، تعد بمثابة ذكرى لأكبر وأضخم حشد شعبى نزل الشارع . متى بدأ التجهيز لحملة تمرد ؟ بدأنا التجهيز لثورة 30 يونيو فى 28 أبريل، ولم يكن مطروحا فى البداية الحديث عن النزول فى 30 يونيو، والمطروح هو سحب الثقة من محمد مرسى، خاصة بعد المشهد الدموى الذى كان سائدا فى الشارع المصرى وقتها، مثل أحداث الاتحادية ومقتل الحسينى أبو ضيف، وأحداث مكتب الإرشاد، وأحداث العنف كل يوم جمعة، فالمشهد فى الشارع كان عبارة عن سقوط دماء المصريين أمام مليشيات جماعة الإخوان، وكل ذلك كان يحدث تحت رعاية محمد مرسى بصفته رئيس الجمهورية، ومن هنا بدأت الفكرة فى تدشين حملة شعبية لسحب الثقة من محمد مرسى، باعتباره لا يمثل المصريين، وكان هدف الحملة البعد عن المشهد الدموى، وحشد الشارع بشكل سلمى أمام مطلب موجود فى نفوس كثير من المصريين، ولكن لا أحد يعرف طريقة التنفيذ أو بوصلة الحركة، فمن هنا كانت تمرد بمثابة «بوصلة» للمصريين للخلاص من حكم الفاشية الدينية المتمثلة فى جماعة الإخوان. ما هى مصادر تمويل الحملة ؟ الحملة كانت بجهود ذاتية، وبدأنا جمع التوقيعات من ميدان التحرير يوم 1 مايو. من هو أول من وقع على استمارة تمرد؟ أتذكر أول شخص وقع على استمارة تمرد كان سائق تاكسي، عندما سألنا على طبيعة الاستمارات التى نحملها، وعندما علم أنها استمارات لسحب الثقة من محمد مرسى باعتباره لا يمثل المصريين، طلب التوقيع فورا على الاستمارة ليصبح أول شخص يوقع على الاستمارة. كيف تفاعل الشعب المصرى مع الحملة؟ كان هناك استقبال عظيم من المصريين للحملة، سواء فى جمع الاستمارات أو التوقيعات، بل تجاوبوا معنا فى طبع نسخ جديدة من الاستمارات وجمع التوقيعات، وحدثت حالة من الاصطفاف السياسى والشعبى على فكرة تمرد. ما سبب تسمية الحملة ب «تمرد»؟ فى البداية تم طرح اسم «كارت أحمر للرئيس»، ثم طرحت أنا اسم «تمرد»، وتم التوافق على اسم تمرد، وكانت الفكرة جديدة على الشعب المصرى، ولذلك لاقت قبولا لدى المصريين، وهى فكرة جمع التوقيعات، كتحرك سلمى ضد فاشية الإخوان؛ لأن الشعب المصرى كان فى حالة حراك مستمر ضد جماعة الإخوان من خلال المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، فكانت تمرد بمثابة بوصلة لهذا الحراك، وطرحنا الطريق البديل لجماعة الإخوان. وكيفية الخلاص من جماعة الإخوان، ووجهت حراك المصريين، وحددت ملامح لخارطة الطريق لعزل جماعة الإخوان المسلمين عن حكم مصر، بالمشاركة مع كافة القوى السياسية، وهذه الخارطة كانت متمثلة فى عزل محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مع تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا شئون البلاد، وعمل دستور جديد للبلاد، وبالفعل تم النص على هذه الخارطة فى بيان 3 يوليو، والتحرك بها بالفعل. كيف ترى التفاف المصريين حول فكرة حملة تمرد؟ التفاف المصريين حول فكرة سحب الثقة من رئيس الجمهورية باعتباره لا يمثل المصريين، كانت راجعة لأحداث تاريخية مثل جمع التوقيعات لسعد زغلول، وأحمد عرابى للتعبير عن صوت المصريين، أما فى العصر الحديث فى 2013 المصريين جمعوا التوقيعات ضد محمد مرسى بصفته لا يمثل المصريين، وفكرة الاستمارات فيها تجديد للشارع المصرى، مستوحاة من بعض الأفكار التاريخية، وهو ما دفع المصريين للالتفاف حول فكرة تمرد بالفعل . من صاحب فكرة النزول فى 30 يونيو؟ بدأنا فى تدشين حملة تمرد كاستمارات لسحب الثقة من جماعة الإخوان، وفى بعض الاجتماعات تم الطرح لفكرة النزول فى 30 يونيو، كان صاحب فكرة النزول فى 30 يونيو، هو مصطفى السويسى، أحد مؤسسى الحملة. كم عدد التوقيعات التى كانت مستهدفة؟ كنا نستهدف 15 مليون استمارة، حتى يكون أكبر من عدد الناخبين الذين اختاروا محمد مرسى، إلا أننا وجدنا انتشارا كبيرا للحملة فى كافة المحافظات والقوى والنجوع والشوارع المصرية، فكانت أكبر حملة توقيع شهدتها الدولة المصرية، وعبر المصريون عن رفضهم لجماعة الإخوان من خلال استمارات تمرد، والتفاف المصريين حول حملة تمرد كان كلمة السر فى نجاح الحملة، وحماية الحملة وأعضائها فى الشوارع، وانتصرت تمرد يوم 30 يونيو عندما خرج المصريون فى أكبر ثورة شعبية، وأكبر حشد شعبى فى الشارع المصرى، فالأعداد كانت تفوق ال30 مليون مواطن، وحاول الإخوان تصدير فشل الحملة، وأن الثورة جرافيك والأعداد ليست حقيقية، وأن تمرد صناعة أجهزة الدولة، وهذا الكلام ليس له أساس من الصحة، وكانت جماعة الإخوان تحاول حفظ ماء وجهها أمام أنصارها وتعليق فشل الجماعة من خلال تشويه صورة تمرد. تعرضت تمرد لحملات تشويه من الجماعة.. ماذا عنها ؟ تعرضت تمرد لحملات تشويه من جماعة الإخوان، قبل 30 يونيو وبعد، فقبل 30 يونيو حاولت جماعة الإخوان تشويه الحملة وتصدير صورة أن تمرد صناعة أجهزة الدولة، وليس حراكا شعبيا، ولكن الحقيقة كانت تقول العكس والدليل على ذلك حماية الشعب المصرى لأعضاء تمرد فى الشوارع والميادين، والشعب هو الذى حمانا من الإخوان فى الشوارع، ومن بعض ممارسات العنف التى كانت تمارسها جماعة الإخوان خلال مرحلة جمع التوقيعات، مثل التعرض لأعضاء الحملة فى الشوارع، حرق مقرات الحملة، ومنها مقر وسط البلد، وكنت متواجدا أثناء حريق المقر، بالإضافة إلى التهديدات التى كانت تمارس علينا بشكل شخصى، وخاصة مؤسسى حملة تمرد، وكنا نعجز عن العودة إلى منازلنا بسبب هذه التهديدات. ما سبب نجاح حملة تمرد ؟ لأنها كانت فكرة خارج الصندوق، وهو سحب الثقة من جماعة الإخوان، فحركت المياه الراكدة وقتها، وحالة الجمود والمشهد الدموى الذى كان سائدا فى ظل حكم جماعة الإخوان، فليس معنى أن فوز جماعة الإخوان فى الانتخابات أن تمثل إرادة المصريين، والاستسلام له الأمر، فضلا عن تهديد الهوية المصرية، فى استمرار جماعة الإخوان، فالبلد كانت فى خطر، سواء الشعب المصرى أو مؤسسات الدولة، فكان القضاء على حكم جماعة الإخوان أمر لا مفر منه. ماذا بعد 30 يونيو ؟ بعد 30 يونيو كان لا بد من السير فى خارطة الطريق التى تم الاتفاق عليها مع كافة القوى السياسية، وأتذكر فى أحد الاجتماعات داخل مؤسسة الرئاسة مع الرئيس عدلى منصور، هذا الرجل الشجاع التى تحمل مسؤولية البلاد فى فترة زمنية حرجة جدا وصعبة جدا، للحفاظ على هذه الدولة، كان أهم ملفين تصدرا مناقشاتنا هما الأمن والاقتصاد. وبعد مرور 10 سنوات على 30 يونيو وبالعودة إلى ما قبل 2014، فإن المصريين يجب أن يتذكروا ما حدث بها من جماعة الإخوان، لأن هذه الجماعة لم تكن تحمل الخير لمصر، كما كانوا يشيعون، ووجدنا أن كل هذه الشعارات كاذبة، وأنهم يحملون لمصر، قتل المصريين وتسليم الدولة المصرية إلى سلطة تنظيم دولى، وحجم التفجيرات بعد 30 يونيو فى الشوارع، يشهد على ذلك، ودفعت القوات المسلحة والشرطة المصرية فاتورة هذا العنف، ولذلك كل التحية للقوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية، التى انتصرت فى الملف الأمنى بعد 30 يونيو، وأصبح المصريون يمارسون حياتهم بكل أمن وأمان. هل كنت تتوقع حجم العنف فى مصر بعد إسقاط حكم جماعة الإخوان؟ بالتأكيد كنا نتوقع هذا العنف، لأنه الوجه الحقيقى لجماعة الإخوان، ف 30 يونيو كشفت الوجه الحقيقى للجماعة، فهي لم تكن تمارس سياسية، وإنما تمارس العنف والإرهاب ضد الدولة المصرية والشعب المصرى، وكانت النية مبيتة من خلال الاعتداء على الكنائس وعلى المنشآت الدينية والسياحية، والاعتداء على أفراد جيش وشرطة، وبعض المواطنين، وظهر فى اعتصام رابعة والنهضة، فكان يخرج من هذه البؤر الإجرامية ناس بينفذوا عمليات إرهابية ويرجعوا إلى هذه الاعتصامات، وتم تصفية عضو حملة تمرد فى منطقة بين السرايات، ويدعى عمر عبد الحميد، كان معانا فى الحملة، وقاموا بقتله. والحمد لله الملف الأمنى الآن حقق نتائج مبهرة، سواء فى الشارع، أو دحر الإرهاب نهائيا فى سيناء. وماذا عن الملف الاقتصادى ؟ الملف الاقتصادى تحقق فيه انتصار عظيم، والمشروعات القومية والإسكان الاجتماعى، والطرق خير دليل على ذلك الانتصار، وغيرت حياة المواطن المصرى، ولولا 30 يونيو ما نفذت تلك المشروعات، وغيرها من المشروعات مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والمدن الجديدة بالمحافظات، ف 30 يونيو نجحت فى رسم خريطة جديدة لمصر، ولو عدنا بالذاكرة إلى ما قبل 30 يونيو، فهناك فرق كبير بين مصر قبل 30 يونيو، ومصر بعد 30 يونيو، وأنا بعتبر 30 يونيو انتصارا مثل انتصار حرب 73، ولابد أن تستكمل الأجيال القادمة هذه الانتصارات. وماذا عن الملف السياسي ؟ الملف السياسي يشهد تطورا جيدا، حيث تأتى ذكرى ثورة 30 يونيو تزامنا مع مشهد الحوار الوطنى، وأنا بصفتى من مؤسسى حملة تمرد، كنت شاهد عيان على حالة الاصطفاف الوطنى والسياسى، واليوم نعيش هذه الحالة فى الحوار الوطنى، ونحيى فيه انتصارا جديدا لحالة إصلاح سياسى مرتقبة، ونؤكد فيها أن طريق الجمهورية الجديدة بدأ بالفعل مع 30 يونيو، فهناك ربط مباشر بين 30 يونيو وطريق الجمهورية الجديدة، واليوم نستكمل طريق الجمهورية الجديدة فى الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، أمام الحوار الوطنى، وبذلك تكون 30 يونيو حققت انتصارا فى الملف الأمنى والاقتصادى والسياسى. وماذا عن جماعة الإخوان ومحاولة البعض للترويج لضرورة مشاركتها فى الحوار الوطنى ؟ الإخوان كانت سلطة غاشمة تستخدم ميليشياتها وإرهابها أمام كل من يعارضها، فالإخوان ليسوا سلطة سياسية، بل كنا أمام سلطة إرهابية، سلطة كانت تقتل كل من يختلف معها فى الرأى، ولولا عزل الإخوان عن حكم مصر، ما كنا استطعنا الوصول إلى حوار وطنى حقيقى، واختلاف فى الآراء والخروج بحلول لبعض الأزمات الموجودة، فطريق الإخوان هو الدم وطريق الدولة هو الحوار والطريق الحقيقى الذى نسير فيه هو طريق بيحافظ على دولة بمؤسساتها بحجم مصر، ودولة لها هيبتها أمام العالم، وبيحافظ على مقدراتها التاريخية ويستكمل مسيرة الإنجازات. ولكن المواطن يعانى من غلاء الأسعار جراء الإصلاح الاقتصادى ؟ لا شك أن عملية الإصلاح الاقتصادى ورسم طريق جديد للبلد، لابد أن يكون له ضريبة، لقد دفعنا كلنا ضريبة الإصلاح الاقتصادى، ولكن هذا الإصلاح له ثمار، رأيناها فى المشروعات القومية الكبرى، وإنجازات على أرض الواقع، والحوار الوطنى يوجد به محور اقتصادى، يبحث كل الآراء والأفكار للعبور من الأزمة الاقتصادية؛ لأنها أزمة اقتصادية عالمية، وليس الإصلاح الاقتصادى هو السبب فى تلك الأزمة، ولكن نبحث عن الحلول للخروج منها، وكان هناك العديد من الأزمات التى كانت تعانى منها البلاد، مثل أزمات الكهرباء والطاقة والتى انتهت تماما، وتكبدت الدولة المليارات للخروج منها، وغيرها، فنحن فى الحوار الوطنى نبحث عن كيفية تكملة مسيرة 30 يونيو. ماذا تود أن تقول للأجيال القادمة ؟ بعد مرور 10 سنوات على 30 يونيو، يجب أن تعلم الأجيال القادمة أننا خرجنا لإسقاط فاشية إرهابية تتخذ من الدين ستارا، وأهمية التذكير بهذا العمل الوطنى، فنحن لم نكن أمام سلطة سياسية، ولكن سلطة إرهابية، كانت تسعى للسيطرة على مفاصل الدولة لصالح تنظيم دولى، وبالتالى كان خروج المصريين فى 30 يونيو، خروجا واجبا وفرضا على كل مصرى، والتحام القوات المسلحة المصرية مع مطالب المصريين وتنفيذ إرادتهم فى بيان 3 يوليو، وعلى مدار التاريخ لم يقبل المصريون بأى حد يهدد الهوية المصرية. ماذا عن تمرد ؟ تمرد لا تزال موجودة من خلال مؤسسيها وأعضائها، ففى الحياة السياسية يوجد نواب فى البرلمان، وفى الأحزاب السياسية وتنسيقية شباب الأحزاب، فأنا على سبيل المثال عضو فى تنسيقية شباب الأحزاب، وأمارس العمل السياسي داخل كيان التنسيقية، فأعضاء تمرد انخرطوا فى الحياة السياسية. هل تسير 30 يونيو على الطريق الصحيح ؟ بكل تأكيد.. وأهم انتصار لها عزل جماعة الإخوان، وتستكمل طريقها بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، 30 يوينو بالفعل انتصرت، ولولا انتصارها ما أحيينا ذكراها، فنحن أمام إحياء ذكرى لثورة انتصرت بالفعل لإرادة المصريين، والآن نحن نستكمل تطلعاتنا وطموحتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى خرجنا من أجلها فى 30 يونيو، فى 25 يناير من قبل، وكانت هذه الثورات تحمل شعارات، وهذه الشعارات تعبر عن آمال وطموحات المصريين، وهذه الطموحات والأحلام لا تتحقق إلا نتاج عمل، هذا العمل نمضى فيه منذ 10 سنوات، وبالفعل حققنا انتصارات فى الملف الأمنى والملف الاقتصادى والملف السياسى، ونحن الآن أمام تغييرات جذرية حقيقية فى كل المجالات، ونطمح فى استكمال تلك التغييرات والإنجازات.