اقرأ أنت وطفلك الرضيع ولن تندم

اقرأ.. خذها نصيحة مني ولن تندم، وانتهز فرصة موسم معرض الكتاب، ولتكن بداية لكل العازفين عن القراءة، وفى ثنايا المقال أقدم لكم الثوابت العلمية والطبية عن حصيلة منافع القراءة على الصحة النفسية والجسدية، وكذلك عن الأثار السيئة التي يتعرض لها كل من يصر على حرمان نفسه من القراءة، ويعد أكثر عرضة للإصابة بالجمود والفشل، والطريف أن الأبحاث العلمية تناولت أهمية القراءة للطفل الرضيع، وفوائدها على الشيخ الكبير.
أجرى العلماء فحوصات طبية على مخ الإنسان القارئ بواسطة تصوير المخ بالرنين المغناطيسي، وسجل صورا توضح احتواء دماغه على شبكات تتكون من دوائر وإشارات مترابطة، ويرجع إلى قدرة القراءة على تنمية وظائف المخ، مما دفع الباحثين إلى تقديم النصيحة لكبار السن بالانتظام فى القراءة، بفضل دورها فى تنشيط الذاكرة، وحماية القدرات المعرفية للدماغ من التدهور، ومن ناحية أخرى تُهدئ من حدة التوتر والانفعالات.
ومن أجل المزيد عن ضبط الانفعالات، نظم باحثون دراسات استقصائية على الطلاب المهتمين بالقراءة، أظهرت أن القراءة لمدة 30 دقيقة يوميا، تخفض ضغط الدم، وتحد من ارتفاع ضربات القلب ومشاعر الضيق النفسي، وأبرزت الدراسات إمكانية القراءة على إطالة العمر، ويكفيها نفعا أنها تُبدل الطاقة السلبية بمشاعر إيجابية، وكشف استطلاع حديث عن تأثير القراءة على الاكتئاب، وأثبت أن غير القارئين أكثر عرضة للاكتئاب بنسبة 28%، بسبب قدرتها على تحسين المزاج، ويحدث ذلك حين يتواصل القارئ مع العالم الخارجي، ويشعر وقتها بحالة من الاسترخاء، ويتولد بداخله إحساس بمواجهة الصعوبات التي تقابله.
والجميل فى المواظبة على القراءة أنها تنقل الإنسان الأكثر إنفعالا بشكل سلسل إلى التحكم فى غضبه، ويسثني من ذلك القراء الذين تسيطر عليهم موروثاتهم العدائية، وهم لا يملكون رغبة فى التخلي عنها، ويظهر هذا الأمر جليا أمام السلوك العدائي لوليد بن المغيرة مع الرسول، الذي كان يمتلك ناصية اللغة العربية، ومدح القرآن فور سماعه له، وقال قولته الشهيرة إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة إلى آخره، ولكن لم يلن قلبه، وأشتد فى عدائه للنبي.
والسؤال كيف يتأثر الطفل الرضيع بالقراءة؟ الأجابة: نصح الباحثون الأم باستمرار التحدث مع رضيعها، حتى يقوي علاقته مع والديه، واعتياد الأم على القراءة لطفلها عبر سنوات عمره الأولى فإنها تثري لديه مفردات اللغة، وتكسبه قدرات على الإبداع، وآخر اكتشافات ثمار القراءة أنها تجعل القراء أكثر استعدادًا لأعمال الخير، مقارنة بمن لا يقرأ، وهذا لا يعنى أن غير القارئين يولون ظهورهم عن الخير، بيد أنها تزيد من فضيلة حب فعل الخير.