حمل اللقاء الأخوى فى العلمين الجديدة، والذى ضم إلى جانب مصر، كلا من الأردنوالبحرينوالإمارات والعراق، عدداً من الأبعاد والدلالات، التى تدفع بالعلاقات العربية نحو مستوى من التنسيق النوعى والعمل العربى الحقيقى المصحوب بخطوات تنفيذية، وتقدم نموذجاً على استمرار القناعة بأسس العمل العربى وأهدافه. وجاء لقاء العلمين الذى احتضنته مصر وجمع قادة الدول المشاركة، فى توقيت دقيق تموج فيه المنطقة بحالة من الاستقطاب الدولى، التى تجرى بسبب الأزمة الراهنة فى أوكرانيا، وتداعيات حالة الصراع الدولى التى تؤثر على الطاقة والأمن الغذائى بشكل كبير، خاصة فى دول القارة الأوروبية والارتدادات التى تحدث للدول العربية فى هذا الإطار، لذلك كان هناك عدد من الملفات التى تم التركيز عليها لتحقيق التكامل الاقتصادي، خاصة فى المجالات الصناعية والزراعية والتجارية لتحقيق قيمة مضافة تخدم مصالح شعوب الدول الخمس، ومناقشة شواغل الدول الثلاث فى عدد من الملفات التى تتطلب وحدة الموقف العربى. ويعتبر اللقاء الأخوي، مرحلة جديدة من مراحل التعاون العربى المشترك القائم على المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة بين الدول، وجاء قبيل أسابيع من القمة العربية التى تحتضنها الجزائر، للتأكيد على وجود رؤية مشتركة لحل الأزمات والتحديات التى تواجه الدول العربية. واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي فى قصر الرئاسة بمدينة العلمين الجديدة ضيوف مصر الكرام، الأشقاء، الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، والملك عبد الله الثانى بن الحسين عاهل الأردن، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن لقاء العلمين الخاص تناول العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون المشترك، حيث جدد القادة دعمهم للجهود والمساعى التى تهدف إلى ترسيخ الأمن، والسلام، والاستقرار، والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة والذى يرتكز على دعائم الثقة والاحترام المتبادل، بما يحقق تطلعات جميع شعوب المنطقة فى التقدم والبناء والتنمية. تطورات القضايا الإقليمية كما استعرض القادة خلال لقائهم الأخوى عددا من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية وتبادلوا وجهات النظر والرؤى بشأنها. وأعرب الرئيس السيسي عن التقدير والمودة التى تكنها مصر قيادةً وشعباً للأواصر التاريخية الوثيقة التى تجمعها بأشقائها من الدول العربية. وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر بين الزعماء بشأن تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية والاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التعاون بينهم. وتفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي وضيوف مصر الكرام مدينة العلمين الجديدة ومنتجع ريجال هايتس ومرافقه السياحية، حيث رافق الرئيس السيسي – فى الجولة – رئيس دولة الإمارات وملك الأردن وملك البحرين ورئيس الوزراء العراقي. وقال الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات فى تغريدة على تويتر بعد اللقاء الذى جمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي فى مدينة العلمين: «سعدت بمشاركة إخوانى القادة لقاء العلمين التشاورى الأخوي.. دولة الإمارات ماضية فى التنسيق الفاعل مع الأشقاء لتعزيز العمل العربى المشترك ودعم الجهود المخلصة لتحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار فى المنطقة». التحديات العربية قال الدكتور أحمد السيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن استضافة العلمين لهذا اللقاء الأخوى بين الأشقاء العرب يعكس وجود الجمهورية الجديدة فى مصر والتى تشهد الازدهار والتقدم فى جميع المجالات، كما أن المدن الجديدة مثل العلمين والعاصمة الإدارية والمنصورة الجديدة تعكس محاور التنمية التى تعيشها مصر والنهضة الاقتصادية الشاملة. وأكد خبير العلاقات الدولية، أن هذه المدن الجديدة تعكس رسالة مضمونها فتح مصر ذراعيها لأشقائها العرب لأن العلاقات المصرية العربية جزء أساسى من السياسة الخارجية المصرية، كما أن هذا اللقاء يأتى فى سياق اللقاءات الدورية المتكررة التى يشهدها الرئيس السيسي مع أشقائه. وأضاف أن مصر الآن تقود ما يسمى بالقاطرة التى تتولى العمل العربى المشترك، لافتا إلى أن المنطقة العربية تواجه تحديات وهناك آليات للتحرك منها هذه اللقاءات الثلاثية والرباعية التى تؤكد أن هناك سرعة فى العمل تتجاوب مع سرعة التحديات التى تواجه المنطقة، مشيرا إلى وجود أزمات عالمية لها تداعيات على المنطقة. الاستثمار العربي وقال الدكتور على الإدريسى الخبير الاقتصادي، إن التوقيت الخاص بهذا اللقاء الأخوى مهم جدا، لأن العالم يمر بالعديد من الأزمات والصدمات فى الوقت الراهن، ولا سبيل للدول العربية سوى التعاون للنهوض بالاستثمار العربى والمصالح المشتركة، وزيادة معدلات التبادل التجاري، من أجل تخطى تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية التى أصابات العالم بأكمله، وغيرها من الأزمات الاقتصادية التى أصابت الدول خلال الفترة السابقة. وأضاف الإدريسى أن اللقاء تتناول جزءا كبيرا من الاستثمارات المشتركة، وإعادة الإعمار للعلاقات، وإعادة النهوض بالمشروعات المرتبطة بالطاقة والصناعات البترولية، والمشروعات الخاصة بالزراعة والصناعة، والملفات الخاصة بأمن الطاقة والأمن الغذائي. وأشار الإدريسي، إلى أن هناك ملفات أخرى تم تناولها فى القمة، ومنها: الاهتمام بالقضية الفلسطينية أو الجزء الخاص بالأمن الخليجى وقضية ليبيا واليمن، ولكن يظل الجانب الاقتصادى وزيادة الاستثمارات وتوطين الصناعة يأخذ الاهتمام الأكبر. وتابع: «هذا التوقيت مهم جدا وسط حالات التضخم، كما أن وجود تلك القمة يساعد على ترويج الفرص الاستثمارية المتاحة ووثيقة ملكية الدولة، وزيادة مساهمة القطاع الخاص بالنشاط الاقتصادى والعمل على زيادة نسبة مشاركته بالاقتصاد، ولجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية على أرض مصر».