مهما قلنا.. ومهما سنقول من كلمات رثاء عن المشير محمد حسين طنطاوي فإننا لن نوفيه حقه.. لما قام به من دور فى عبور مصر إلى بر الأمان أثناء ثورة الخراب 25 يناير 2011.. وأثناء توليه فترة رئاسة المجلس العسكري عقب خلع الرئيس مبارك.. وتصديه بكل حكمة وعقل وقوة لكل ما كان يدبر لمصر من الداخل والخارج من تخريب.. وتدمير.. ومحاولات لهدم مؤسسات الدولة.. ومخططات لإحداث الفوضى الهدّامة .. و.. و.. وغيرها من المؤامرات. فلولاه لتعرضت مصر للتقسيم.. وهذا يكفيه لأن تخلده مصر.. وأن يخلد التاريخ اسمه كرجل وطني من طراز خاص أنقذ البلاد من أكبر مؤامرة تعرضت لها، وبالفعل كان المشير طنطاوي على حق فى المقولة التي كان يرددها دائمًا بأنه كان يمسك جمرة نار فى يده لو تركها لكانت ستحترق مصر.. وأنه لا يمكن أن يتركها. هذا الشعور عاش به المشير طنطاوي على الأقل فترة السنة والنصف التي تولى فيها المجلس العسكري المسئولية فى فترة صعبة.. وهي شهادة لله والتاريخ. وأيضًا كان «صاحيًا» لكل ما يدبر ويحاك من مؤامرات أثناء حكم الإخوان.. كما أدار الانتخابات الرئاسية بكل حكمة وذكاء ليصل بمصر إلى بر الأمان فى مرحلة تاريخية شديدة الدقة. والحقيقة أن الرجل ترك وراءه إرثا ضخما من الشرف والبطولة والوطنية والفداء، من أبرزها حرب أكتوبر عندما كان قائدًا للكتيبة 16 مشاه، التى تعد من أوائل الكتائب التى عبرت قناة السويس.. وغيرها من البطولات والتضحيات التي سيذكرها له التاريخ.. فاسم المشير طنطاوي سيظل خالدًا فى ذاكرة المصريين.. إنه الجندي الذي حارب كل معارك الوطن ونجح فى أن يحقق الانتصار للوطن.. عاش عظيم الفعل، قليل الظهور، بعيدًا عن الأضواء، وفضّل أن يكون كثير العمل، قليل الكلام.. رحم الله المشير محمد حسين طنطاوي