نحن أمام شخصية تحملت فوق ما نتصور، وجاهدت للحفاظ على الوطن بشجاعة وقوة وحسم وعندما اختار الشعب “السيسي” وفوضه ليخلص البلاد والعباد من حكم (المرشد) لم يكن لدي من أحبوه معلومات وافية بما يحمله فوق أكتافه؛ فقط وثقوا فيه بحسهم الوطني، والحقيقة أنه قبل أن يسترد (الجمهورية) من (مشروع الإخوان) كان قد استردها وهو يقود جهاز المخابرات الحربية من (مشروع التوريث) الذي دافع عن نفسه بضراوة ومازال حتى الآن أصابعه تلعب ولكن لن يسمح لهم بالعبث في البلاد، ومع أنه لم يتم البوح بالمخطط الداخلي الذي للأسف كان على رأسه شخصيات هامة في الحكومة وقتذاك، والذي تزامن مع المؤامرة الخارجية ضد مصر، فقط قال الرجل (من كسر كوباية يملكها الوطن سوف يدفع ثمنها) ولَم يقصد حرافيش الملعب من الغوغائية بل إنها مسالة أكبر من ذلك بكثير…وعندما يقوم بافتتاحات لمشاريع ويبنى (مصر القرن ال21) فإنه يبلغ رسالة قوية لهؤلاء (لن تهزمونا) ولن تنالوا من الوطن لأجل مصالحكم. من اقترب من كواليس يناير 2011 يعلم جيدًا أن الثورة النظيفة الصادقة استمرت ثلاث أيام فقط من 25 يناير وحتى يوم 28 ففى هذا اليوم بدأت (حربا قذرة) على الجيش لأنه اليوم الذي طلب فيه مبارك أن ينزل الجيش الشارع لحماية البلاد والعباد، هنا وجد أربابه أنه خرج عن السياق الذي رسموه له وأداروه بضغوط أسرية عليه، قامت ثلاث (كتل) تعبث للقضاء على الوطن والثأر من الشعب والجيش، كل لحساب مصالحه وللأسف اجتمعوا في الخراب انضم لنظام التوريث المباركى (الإخوان) وأيضا (قوي سياسية) أصحاب منافع لنيل جزء من (تورتة السلطة) بعد أن أهدروا وطننا بدم بارد وخزي وعار … (العادلي) يفكك الداخلية لحساب “التوريث” شواهد كثيرة بل شهادات من قادة الشرطة أنفسهم تقول بأن وزير الداخلية بنظام مبارك (حبيب العادلى) قد خان الشرفاء من رجاله وقذف بهم لأيادي الأخوان والغوغاء وقام بتفكيك وزارته قبل أن يختفي محاط بأمن خاص من رجاله المقربين له، وأنه قام بأعمال مخزية في حق الوطن والجيش غير مبالٍ بالعواقب فقط عمل حسابه ألا يترك وراءه ما يدينه من وجهة نظره لكن الله كان له بالمرصاد، العادلى كان الرجل الأول الذي يعتمد عليه (جمال مبارك) لتمكينه وتوريثه نظام الحكم في مصر ومعه (اللواء حسن عبد الرحمن) الذي كان يرأس (أمن الدولة) وقتها يمثل القبضة الحديدية لهذا المشروع وإنجاحه، وظل العادلى قادرًا على إقناع (جمال) بأن زمام الأمور في يده حتى أنه لم يهتز له جفن مع التداعيات الأولى التي كانت تنذر بما يعد ل25 يناير من توعد لقوى سياسية وشباب ثائر منه بوازع وطني وآخر من أجل حفنة دولارات، إلا أن (العادلى) ساقه غروره بأنه قادر بأجهزة وزارته أن يخيف ويقهر هؤلاء المتوعدين والرافضين بداية للتوريث والقهر والطبقية المغالى فيها، 25 يناير كان يوما مشهودا لم يقدّر (العادلى) ومعه نظام مبارك بالكامل ماذا يحدث؟ في هذا اليوم ذهبت وزملائي مندوبي مجلس الوزراء إلى مقر المجلس بشارع القصر العيني لنفاجأ أن عمل المجلس انتقل إلى (القرية الذكية) التي تعتبر الحصن الأمين وبيت الدكتور نظيف رئيس الوزراء وقتذاك، بعد أن نالنا طول الطريق قنابل الغاز المسيلة للدموع التي كان يتم قذفها بالطرقات والشوارع لوقف المتظاهرين، كنّا بداخل سيارة احد الزملاء والتي حشرنا فيها لعدم وجود وسيلة أخرى، المهم بمجرد وصولنا أسرعنا جميعا إلى المتحدث الرسمي للمجلس (مجدي راضي) الذي أفضى إلينا أن المجلس يدير اجتماعا للمجموعة الاقتصادية، وقتها أعلنا جميعا أن هناك سوء تقدير من المجلس لإدارة أزمة المتظاهرين لأنه يتناول شيء لا يهم أحد الآن والموقف تعدي ذلك، رد علينا (راضى) بعصبية وقال: «وإحنا مالنا الداخلية هي من تدير الأزمة». علقنا وقلنا الداخلية تانى.. المتظاهرون يرفضون التدخل الأمني في حل مشاكل لا تخصه، المهم أدار لنا ظهره غير أبه، وعليه قمت بكتابة خبر مضمونه أن مجلس الوزراء أسند التعامل مع المظاهرات للداخلية وأرسلته إلى اليوم السابع حيث كان وقتها الموقع الوحيد والسريع لنقل الأحداث وما أن تم نشر الخبر حتى جاء (راضى ) مهرولا يلومنى على كتابته وقال أنا قلت لكم مين بيدير الأزمة ولكن ليس للنشر، وقام بالاتصال بالموقع لرفع الخبر، عند ذلك كان المجلس قد وصل إلى المأزق الذي وضع نفسه والداخلية فيه بأنه لا يبالى بما يحدث في الشارع وأن ( العادلى ) هو المتصرف بأسلوبه الأمني الفج … في اليوم التالي 26 يناير كان العادلى في موقف لا يحسد عليه، فلم تكن لديه رؤية للتعامل مع ما يحدث في الشارع الذي كان أسرع منه في الأحداث، وإذا بالنداءات تندد بالشرطة ومطالبة بانسحابها وبدأت بوادر العنف، عند ذلك قام (العادلى) بسحب جزء من القوات الأمنية، وبعض المجندين بالأمن المركزي هرب إلى القرى وترك الخدمة بإيعاز من بعض المتظاهرين الغوغائيين في ميدان التحرير الذي أصبح ساحة تضم الملايين من كل صوب وحدب، يوم 27 اخبر جمال مبارك العادلى بأن والده سوف يستعين بالجيش وعليه أن يتصرف حتى لا يأتي المشير طنطاوي، واللواء عمر سليمان على رأس المشهد، وهنا بدأ (العادلى) خطته الجهنمية ليس لمعالجة أمر المظاهرات ولكن أعاقة الجيش عن أداء دوره الذي طلبه منه رئيس الدولة حسنى مبارك بان ينزل لحماية المتظاهرين والمنشآت الحيوية … في هذا الأثناء كان الاتصال بين طنطاوي وسليمان على مدار الساعة وهذا كان السبب الرئيسي ليعد جمال والعادلي انقضاضهم دون هوادة، بداية قطع الاتصال عن ( المحمول والنت)، وهنا تأتى شهادة قيادة من الداخلية هو مدير أمن الإسكندرية وقتذاك اللواء (محمد إبراهيم) والذي أصر أن يقول شهادته على الملأ ويوضح موقفه ويبرأ ساحته أمام الشعب المصري بعد أن نكل به وأحيل إلى المحاكمة وبعد حصوله على البراءة في 2013 طلب من المسئولين وكان وقتها الرئيس المؤقت المستشار (عدلي منصور) أن يظهر على قناة تليفزيونية مصرية ليقول شهادته وبالفعل جاء الرجل على قناة النيل للأخبار، وذكر انه حصل لتوه على البراءة من التهم المنسوبة إليه وجاءت شهادته بصدق وشفافية وكان متأثرا ويريد رد اعتباره، وفيما عدا ما يريده هو إلا أن ما قاله يستحق الوقوف أمامه والمطالبة بمحاسبة كل من حبيب العادلى وحسن عبد الرحمن، حيث قال اللواء إبراهيم انه منذ يوم 26 يناير قطع الاتصال بينه وبين مركز القيادة فى الوزارة بالقاهرة أو بأي مكان أخر يتبع وزارة الداخلية، وانه اعتقد أن الأحداث التي أمامه هي بمحافظة الإسكندرية فقط، حتى صعد إلى احد المنازل بمنطقة القائد إبراهيم وأجري اتصال من تليفون أرضى بالوزارة ليقولوا له أن الأحداث عامة بكل محافظات الجمهورية، وأن على كل منهم القيام بما يراه، وذكر أيضا أنه يوم 28 يناير كان الإخوان قد جهزوا صفوفهم في الغياب الأمني وفرضوا سيطرتهم على المشهد ويضيف انه في عدم وجود ذخيرة اللهم إلا قنابل الغاز تعامل هو ورجاله ولكن الموقف كان أكبر من مقدراتهم كما يقول، مما جعله يسافر إلى القاهرة لمقابلة حبيب العادلى ولكنه كان قد اختفى ولا أحد يعرف أين هو؟ وحاول الوصول إلى بعض زملاءه والمسئولين بالوزارة الذين قالوا له تصرف كما تري سألهم عن خطة الطوارئ فقالوا لا يعرفون عنها شيئًا، طلب إمداد قالوا لا يوجد، وكانت الرسالة الوحيدة التي حملها لهم العادلى قبل اختفاءه هي أوامره بعدم إطلاق النار مهما حدث، رجع مرة أخري الإسكندرية ليجد الإخوان والسلفيين يملؤون الميادين وزاد عليهم بلطجية لا يعلم من أين أتوا ولكنهم ساعدوا في تهريب من بالسجون في غياب سلاح لديه والإخوان والبلطجية مسلحين بسلاح الداخلية الذي لا يعرف كيف وصل إلى أيديهم، ولَم يصل إليه هو وزملائه (انتهت شهادة الرجل)… أبناء الإخوان في الداخلية احتفى أصحاب الثورة النظيفة بالجيش على مدار خمس أيام من 28 يناير وحتى 2 فبراير كانت تقدم للجنود والضباط الزهور والحلوى وكل مظاهر الود والإجلال لأنهم نزلوا لحمايتهم في الميدان بعد أن سحب (العادلى) الشرطة وترك الساحة لكل من تسول له نفسه النيل من المواطنين ومنشآت الدولة وعمت الفوضى، وكان انضمام الإخوان والبلطجية والغوغاء بإيعاز من رجال الحزب الوطني وحبيب العادلى ليتزامن ونزول الجيش يوم 28 يناير، في هذا التاريخ فتحت السجون وسرقت الأسلحة والذخائر وعندما حاول الشرفاء من رجال الشرطة التصدي لهم عندما حاولوا تهريب المجرمين من غرف الحجز المؤقت وأيضا حاولوا حماية أسلحتهم من السرقة، قام الإخوان والمجرمين بذبحهم والتنكيل بجثثهم، والأكثر من ذلك قال لي الإخوان لنا رجال في الداخلية يعلمهم العادلى وإسماعيل الشاعر الذي يعمل بمكتبه ابن شقيقة الإخوانى (محمد طوسون) وأيضا أصهار القيادي الإخوانى (محمود حسين) ضباطا بالشرطة وأبناء أشقاء (رشاد بيومي) وعددهم سته يعملون فى وزارة الداخلية وان هؤلاء كانوا مسئولين عن تهريب (خلية حزب الله) وبعض عناصر حماس من السجون المصرية وأيضا هروب خيرت الشاطر وحسن مالك ومحمد مرسي وآخرين… لا أنسى مشهد محاكمة حبيب العادلى عندما كان يوجه القاضي إليه الأسئلة يرد بأنه لا يعلم وأن (عمر سليمان وحسن عبد الرحمن) هم الذين يعلمون، كان يريد العادلى أن يلقي بالكورة فى ملعب سليمان وحتى لا يظهر تواطؤه أضاف إليه رئيس امن الدولة الذي يعمل تحت قيادته والمفروض أن يكون قد اطلع العادلى عما لديه من معلومات، ولكن سوف تعلن الأيام بما تحويه في جوفها عن التواطوء الذي بين العادلى والتوريث المباركى ليخرج إلى حيّز الإعلان التام، انه شبيه بما حدث من رجال نظام عبدالناصر بعد مماته وتواطؤهم على الرئيس السادات … ائتلاف موقعة الجمل في 2 فبراير 2011 كان التواطوء المكون من ائتلاف ثلاثي من (رجال العادلى، رجال الحزب الوطني، الإخوان) بعد اتصالات سرية بينهم في محاولة لإفساد العلاقة الحميمية بين الجيش والمتظاهرين أصحاب الثورة النظيفة) ووصلوا إلى مخطط العنف الذي حدث في موقعة الجمل الشهيرة في هذا اليوم، ولكن لماذا فكروا في أن الأداة ووسيلة الوصول تكون (الجمال والبغال والخيول) ويكون السلاح ابيض خناجر وسكاكين ومطوه قرن غزال، من اعد الخطة يعلم أن أكمنة الجيش التي انتشرت فى الميادين تقوم بتفتيش السيارات وإحراز أي سلاح ناري، ولذلك فإن الجيش عندما كان يوقف راكبي الجمال ويسألوهم أين هم ذاهبون كان الرد يريدون مشاهدة ما يحدث فى الميدان ولأنهم من مناطق بعيدة عن التحرير وجاءوا من ضواحي الجيزة ولا توجد وسائل مواصلات فإنهم ركبوا الجمال التي يعملون عليها في مهنتهم مع السياح، وبتفتيشهم لم يكن معهم أي سلاح لا ناري ولا ابيض، وما حدث أن الأسلحة البيضاء سلمت لهم في الميدان بواسطة آخرين يعرفونهم وكانوا في انتظارهم، والمقصود أن يخاف المتظاهرين ويفروا إلى بيوتهم ومن ناحية أخري إظهار الجيش بأنه لا يقوم بدوره في حماية المتظاهرين، كانت تلك المحاولة هي الخطوة الأولى لظهور ما أطلق عليه ( الطرف الثالث أو اللهو الخفى ) وهو أيضا من أرباب الائتلاف السابق ذكره فكل هؤلاء ومعهم الغوغاء والقوي السياسية المعارضة كان لهم ( طرف ثالث ) يعمل لحسابه ولذلك كان كل منهم يسأل عن الطرف الثالث الذي لا يعمل لحسابه الخاص… الجيش يفصل قطاع الأخبار عن ( الفقى ) في اليوم التالي لموقعة الجمل وهو 3 فبراير 2011 تحديدا قام المجلس العسكري بفصل قطاع الأخبار عن وزير الإعلام وقتذاك (أنس الفقى)، بعد أن قدم رئيس المخابرات العسكرية عبد الفتاح السيسي مذكرة وافية عما حدث في موقعة الجمل وما يحدث في تليفزيون الدولة من عبث، وذلك كان بداية ثورة لم تتم في ماسبيرو، حيث عدم الخبرة لدي المسئول الاعلامى العسكري ومن ناحية أخري الطابور الخامس الذي حشده (صفوت الشريف) داخل المبنى، ويحسب ل (عبد اللطيف المناوي) رئيس قطاع الأخبار وقتها بأنه استغنى عن عباءة الحزب الوطني ولجنة السياسات في ساعة حاسمة من تاريخ مصر وتعاون مع المجلس العسكري … ويعتبر يوم 3 فبراير نقلة في أحداث 2011 وثورة استمرت نظيفة ثلاث أيام فقط، بعدها صارت مؤامرة كبرى على الوطن داخليا وخارجيا، في هذا اليوم قام مبارك بإقالة وزارة (أحمد نظيف) وتكليف (أحمد شفيق) بتشكيل وزارة جديدة … فماذا حدث ؟ (يتبع)