أثارت الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من حركة حماس إلى إيران عدد من الاسئلة الاستراتيجية ، لعدة أسباب أبرزها أن هذه الزيارة تثير الحديث ومن جديد عن مستقبل العلاقات الخارجية للحركة، بالاضافة إلى توقيت هذه الزيارة الذي يأتي في ظل التصعيد الإيراني بالخليج، وتوجس الدول العربية من التحرك والنشاط الإيراني في الخليج عموما. اللافت أن دقة ردود الفعل المرتبطة بهذه الزيارة تصاعد وبقوة عقب التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري والذي زعم إن حركته تقف في الخطوط الأمامية للدفاع عن إيران في مواجهة أي اعتداء. وتطرح هذه التحديات قضايا شائكة تتعرض لها الحركة ، لعل أبرزها الان الحديث عن منظومة التواصل الخارجي لحماس الان ، في ظل دقة المشهد المتعلق بعلاقات الحركة مع بعض من الدول ، وتحديدا سورياوتركيا. وعلى سبيل المثال ترفض الكثير من الدوائر السياسية السورية إعادة العلاقات مع حماس ، خاصة مع موقف الحركة من الثورة السورية وانحيازها للفصائل المتمردة على الرئيس بشار الأسد والنظام السوري الحاكم. فضلا عن تكرر الموقف أيضا في تركيا وتصاعد الغضب الشعبي التركي من الدعم الذي يقدمه الرئيس رجب طيب أردوغان للكثير من اللاجئين الفلسطينيين سواء من ابناء حركة حماس أو خارجها ، وهو الدعم الذي يشير الكثير من الأتراك أنهم أولى به من اي طرف أخر.
والحاصل فإن هذا أول لقاء لخامنئي بوفد من حماس منذ العام 2012، وكان مصدر فلسطيني قد وصف في وقت سابق بأن الزيارة هي "الأهم" التي يؤديها وفد من الحركة لطهران فيما بدا أن هناك توجها لانخراط كليا في المشروع الإيراني.
غير أن هذا التحرك السياسي الخاص بحركة حماس يطرح هدفا مهما يبدو أن حماس تسع إلى تحقيقه ، وهو محاولة إعادة العلاقات مع سوريا مع تدخل إيران لدى الرئيس بشار الأسد ، وهو ما ألمحت إليه دوائر سياسية إيرانية عقب انتهاء اللقاء بين وفد حركة حماس والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية. عموما فإن من الواضح أن”أجنحة” الحركة تشعر بالمأزق الذي باتت عليه خلال الفترة الاخيرة ، وهو المأزق الذي يتصاعد الآن في ظل الأزمات التي تتواصل على الحركة سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي مخع تصاعد الأزمات بالمنطقة