انتشر مؤخرا فيروس «زيكا» وأصاب نحو مليون شخص وزاد الهلع من هذا الفيروس لما يسببه من تداعيات صحية خطيرة إذ يؤدى لولادة طفل بجمجمة صغيرة جدا لعدم اكتمال نمو المخ مما يصيبه بإعاقة ذهنية، وأثار ارتباط اسم البعوضة الناقلة لفيروس زيكا باسم مصر حالة من الفزع بين المواطنين، بعد انتشار الفيروس فى العديد من الدول بقارتى أمريكا الشمالية والجنوبية، وبعض الدول الأوروبية، وتسببه فى حدوث تشوهات للأجنة حال إصابة الحوامل به.وزيكا هو فيروس يولده البعوض هو من نفس عائلة الحمى الصفراء والنيل الغربى وتشيكينغانيا والضنك، ويسبب تشوه الأجنة وأصاب أكثر من 4 ملايين شخص بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وظهر لأول مرة عام 1947، فى أوغندا، وكان قاصرا على القرود، إلا أن أول تحوره وإصابة الإنسان فى 2007، بالمحيط الهادئ، وفى 2013 ظهر المرض بفرنسا، ثم عاد للظهور بقوة فى 2015 بأمريكا الجنوبية والبرازيل وكولومبيا، ولا يوجد لقاح أو دواء لعلاج عدوى الفيروس، أما الأعراض الشائعة فتتضمن الحمى والطفح الجلدى والصداع واحمرار العين. وعن تهديد المرض لصحة المصريين تقول رنا صيدانى المتحدثة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية فى قسم الشرق الأوسط إنه بعد تفشى فيروس «زيكا» بسرعة رهيبة مخلفا أكثر من مليون إصابة حتى الآن، فإن هناك 7 دول فى منطقة الشرق الأوسط مرشحة لوصول الفيروس إليها خلال الفترة المقبلة وهى مصر، السعودية، السودان، اليمن، الصومال، باكستان وجيبوتى. وأشارت إلى أن انتشار الفيروس تزامن مع فصل الشتاء والطقس البارد هو يقلل من خطورته ولكن احتمال تزايده فالبعوض يتكاثر خاصة فى فصلى الربيع والصيف نظرا لتكاثر البعوض مطالبة البلدان المعنية أكثر من غيرها باتخاذ خطوات حازمة للحماية من انتقال الفيروس إليها. وأكد الدكتور محمد على عز العرب أستاذ الباطنة بالمعهد القومى للكبد أنه لم تظهر أى حالة إصابة بمرض زيكا بمصر فى الوقت الحالى ولم تسجل رسميا أى حالة إصابة به خلال الأعوام السابقة وأن ارتباط اسم مصر بالعائل الناقل للمرض «البعوضة المصرية» هو تصنيف لنوع البعوضة فقط وأن المرض غير مستوطن بمصر، لافتا إلى أن تلك البعوضة تتسبب فى أنواع أخرى من الفيروسات أكثر خطورة كالحمى الصفراء وحمى الدنج وحمى الوادى المتصدع. وأضاف عز العرب رغم عدم وقوع أى إصابة مرضية بهذا الفيروس فى مصر إلا أن وسيلة النقل له متواجدة وفى حالة دخول أحد المصابين بالفيروس يمكن أن ينتشر ولذلك يجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية بالتعاون مع الجهات المعنية. دم المريض وأوضح الدكتور نبيل أحمد أستاذ الفيروسات أن فيروس «زيكا» يعيش فى دم المريض لمدة قد تتراوح بين 5 إلى عشرة أيام وخلال هذه الفترة يعتبر الشخص ناقلا للمرض شريطة أن يتعرض للدغة بعوضة خلال هذه الفترة ولو حدث ذلك فانه يتم نقل الفيروس لعشرات الأشخاص خلال أيام قليلة ولذلك حذرت منظمة الصحة العالمية من المرض منعا لانتشاره رغم أنه لم يصل إلى مرحلة الوباء العالمى، لافتا إلى أن أعراض المرض تظهر بعد اللدغ خلال ثلاثة أيام والمتمثلة فى ارتفاع بسيط فى درجات الحرارة والتهاب شديد فى ملتحمة العين وآلام مبرحة فى العضلات والعظام وتستمر الأعراض ما بين يومين إلى سبعة وفقا لقوة الجهاز المناعى للمريض. وأضاف نبيل أن فيروس «زيكا» غير مميت وضعيف ولا يسبب أى مشكلات صحية أو مضاعفات إلا عند الأشخاص ذوى المناعة الضعيفة وكبار السن والمرضى الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة إلا انه يمثل خطرا شديدا على المرأة الحامل فلا يوجد حتى الآن أى علاج أو مصل وقائى لهذا الفيروس ، مشيرا إلى انه على الشخص المصاب ان يلتزم الراحة فى السرير مع تناول الكثير من السوائل الدافئة لمنع حدوث الجفاف. ومن جانبه نفى الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم وزارة الصحة وجود حالات إصابات أو اشتباه بفيروس «زيكا»، مؤكدا أن مصر خالية تماما من هذا الفيروس الذى يتم نقله عن طريق البعوض، لافتا إلى أن الفيروس أكثر انتشارا فى أمريكا الجنوبية والوسطى. وأضاف مجاهد أن الوزارة تتخذ إجراءات وقائية لمنع وصول المرض للبلاد أهمها التأمين على المطارات والموانئ من خلال أطباء الحجر الصحى، موضحا أن أساليب الوقاية والمكافحة من الفيروس تعتمد على شيئين أولا الحد من تكاثر البعوض، وثانيا الحد من الاحتكاك بين البعوض والبشر، مطالبا بضرورة تجنب تراكم القمامة والابتعاد عن المياه الراكدة، لافتا إلى أنه فى حالة وجود أعراض بعد العودة من دولة حدث بها انتشار للمرض لزم التوجه لأقرب مستشفى حميات وذلك حفاظا على صحتهم وأرواحهم. وتنصح وزارة الصحة والسكان السيدات الحوامل والمقبلات على الحمل بعدم السفر إلى دول أمريكا الجنوبية والوسطى، جاء ذلك بناء على توصية من منظمة الصحة العالمية، حيث أعلنت ان فيروس «زيكا» أصبح يشكل خطرا صحيا دوليا، وذلك بعد تفشى المرض