طحنتهم الأحوال المادية الاقتصادية السيئة.. كسرت عظامهم ونهشت لحمهم.. فالمرض لا يرحم.. حالات كثيرة تصل إلى عشرات الآلاف سقطوا بين شقى الرحى.. الأول المرض.. والثانى الفقر.. إنهم يعانون.. يصرخون.. يتوسلون ويستنجدون.. الكثير منهم يرسل يطلب المساعدة ونحاول ونبذل ما فى وسعنا لعلنا نستطيع أن نقف بجوارهم ونساعدهم.. هذا الأسبوع كانت هناك عشرات الرسائل وطلبات المساعدة واخترنا هذه الحالة لرجل لم يتجاوز الخمسين من عمره، لديه زوجة وثلاثة من الأبناء فى مراحل التعليم المختلفة.. الأب لم يكن يخطر على باله أن يمرض ويصبح كومة من العظام ينام على سريره غير قادر على الحركة والعمل ليوفر لأولاده ما يحتاجون إليه.. كانت حياته ميسورة إلى حد ما.. كان يعمل سائقا يكسب ما يكفى أسرته.. كان يحمل لابنته الحلوى التى تحبها لم يبخل على الولدين بأى طلب يطلبونه فهو على أتم استعداد لتنفيذه.. الزوجة كانت تحاول توفير جزء من المال الذى يعطيها إياه حتى تستطيع أن تواجه أى ظروف صعبة.. جاءت هذه الظروف عندما أصاب الزوج بعض الآلام وارتفاع بدرجة الحرارة.. ساعدته فى الذهاب إلى الطبيب الذى شخص الحالة ووصف الدواء.. فقد أكد الطبيب أنه برد أصاب الكلى ببعض الالتهابات.. مر أسبوع وراء أسبوع، ولكن الحالة كما هى، بل ربما زاد الألم.. حملته مرة أخرى إلى الطبيب.. طلب أشعة وتحاليل حتى يستطيع أن يشخص المرض.. فهو يشك فى شىء ما.. وقد جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن.. فقد ظهر ما لم يكن يدور فى خاطر أحد.. الرجل رب الأسرة مصاب بفشل كلوى وفى حاجة إلى عملية غسيل دموى ثلاث مرات أسبوعيًا.. ترك عمله.. وبالتالى أصبح لا دخل له، وبدأت الزوجة تصرف مما أدخرته طوال السنين.. شهر.. شهرين.. ولكن النقود التى أدخرتها صرفت كلها.. بدأت تبيع بعض الأجهزة الكهربائية.. ثم استدانت من الأهل والأصدقاء، ولكن نصحها البعض باللجوء إلى وزارة التضامن الاجتماعى التى ربطت لها معاش ضمان اجتماعى 450 جنيها.. تبكى.. وتتساءل: هل هذا المبلغ يكفى مصاريف الزوج المرض ومتطلبات الأولاد الثلاثة؟.. أرسلت تطلب المساعدة، فهل تجد من يقف بجانبها؟ من يرغب فليتصل بصفحة ربنا كريم.