هكذا هم جماعة الإخوان.. يحرصون على التصرف بغباء دائمًا.. كأنهم يحبون الغباء ويعشقونه! أما الغباء نفسه فإنه يبادلهم الحب والعشق، لأنه يراهم أفضل من يمثلونه ويعبرون عنه بمنتهى التفانى والإخلاص! وليس هناك تعريف محدد ومعتقد للغباء، لكن يمكن أن نقول إنه خليط من الحماقة وسوء التصرف وسوء الفهم والإصرار على تكرار الأخطاء.. وهذا بالضبط ما تفعله الجماعة ليس الآن فقط، وإنما على امتداد تاريخها منذ فترة ما قبل ثورة يوليو 52 إلى ما بعد ثورة يناير 2011. ولعل نجاح الإخوان فى اكتساب كراهية المصريين بامتياز فى فترة وجيزة.. أكبر دليل على صحة عنوان هذا المقال!الاخوان تصوروا فى بداية فترة حكم جمال عبدالناصر أنهم الأقوى والأفضل تنظيمًا.. والأكثر سيطرة على الشارع.. وصور لهم غباؤهم السياسى أنهم قادرون على هزيمة كل من يتحداهم. ولأنهم لا يتعلمون من أخطائهم وقعوا فى نفس الخطأ بعد ثورة 25 يناير.. تصوروا أنهم الأقوى والأفضل تنظيمًا والأكثر سيطرة على الشارع، وأنهم قادرون على هزيمة كل من يتحداهم! وعلى الرغم من أنهم نجحوا فى تسويق أنفسهم كجماعة دينية طيبة على امتداد تاريخهم الذى يزيد على 88 عاما.. فاكتسبوا تعاطف الشعب المصرى.. لكنهم فى عام واحد فقط.. نجحوا فى استبدال هذا التعاطف بكراهية لا حدود لها.. والفضل لغبائهم السياسى! عندما جرت الانتخابات البرلمانية فى عام 2012.. وعدوا بالمشاركة لا المغالبة.. وأعلنوا أنهم سيتنافسون على مقاعد لن تزيد نسبتها على 35%.. لكنهم راحوا يتنافسون على كل مقاعد البرلمان فحصلوا على 47% منها. وعلى الرغم من أن هذه النسبة لم تمنحهم الأغلبية البرلمانية، لكنهم راحوا يتصرفون كأنهم أصحاب الأغلبية المطلقة دون أى اعتبار للقوى السياسية الأخرى. وعندما تم الإعلان عن إجراء الانتخابات الرئاسية وعدوا بعدم ترشيح أى إخوانى للرئاسة.. بل إنهم قاموا بفصل واحد من أهم قيادات الجماعة وهو د.أبوالفتوح لأنه أصر على ترشيح نفسه.. ثم فجأة انقضوا على الانتخابات الرئاسية وانتزعوها بالقوة. وعلى امتداد فترة حكمهم التى استمرت عاما واحدا قاموا بإقصاء كل القوى السياسية الأخرى وراحوا يفرضون أعضاء الجماعة فى كل مفاصل الدولة.. فى إطار سياسة الأخونة كما اصطلح على تسميتها، ثم إن المصريين سرعان ما اكتشفوا أن الرئيس المنتخب ليس هو من يحكم.. وإنما الحاكم الحقيقى مكتب الإرشاد ومرشد الجماعة. ولم يتحمل المصريون هذا الاحتلال الإخوانى.. فقاموا بثورة شعبية هائلة فى 30 يونيو 2013.. وبدلا من أن يستسلم الإخوان لإرادة الشعب المصرى.. صور لهم غباؤهم أنهم أقوى من الشعب.. فراحوا يمارسون الإرهاب ويستخدمون سياسة الاغتيالات لضباط وجنود الشرطة والجيش الذين هم جزء من نسيج الشعب المصرى.. فأصبحوا محل كراهية المصريين بامتياز! ولم يتوقف الإخوان عن ممارسة الغباء! ??? الإخوان أو صور لهم غباؤهم السياسى أنهم قادرون على إعادة عجلة التاريخ للوراء.. وأنهم يستطيعون استنساخ أحداث 25 يناير 2011.. بما صاحبها من انهيار لجهاز الشرطة.. وبذلك يعودون للحكم مرة أخرى. فعلوا ذلك فى ذكرى ثورة 25 يناير فى عام 2014 وفى عام 2015 وتبين أنهم كانوا يوهمون أنفسهم ويوهمون الشعب المصرى.. ولأنهم يعشقون الغباء ويعشقهم الغباء.. حاولوا ذلك خلال ذكرى ثورة يناير الحالية.. فراحوا يوهمون أنفسهم ويوهمون الشعب بأن حشودهم ستخرج إلى الشوارع والميادين وأنها ستسقط النظام! ويستفحل غباء الإخوان ويزيد.. فتصدر قيادات الجماعة بيانا ينتمى إلى فصيلة (شر البلية ما يضحك).. يقول البيان: ها نحن قد أعددنا لكم العدة كاملة بفضل الله تعالى وعونه.. وعلى أهبة الاستعداد والجاهزية الكاملة لإسقاطكم فى 25 يناير. ويمضى غباء الإخوان إلى ما هو أبعد فيضيفون فى بيانهم: نعدكم بأن كل من لزم داره بأحداث ثورة الغضب 25 يناير القادمة وما يليها فهو آمن! وفى يوم 25 يناير نفسه.. راحت قناة الجزيرة وأخواتها من قنوات الإخوان تتحدث عن ثورة المصريين على النظام والحشود الهائلة التى خرجت لإسقاط الانقلاب وعن المظاهرات التى زاد عدد المشاركين فيها على 700 ألف شخص.. ثم تبين أن كل هذه الأعداد الهائلة كانت ترتدى طاقية الإخفاء.. وأن كل الحشود والمظاهرات ليست أكثر من سراب! وهكذا يثبت الإخوان أنهم والغباء.. يد واحدة.. وأن غباء اليوم امتداد لغباء الأمس! ??? حوالى أسبوعين انعقد مجلس النواب الذى اكتملت به خريطة المستقبل. فى نفس التوقيت وفى مدينة أسطنبول كان برلمان الإخوان الموازى الذى أطلقوا عليه اسم البرلمان المصرى.. يعقد جلسة طارئة. فى نفس التوقيت الذى كان العالم فيه يتابع الجلسة الإجرائية لأول برلمان بعد ثورة 30 يونيو.. كان برلمان الإحوان يجتمع ويناقش قضايا الاقتصاد المنهار وحقوق الإنسان الضائعة والأمن القومى الذى يواجه الخطر! ولم يكتف أعضاء هذا البرلمان الخائب بذلك.. وإنما أصدر بيانا ينتقد فيه انعقاد البرلمان الحقيقى وانشغال أعضائه بالصراع على المناصب. هكذا صور غباء الإخوان لهم أن انتخاب رئيس للمجلس ووكيلين ورؤساء للجان البرلمانية.. صراع على المناصب! ولأن غباء الإخوان بلا حدود فقد أعلنوا أن أعضاء البرلمان الموازى سيقومون بعرض نتائج اجتماعهم على أكثر من خمسين دولة! الأغبياء.. من يهتم بهم وباجتماعاتهم! من يهتم ببرلمانهم الموازى أساسًا.. خاصة بعد اكتمال وانعقاد مجلس النواب الذى انتخبه الشعب وحظى بتقدير واعتراف كل دول العالم؟! لكنه غباءهم السياسى الذى يصور لهم أن استقواءهم بالخارج سيعيدهم مرة أخرى لحكم مصر! بالمناسبة الإخوان الذين لم يتعلموا من أخطائهم يقعون دائمًا فى نفس الخطأ. أيام جمال عبد الناصر حاولوا الاستقواء بالخارج وخاصة الأمريكان فعملوا على توطيد علاقة الجماعة بأمريكا وإقناعها بأن حكم الإخوان سيحقق لها مصالحها. وبعد قيام ثورة يناير حاول الإخوان الاتصال بالأمريكان وحاولوا إقناعهم بأن مصالحهم تقتضى أن يساندوا الإخوان فى الوصول إلى الحكم. وعندما أسقطهم الشعب راح الإخوان يعاودون اتصالهم بالأمريكان لمساعدتهم فى العودة إلى الحكم. ولأنهم أغبياء لا يستطيعون أن يفهموا أن إرادة الشعب المصرى ليست قابلة للهزيمة! ??? أكبر أخطاء جماعة الإخوان أنهم لا يتعلمون من أخطائهم.. هذه هى طبيعة الإخوان.. والأغبياء!